تباين بين أجنحة الحكم ومراكز قوى داخل الأردن حول توصية للنسور بالحوار مع الإخوان والمعارضة
المدينة نيوز - خاص - علاء الدين طويل -: كشفت مصادر رسمية أردنية أن رئيس الحكومة عبدالله النسور تمكن من إقناع مؤسسة الديوان الملكي بضرورة تقديم مبادرة جديدة لاحتواء الاحتجاجات المتصاعدة في البلاد، عبر حوار تتبناه الحكومة مع المعارضة شرط أن يحظى بتأييد ودعم ملكي.
وبحسب ما أوردته الحياة اللندنية فإن هذه المبادرة الطازجة أحدثت تبايناً ملحوظا بين أجنحة الحكم ومراكز قوى واسعة النفوذ داخل الدولة وصلت أشدها، لا سيما وأن مبادرة النسور هذه، تضمنت العودة الفورية للحوار مع قوى المعارضة، خصوصاً جماعة الإخوان المسلمين.
المبادرة التي طرحها النسور جاءت وفق تقديرات بحثية لمراكز حكومية وغيرها، تحذر من أن الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها المملكة تهدد الاستقرار والسلم الأهلي عشية إجراء الانتخابات النيابية المقررة مطلع العام المقبل، وتضمنت التوصيات «الانتقاد المباشر لرموز الدولة، يشير إلى احتمال حدوث اضطرابات جديدة على نطاق واسع خلال الأسابيع المقبلة».
ولا تزال صيغة مبادرة النسور الجديدة غير واضحة، غير أن التوقعات تشير إلى احتمالية انطلاق أول حوار رسمي مع قادة «الإخوان» والمعارضة منتصف الأسبوع الجاري، قبيل الجمعة المقبلة دعت إليها المعارضة.
ووفق ما تحدثت به المصادر، حذرت مراكز نفوذ قوية، بينها أجنحة أمنية، من أي مبادرات تتضمن تقديم تنازلات إضافية في ما يخص قانون الانتخاب لصالح جماعة الإخوان.
وكانت الحكومة الأردنية قالت على لسان الناطق باسمها سميح المعايطة : إن «من واجبات الدولة تهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات المقبلة عبر فتح قنوات جديدة للتواصل والحوار مع الأطراف المختلفة». معتبراً أن "الوصول إلى تفاهمات جديدة مع المعارضة يجب أن يتم على أرضية دستورية وقانونية".
الإخوان تنفي وترحب
في المقابل، نفى زكي بني أرشيد أحد قادة الإخوان وجود اتصالات جديدة مع الحكومة، ورحب بأي مبادرة سياسية وجادة تسعى إلى إخراج الأردن من أزمته، معتبرا أن محاولة تنفيس المظاهرات بهذه الطريقة، لعبة مكشوفة تمثل "خطوة مكشوفة لا تليق بدولة ولا بأزمة".
وكان الإخوان المسلمون أعلنوا مقاطعتهم الانتخابات في السابق احتجاجاً على قانونها، فيما رجحت بعض التوصيات استغلال «الإخوان» للاضطرابات الناجمة عن رفع أسعار بعض أنواع المحروقات لإضعاف السلطات، ورأت أن الانتخابات المقبلة «ستتضرر أكثر» إن فاز بها الإخوان.