زوال دولة اسرائيل
...أنا لا أؤمن بالتنجيم، ولا بفتح الفنجان، أو قراءة الودع ، والحديث عن المستقبل بواقعة تحدد فيه الساعه واليوم والشهر، لأن كل ذلك من علم الله سبحانه وتعالى. ولكن ما حدث معي ودعاني للخوض في هذا الموضوع ،هو عدة مشاهدات وقرائن جعلتني أقف معها ،كونها بمجملها ، تعطي فكرا جديدا ،أو أقرب للقناعه ،وهو أن الكيان الصهيوني الغاصب لقلسطين سيزول فعلا .
عشت في عمان حالة من الرعب والخوف من العدو الصهيوني بعد حرب عام 1967 ، لأن شعور الاحباط والهزيمة كان طاغيا ولم يتحلحل هذا الشعور الا بعد معركة الكرامة الخالدة التي وقعت في ربيع عام 1968،تلك الأسطورة التي جسدت الشعار الصحيح للوحدة وهو على أرض المعركة .
في آخر انطباعاتي من خلال وقفه أمام مسجد الكالوتي بمناسبة مرور 64 عاما على النكبة الفلسطنية ،تحدثت للجمع عن شعوري المختلف عما يقرأه ويعرفه الإنسان العربي عن هذه النكبة و تضمن هذا الشعور عدة صور هي :
الصورة الاولى، أنني عشت هزيمة عام 67 وكان عمري 15 عاما ورأيت الناس وهم شاردون من الضفة الغربية ومتجهون شرقا ، حفاة عراة يعلوهم الرعب والخوف ،هائمون على وجوههم ، وقد شاهدتهم في الأغوار ورأيتهم وفي عمان، وبقيت هذه الصوره في مخيلتي ولم أستطع محوها .
مقابل تلك الصورهالقاتمة المرعبة في ذلك الوقت ، عشت حقيقة مشاركتي في مسيرة القدس العالمية في منتصف هذا العام ، حيث تجمع أكثر من خمسين الف شخص من الأردن ،ومن جميع أنحاء العالم، وكنا على بعد 3 كيلو مترات من الحدود مع العدو الصهيوني ،وعلى بعد 15 كيلو مترا هوائيا من مآذن الأقصى . كان الجميع فرحين مستبشرين وكأنهم في رحلة أنس ، وكلهم لديهم الأمل بالعودة الى ارض فلسطين التاريخية وكان الشعور بالفرح والسعادة والامل يغمر الجميع ، ولم ألمس أي شعور بالخوف لدى أي من المشاركين ،وهاتان صورتان تبينان الفرق بين حلة الناس في عامي 1967 و 2012 .
الصورة الثانيه ،هي صورة أخرى قرأت عنها وشاهدتها في الأفلام والاعلام وهي صورة اللاجئين الفلسطنين عام 1948، حيث استخدمت العصابات الصهيونيه في ذلك الوقت سلاحا تعادل فاعليته وقوته جزءا من مليون جزء من السلاح الذي استخدمه العدو الصهيوني في حربه على قطاع غزه عامي 2008/2009 ، و نتج عنه تشريد مليون فلسطيني من أرضهم، أما المليون ضغف لهذا السلاح عام 2012 فلم يخف الفلسطينيين الذين كانوا يدفعون الرشاوى على معبر رفح الحدودي مع مصر تحت القصف لغزة ،من أجل السماح لهم بالعودة والاستشهاد على تراب الوطن، تراب غزه الطاهر وهذ الصوره تبين الفرق في شعور الناس بين عام النكبة 1948 وعامي 2008/ 2009حيث العدوان الصهيوني في عملية " الرصاص المصبوب".
الصوره الثالثه ،وهي قصة شاليط، وكيف أن كل أدوات ووسائل ومحاولات الترهيب والترغيب التي استخدمها العدو الغاصب، والذي شاركته العديد من دول العالم في ذلك ،وعلى رأسهم حكومة المخلوع حسني مبارك، ومدير مخابرته المقبور عمر سليمان ،لم تكسر إرادة الشعب الفلسطيني في غزه، وانما زادت من قوتهم ،اذ رفضوا تسليمه الا بشروط رضخت لها اسرائيل في نهاية المطاف ، رغم جميع محاولتها، وبهذا انتصرت الارادة والعمل المتقن على القوه , أليست هذة الصوره جديدة وغير مسبوقة؟
الصوره الرابعة هي صورة انهيار أفضل نظام خدم الكيان الصهيوني ،والذي لم يتوقعه أحد مطلقا لا من قريب ولا من بعيد، وهو نظام المخلوع حسني مبارك حيث قال أحد اليهود أن افضل ما قام به اليهود من أعمال في حياتهم بعد السبي البابلي هو قيام دولة اسرائيل عام 1948ووجود نظام حسني مبارك في مصر.
الصوره الخامسه هي صورة الأسرى الفلسطنيين وكيف أن ارادتهم الفولاذيه باضرابهم عن الطعام ومواجهتهم للموت الذي كان عندهم أحب من الخضوع والاستسلام للغاصب السجان ،ولهذا رضخت اسرائيل لهم ولمطالبهم بسبب ما لمسته عندهم من إرادة وشموخ وعزة وايمان.
الصوره السادسه هي قيام اسرائيل باستخدام مجموعة طائرات اف 16 لغرض اغتيال وقتل الشيخ المغفور له باذن الله ، أحمد ياسين ذلك الرجل المقعد الذي لا يملك من عناصر القوه الجسديه سوى راس 20×20 سم ،وقد قصفوه وهو خارج من المسجد بعد صلاة الفجر ،متذرعين أن هذا الرجل يمتلك إرادة فريدة لتقويض دولة اسرائيل الغاصبة , وهنا صورة مركبة معقدة وهي أن رجلا واحدا مقعدا أخاف الكيان الصهيوني المعروف بالقوة والبطش.
كل ما سبق من صور هي مشاهد عشناها وشاهدناها جميعا على أرض الواقع ، أما المشاهد الغيبية، فكانت الصورة الأولى لعلو اليهود غير المسبوق بالتاريخ الذي نعيشه الآن ،حيث أخبرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز قبل نحو 1434 عاما بأنهم سيعلون علواً كبيرا، وسيكون لهم شأن، مع أن العرب في ذلك الوقت كانوا قبائل متباعدة متناثرة غازية ،ولا شأن لهم ولا قيمة، أما دولتا الفرس والروم فكانتا القوتين الأعظم ،في حين كان اليهود تحت سيطرة العرب،ولكن الصورة اختلفت هذه الأيام ، فهذا هو الاعجاز المدهش والواضح الذي نعيشه اليوم والذي يتمثل بهذا العلو لليهود وعلى مستوى العالم.
الصورة الثانية المرادفة للأولى، والتي سنشاهدها انشاء الله قريباً ،ويجب أن نقتنع ونؤمن بها ،هي اساءة وجوه هؤلاء الصهاينة من قبل قوم أولي بأس شديد، وهم اصحاب الإرادة القويه أمثال الشيخ الشهيد أحمد ياسين ،وهذا هو الفرق بين القوة التي تملكها اسرائيل ،والإرادة التي يملكها أصحاب الايمان.
أما الصوره الأخرى من الغيبيات ،فهي ما كتبه الأستاذ الباحث بسام جرار المبعد في مرج الزهور في كتابه عن زوال دولة اسرائيل والتي حددها في عام 2022 ، ويمكن الرجوع اليه .
وهناك آخرون خاضوا في نفس الموضوع وخرجوا بنفس النتيجة ونمهم وهو السيد نبيل الحايك الذي تحدث عن زوال اسرائيل في كتاب خاص له ايضا في عام 2022 ، باستخدام علم اسمه "الجٌُمَل"، وهو علم استخدمه اليهود قديما في الحساب ،ويحول الحروف الى أرقام ،ومن خلال ذلك، توصل الى نتيجة مفادها زوال دولة اسرائيل في ذلك العام.
بعد أن اطلعت على هذه الأطروحات الغيبية ،استهجنت هذا الأمر واستغربته في البداية ،وجمعت عددا من الأصدقاء لمناقشة هذا الأمر معهم ،وكان من بينهم من يخالف هذه النظريات قبل الاستماع اليها ،لكنهم خرجوا جميعا بنتيجة واحدة ،وهي أنهم متوافقين مع ما قاله السيد نبيل الحايك، وكأنه حقائق فعليه مسلّمة ، لا جدال فيها،ناهيك عن أن د. أحمد نوفل أيد استخدام هذا العلم من القران .
آخر صورة مدهشة حقيقية في هذا المجال هي ما ورد على لسان الصديق حسام عياد وهو مدرب رياضة الكراتيه ،وخاصة للأطفال المعاقين ومنهم الذين يعانون من الشلل الدماغي ،وقد أخرج منهم أبطالا على مستوى العالم ،وهو بالمناسبة حاصل على جائزة أهل الهمه من جلالة الملكة رانيا العبد اللهن وقد حدثني عن طفل عمره 12 سنه مصاب بمرض التوحد وهو يدربه الكراتيه ويتمتع بذكاء مدهش ويستطيع في ثوان معدودات ،ان يعطيك أي تاريخ ميلادي بتاريخ هجري وبالعكس، كما سمع منه كلاما أدهشه، وهو أن اسرائيل ستزول في عام 13/07/2022 ،وأعاد عليه السؤال عدة مرات في مناسبات مختلفه لكن النتيجه كانت واحده.
كل ماسبق من صور أسلفناها، بالاضافه الى صور أخرى وفي مقدمتها صورة خلع نظام حسني مبارك والربيع العربي وموقف إيران المغاير تماما لموقف ايران ايام الشاه ،وكذلك موقف تركيا المغاير تماما لموقف تركيا العلماني في زمن العسكر، وإتباعها منهج أتاتورك.
ومن مشاهداتي على ارض الواقع في رحلتي الى غزه في شهر حزيران الماضي ، ضمن رحلة قافلة أميال من الابتسامات القياديه والتي ضمت وفودا من 17 دولة عالمية، كل ذلك يصب في قناعتي بأن هذا الكيان زائل لا محاله ، ولكن الله وحده يعلم التفاصيل ، و مع ذلك فان كل المؤشرات السابقه يجب ألا تجعلنا نستسلم ونؤمن بالزوال بدون عمل، ولكن كل ذلك بشائر تدعم الروح المعنوية لشعبنا ولأمتنا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن نرى ذلك قريبا وليس ذلك على الله ببعيد .