الملك: حل الدولتين هو المدخل لتحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط

تم نشره الخميس 29 تشرين الثّاني / نوفمبر 2012 02:03 مساءً
الملك: حل الدولتين هو المدخل لتحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط

المدينة نيوز - قال جلالة الملك عبدالله الثاني إن حل الدولتين، الذي يحظى بإجماع دولي، هو الأساس لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والمدخل لتحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط.

ودعا جلالته، في رسالة إلى رئيس لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني عبدو سلام ديالو، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حث جميع الأطراف على التمسك بهذا الحل والعودة إلى عملية تفاوض تعالج مختلف قضايا الوضع النهائي قبل أن يخسر الجميع هذه الفرصة الثمينة، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية التي تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة في الحرية والاستقلال.

واعتبر جلالته في الرسالة، التي وجهها بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، أن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة شكل تهديدا خطيرا على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط ومستقبل شعوبها، الأمر الذي يؤكد الحاجة الماسة إلى دعم جميع الجهود الدولية والإقليمية لإدامة اتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه، ومساعدة الشعب الفلسطيني على تجاوز الآثار الأليمة التي خلفها هذا العدوان.

وشدد جلالة الملك على أن الأردن والعالم العربي والإسلامي ملتزمون بتحقيق السلام الشامل الذي يعيد الحقوق إلى أصحابها، ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والرفاه والرخاء لشعوب باتت تتوق لظروف حياتية أفضل ومستقبل مشرق.

وتاليا نص الرسالة: سعادة السفير عبدو سلام ديالو، رئيس لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فيسرنا في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق، أن نبعث لكم وإلى جميع أعضاء لجنتكم الموقرة، بعميق الشكر وبالغ التقدير، على جهودكم المستمرة في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه الأساسي والمشروع في تقرير المصير، وتلبية تطلعاته في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على التراب الوطني الفلسطيني.

لقد تمكنت اللجنة، ومن خلال جهودها المخلصة، على مدى سنوات طويلة، أن تلعب دورا حيويا ومؤثرا، في حشد الدعم الدولي للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وتسليط الأضواء على حجم المعاناة المأساوية والأوضاع الصعبة التي يواجهها، والظلم الفادح الذي لحق به، والذي تجاوز الأعراف الإنسانية والقيم الأخلاقية، جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي وممارساته.

إن المعاناة المستمرة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، جراء الظروف الاقتصادية والاجتماعية القاسية، خصوصا في قطاع غزة، أدت إلى ارتفاع كبير في حدة الفقر والجوع، والحرمان كذلك من أبسط الحقوق التي تليق بالإنسان وكرامته، مما يؤشر على حجم الظلم التاريخي الذي وقع على هذا الشعب، ما يتطلب تحركا دوليا إيجابيا ينهي المأساة التي يواجهها.

إن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة شكل تهديدا خطيرا على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط ومستقبل شعوبها، الأمر الذي يؤكد الحاجة الماسة إلى دعم جميع الجهود الدولية والإقليمية لإدامة اتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه، ومساعدة الشعب الفلسطيني على تجاوز الآثار الأليمة التي خلفها هذا العدوان، وكذلك تكثيف المساعي لإعادة الزخم لجهود إحياء مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة، على خطوط عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، التي تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة في الحرية والاستقلال.

إن حل الدولتين، الذي يحظى بإجماع دولي، هو الأساس لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو المدخل كذلك لتحقيق السلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط، وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته في حث جميع الأطراف على التمسك بحل الدولتين والعودة إلى عملية تفاوض تعالج مختلف قضايا الوضع النهائي قبل أن يخسر الجميع هذه الفرصة الثمينة.

لقد بذلنا خلال السنوات الماضية كل ما في وسعنا من أجل دفع عملية السلام، والتوصل إلى حلول جذرية وعملية وواقعية لهذا الصراع، واستضفنا في الأردن، خلال الفترة الماضية، مباحثات استكشافية، وعملنا بالتعاون مع جميع الأطراف المعنية على توفير الظروف المناسبة أمام الفلسطينيين والإسرائيليين، للانخراط في مفاوضات مباشرة جادة تناقش قضايا الوضع النهائي وهي الحدود والقدس واللاجئين والأمن والمياه، لكن استمرار إسرائيل في تعنتها ومماطلتها وإجراءاتها الأحادية، وفي مقدمتها مواصلة سياسة الاستيطان، وتلك التي تهدف إلى تغيير هوية القدس وتهدد الأماكن المقدسة فيها شكل عائقا رئيسا أمام نجاح هذه المساعي والجهود، وعمل على تجميد المفاوضات وتوقف مسيرة السلام.

والأردن الذي سيواصل جهوده بالتعاون مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية المعنية لمساعدة الجانبين للعودة إلى طاولة المفاوضات واستئناف عملية السلام سيستمر في ذات الوقت في جهوده لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، ودعم أهل فلسطين والقدس، الذين تواجه مدينتهم المقدسة إجراءات تعسفية خطيرة بكل الوسائل والسبل المتاحة، وبالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية، وسيعمل كذلك على مواصلة حث المجتمع الدولي على تحمل مسوؤليته في وقف كل هذه الانتهاكات الجسيمة، التي قد يؤدي استمرارها إلى تقويض مساعي السلام.

إن الأردن والعالم العربي والإسلامي ملتزمون بتحقيق السلام الشامل الذي يعيد الحقوق إلى أصحابها، ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والرفاه والرخاء لشعوب باتت تتوق لظروف حياتية أفضل ومستقبل مشرق. وأمامنا الآن فرصة تكاد لا تتكرر: حل الدولتين وفق المرجعيات المعتمدة، وكذلك مبادرة السلام العربية التي تشكل فرصة حقيقية غير مسبوقة للوصول إلى تسوية شاملة، وعلى إسرائيل أن تستغل هذه الفرصة التاريخية قبل فوات الأوان. إنها بالفعل فرصة تحتاج إلى شجاعة وإرادة وعزم وتصميم، وانخراط فعلي وجاد في عملية السلام.

إننا إذ نشيد بجهود لجنتكم الموقرة، التي تضع في مقدمة أولوياتها ضرورة العمل المتواصل لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، لنثمن مساعيكم الخيرة في دعوتكم المتواصلة لإعادة الحقوق إلى أصحابها الشرعيين، ودعمكم للتوجه الفلسطيني لتغيير وضع فلسطين إلى دولة غير عضو في الأمم المتحدة بصفة مراقب.

نبارك لكم مساعيكم النبيلة، ونتطلع إلى استمراركم في حشد الدعم الدولي للحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، والانتصار لحقوقه المشروعة وتطلعاته الوطنية وقضيته العادلة، ودعم جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط.

وختاماً، ندعو لكم بدوام التوفيق والنجاح، وصولا إلى الأهداف النبيلة التي ننشدها جميعا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عبدالله الثاني ابن الحسيـن ملك المملكة الأردنية الهاشمية عمان في 15 محرم 1434هجرية الموافق 29 تشرين الثاني 2012 ميلادية.

(بترا)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات