مسيرة "الوطنية للاصلاح " تكشف انقسام المعارضة
المدينة نيوز - كشفت تظاهرات الجمعة والتي دعت إليها «الجبهة الوطنية للإصلاح» بزعامة رئيس الوزراء ومدير المخابرات الأسبق أحمد عبيدات، مدى الانقسام الذي تعيشه قوى المعارضة، وفق قيادات سياسية وشعبية شاركت في الاحتجاجات التي انطلقت في محيط دوار الداخلية في العاصمة عمان، ودعت الحكومة الى التراجع عن قرار زيادة الاسعار.
وعلى رغم مشاركة الآلاف من أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين» إلى جانب منخرطين ببعض الحراكات الشعبية والعشائرية، إلا أن الانقسام كان واضحاً حول الشعارات المرفوعة، إضافة إلى أن جماعة «الإخوان» لم تحشد طاقاتها الحقيقية على الأرض، وفق المعارض البارز ميسرة ملص.
لكن الناطق الإعلامي باسم الجماعة الشيخ مراد العضايلة نفى أن يكون «الإخوان» امتنعوا عن تفعيل كوادرهم لإنجاح التظاهرات، وقال : «صحيح أن الأعداد لم تصل إلى مستوى تلك التي شاركت في تظاهرات الإخوان يوم 5-10، إلا أن مظاهرة الجمعة كانت ضخمة، ووصل عدد المشاركين فيها الى نحو 35 ألفاً، ونجحنا في توصيل الرسالة بشكل جيد».
لكن مصادر في الجبهة أكدت لـ صحيفة «الحياة» أن علاقة «الإخوان» بأحمد عبيدات تشهد «فتوراً» غير معلن منذ أسابيع، بعد امتناع الأخير عن إشراك الجبهة رسمياً في تظاهرات سابقة دعت إليها الجماعة منفردة. وكان المنظمون قدروا أعداد المشاركين في تظاهرات الأمس بنحو 20 ألفاً، فيما قالت الشرطة الأردنية إن عددهم لم يتجاوز 3500، ووفقاً لصحافيين ومصوري وكالات أنباء عالمية، فإن أعدادهم تجاوزت 10 آلاف متظاهر.
وظهر جلياً الخلاف على سقف الشعارات المرفوعة داخل تظاهرات الجبهة التي تضم «الإخوان» إلى جانب أحزاب وشخصيات نقابية وسياسية، وعشائرية مستقلة. وفور انطلاق التظاهرات سارع نشطاء شبان بعضهم من «الإخوان» إلى رفع شعارات «ساخنة» طاولت مؤسسات سيادية في البلاد، ما تسبب في مشادات بينهم وبين قيادات نقابية اكدت ضرورة التزام شعار «إصلاح النظام».
ووسط حال التجاذب بين المنظمين، فاجأ عبيدات الحضور باعتلاء منصة الهتاف، داعياً الشباب الى التزام سقوف الشعارات المتفق عليها، كما قال. وأضاف: «أرجوكم، نحن ندعو للإصلاح ولا شيء آخر». وتابع عبيدات إن «الجبهة الوطنية لم تدع لهذه التظاهرات لاستعراض القوة ولا للمزايدات (...) إننا هنا لندافع عن حقوقنا الدستورية وملتزمون شعار الشعب يريد إصلاح النظام». وطالب بـ «إصلاح شامل» معتبراً أن «قانون الانتخاب الحالي فاقد للشرعية الدستورية والشعبية».
لكن بعض المشاركين أصروا على إطلاق هتافات تجاوزت كل السقوف، فيما حاول آخرون الوصول إلى قلب دوار الداخلية المحاط بأعداد ضخمة من قوات الدرك منذ نحو أسبوعين.
واعتبر ملص أن «الجبهة الوطنية تعاني من عدم وضوح الرؤية»، متهماً بعض أعضائها بأنهم «يعارضون من أجل الوصول إلى مناصب وزارية». وقال: «من المؤكد أن سقوف الشباب والحركات العشائرية أوضح بكثير من سقوف القادة السياسيين».
وفي خطوة جاءت لتؤكد حجم الانقسام، أصدر ما يعرف بالحراك «الشبابي الإسلامي» المحسوب على «الإخوان»، بياناً لافتاً عقب انتهاء التظاهرات، وجه فيه سهام النقد المباشر لزعيم «الجبهة الوطنية».
الحياة