باحث: الموقف الأردني المحايد من أحداث سوريا يمهد مناخا للفوضى والانفجارات
المدينة نيوز - خاص- حذّر باحث استراتيجي من أن إبقاء الأردن للعناصر المتناحرة في المنطقة العربية على أرضه قد يجعل الأردن مناخاً مناسباً لتصفية الحسابات سواء بالاغتيالات والفوضى وحتى الانفجارات، مشددا على أن الخطر الأكبر الذي يواجه الأردن يتمثل في سهولة إنتقال نماذج التفجيرات في سوريا لا سيما وأن الأردن لا يزال يرفض الانصياع للرغبات القطرية السعودية في الدخول في مواجهة مفتوحة مع سوريا.
واعتبر الباحث الدكتور عامر السبايلة أن على الأردنيين مراقبة مراحل التحول والانتقال حتى يستطيع مجابهة كل ما هو تهديد جديد، مشيراً إلى أن التسوية التي تتم في سوريا هي المرحلة الأخيرة في عملية تسوية اقليمية من المحتمل أن تشمل الأردن على اعتبار أن رقعة الصراع في المنطقة تشهدا اتساعا مستمرا.
وأشار الباحث إلى احتمالية أن تضع التسوية في سوريا الأردن على محك سياسي يتمثل بترشيحه لتولي مصير اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وهو الأمر الذي يحذر منه الباحث السبايلة ويظهر تخوفه من تعميم نماذج عنيفة من طراز فتح الإسلام وكتائب عبدلله عزام كما حصل في التجربة اللبنانية.
وأكد السبايلة على أنه يتحتم على الأردن أمام هذا الضغط، جمع أوراقه نحو اقامة علاقة عمق استراتيجية مع دول الجوار واللاعبين الجدد ليضمن أن يكون حاضراً غدا.
ووفق قراءة السبايلة فإن إنزلاق الموقف الأردني عبر التقارب مع مدير المخابرات السعودي (الأمير بندر), والرهان على عودة الجمهوريين إلى البيت الأبيض نحو تحالفات تتعارض مع المصالح الوطنية الاردنية، قد يحدث شرخا بتعارض موقف المؤسسات الوطنية الاردنية مستقبلاً مع الموقف الرسمي، مشيرا إلى أن الوضع الأردني الداخلي لا يحتمل مزيدا من الضغوط .
ومن أكبر الضغوط التي قد يواجهها الأردن بحسب السبايلة احتمالية فرض المنطقة الانسانية العازلة أو تركز قوات دولية واستعدادات عسكرية على الحدود مع سوريا خاصة وان طاقة الاحتمال الأمنية السعودية والقطرية بدأت تستنزف, حيث يعيش السعوديون و القطريون مخاوف حقيقية من قدرة النظام السوري و أدواته على ضربهم في عقر دارهم، وبذلك فهم يرون أن اسقاط النظام السوري مرتبط تماماً بالأمن القومي الخليجي.
ووصف السبايلة غموض الموقف الأردني مما يجري في سوريا بأنه سيؤدي الى استنزاف القدرة الأمنية خصوصاُ ان هذه السياسة تحول الأردن الى خصم للجميع مما يعني احتمالية أن يكون الأردن واجهة لاعتداء من أطراف عدة، معتبرا أن النظام السوري في جعبته كثير من الأوراق, لذلك فان استراتيجية معاقبة اعداء سوريا على الأرض الأردنية واردة جداً و قد تبدأ من مخيمات اللاجئين و تنتهي في شوارع المدن الأردنية.