سنترك الوطن للجبهات والاحزاب
بعد تقسيم الوطن بين اكثرية صامتة وأقلية مشاغبة وبين (سحيج) (ورديح) وموالاة ومعارضة وإسلاميين وكفره وفاسدين ومخلصين لم يبقى امام الاغلبية الصامتة الا ان ترحل عن هذا الوطن وتتركه لكل تلك الفئات لتحكم وترسم وتوزع المكتسبات بينها بالتساوي او التناوب فالاكثرية الصامتة اصبحت بنظر هؤلاء عبئا يثقل الكاهل ولا بد من التخلص منه حتى يكون الجو صافبا ويكون اللعب عالمكشوف (خذ وهات).
ينوي احد رؤساء الوزراء السابقين ان يغزو عمان من جهة الشمال مدججا بالاسلحة والقوى البشرية فقد سماه الاعلام زعيم الشمال متناسيا ان زعماء الشمال مثل النبع الذي لاينضب فقد رحل الزعيم الاردني وصفي التل ليترك وراءه زعماء لايقلون عنه بالشجاعة وحب الوطن ولازلن الشماليات الحرات يلدن زعيما تلو الاخر يفطمنه على حب الوطن وقيادته دون ان ينتظرن جميلا او مكتسبا من احد.
رئيس الوزراء السابق الذي نهض من نومة كهفية دامت لسنين طويلة اكتشف وبعد الخريف العربي ان الاردن غارق بالفساد فاستل سيفه ليكون مخلص العباد والبلاد متناسيا ان ازمة الوطن كانت نفسها عندما كان رئيسا لأقوى الاجهزة العربية في ذلك الوقت وكان بمقدوره ان يتنبأ بالفاسد حتى قبل ان يلد وبعدها رئيسا للوزراء ومسؤولا في عدد من المناصب الهامة في هذا الوطن الذي اصبح مثل الثوم مأكول مذموم ولم نسمع شيئا عن بطولات الرجل في تلك الحقبة من الزمن، لله درك يا ابوعزيزي التونسي كم ايقظت ضمائر كانت نائمة ونهضت على رائحة جسدك وهي تحترق في تونس.
المسيرة القادمة التي سيقودها زعيم الشمال تنطلق من مخيم الحسين للاجئين الفلسطينيين وبين دواري الداخلية والحسين في قلب العاصمة فيما ستلتقي هناك مع الحراكات الشعبية الاخرى ودعم عددي بالقوى البشرية من الشركاء الاخوان المسلمين لزيادة زخم المسيرة والتي من الطبيعي ان تظهر على انها كبيرة نظرا لضيق المكان التي ستسلكة والتي لاادري لماذا اختار زعيمنا هذه المنطقة بالذات وسهول الاردن وجباله كثيرة وواسعة ولكننا لانعلم مايخطط له الزعيم وشركاؤه في ذلك اليوم.
الاخوان المسلمين كالعادة كل عرس لهم فيه قرص وسيشكلون ميسرة الجبهة وسيكون في الميمنة بقية الاحزاب من قوميين ويساريين وشيوعيين ووطنين وتحرريين واشتراكيين وغيرهم من الاسماء التي لاحصر لها ولا عدد فيما تحزم الاكثرية الصامتة امتعتها لمغادرة الوطن ومراقبة معركة الخلاص عبر قنوات الجزيرة من مخيماتها على الحدود السعودية او العراقية او السورية حتى.
ماذا فعل بكم الوطن وقيادته حتى يكون هذا جزاؤهم ماذا فعل بكم وانتم بالامس تترمون في احضانه وتنعمون برغد العيش فيه فقد اكلتموه لحما ورميتموه عضما هل من اجل كرسي نيابي او مقعد وزاري قامت قيامتكم وتنون قلب عاليه اسفله، الا كان الاولى يازعيم الشمال ان تسدي النصيحة للنظام بدل ان تخرج عليه الا كان الاولى وانت تربيت في اجهزة النظام ان تعدل المسار حينها، اما وانت الان صديق للاحزاب التي كنت بالامس تقمعها وتعتقلها اذا قرأ احد منتسبيها سورة الاحزاب في القرآن الكريم فيحق لك ان تكون زعيمها بلا منازع.
سنترك لكم الحكومة والبرلمان والمدارس والجامعات وحتى مهنة عمال الوطن المشرفة، سنتركها كلها مقابل ان تتركونا نعيش بأمن واستقرار او تأذنوا لنا بالرحيل ونتمنى منك ايها الزعيم ومن شركائك الاسلاميين ان تكون وجهتكم القادمة لتحرير فلسطين الغالية من العدو الصهيوني وانا متاكد ان دفاعكم عنها سيكون شرسا لاسيما وان رفاقك من قادة الاسلاميين هم من اهلها الاصليين.