غضب في الشارع المصري قبيل زيارة اوباما:اجراءات امنية غير مسبوقة..و18 مليون مصري ممنوعون من النزول للشوارع !
المدينة نيوز- أثارت الترتيبات الأمنية التي تسبق زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى ،الخميس القادم، حالة من الغضب والاحتقان بين سكان مدينة القاهرة، خاصة بعد توجيه مسؤولون مصريين "نصيحة" الى سكان المدينة ، بعدم مغادرة منازلهم في ذلك اليوم.
وشملت الإجراءات الأمنية، منطقه الدقي القريبة من جامعة القاهرة، إذ من المقرر أن يلقي أوباما خطابه، بشكل مثير لاستفزاز السكان، الذين انتقدوا المبالغة في الاحترازات الأمنية من جانب أجهزة الأمن المصرية، فيما اعتبروه يمثل تعديا على حرياتهم الشخصية داخل منازلهم، بعد فرض إجراءات عليهم أثناء مرور موكب الرئيس الأمريكي.
ووجه ضباط مباحث أمن الدولة تعليمات مشددة إلى السكان المقيمين بشارع الدقي الذي من المقرر أن يمر منه الموكب ، حيث تم أخذ بياناتهم وعمل تحريات عنها، وتم إعطاء تعليمات لهم بعدم فتح نوافذهم المطلة على الشارع الرئيس مباشرة.
وفي منطقة بين السرايات المطلة على جامعة القاهرة، كانت الإجراءات أكثر تشددا، حيث قامت أجهزة الأمن بعملية حصر لنزلاء المنطقة، والشقق المفروشة فيها، وصدرت تعليمات للسكان بترك منازلهم ليلة الخميس والعودة إليها مساء نفس اليوم.!!
كما صدرت تعليمات مماثلة لسكان شارع ابن مالك الذي يقع به مقر السفارة الإسرائيلية القريب من جامعه القاهرة، حيث تسود توقعات بأن يزور أوباما مقر السفارة الإسرائيلية لمدة نصف ساعة عقب انتهائه من إلقاء خطابه.
وهو ما أثار رفض السكان الذين اعترضوا على تعليمات الأمن، وهددوا بتصعيد الموقف إلى الرئيس حسني مبارك، احتجاجا على إجراءات وزارة الداخلية معهم، رافضين ترك منازلهم حتى انتهاء الزيارة.
كما شنت مديرية أمن الجيزة حملات أمنية مكثفة على الباعة الجائلين في الشوارع القريبة من جامعة القاهرة، حيث تم مصادرة البضائع التي يقومون ببيعها، ومنعهم من الوقوف، وهي التعليمات التي ستظل سارية حتى انتهاء زيارة الرئيس الأمريكي.
وقال مسؤول امني مصري" إنها خطة كبيرة لم نشهد مثلها من قبل".وأضاف إن "فريقا امنيا أمريكيا وصل إلى مصر وقام بتأمين كل الطرق والشوارع التي سيسلكها موكب اوباما".
وأكد المسؤول انه سيكون هناك انتشار لقوى الأمن "على الأسطح وفي بعض المنازل وفي كل مكان". وقال إن أجهزة الأمن استدعت خلال الأسبوع الماضي قرابة 300 طالب أجنبي يدرسون في جامعة الأزهر للتدقيق في أوراقهم والتأكد من سلامة تصريحات الإقامة الخاصة بهم.
وعزا ضباط السبب إلى أن الإجراءات الأمنية ستجعل مهمة الانتقال بين أحياء القاهرة ومناطقها أشبه بالمستحيلة.
وقال هؤلاء إن الخطة ستؤدي إلى إغلاق العديد من شوارعها وميادينها الرئيسية، ما سيمنع أكثر من مليون سيارة من الحركة لساعات طويلة. وأضافوا أن الأفضل هو بقاء حوالي 18 مليون شخص من سكان القاهرة، أو جلهم، في البيوت طيلة فترة الزيارة.
وذكرت بعض الصحف المصرية أن عشرات الآلاف من رجال الشرطة المصريين وعددا كبيرا من رجال الخدمة السرية الأمريكية قد يصل عددهم إلى أكثر من 2000 شخص، سيشاركون في تأمين حماية أوباما، بالإضافة إلى أجهزة ومعدات بالغة الدقة للكشف عن المتفجرات وتعطيل الاتصالات الهاتفية.
وأعربت السفيرة الأمريكية لدى القاهرة مارغريت سكوبي عن رغبتها في حضور منظمات المجتمع المدني المعنية بالتنمية الديمقراطية خطاب أوباما.
ويستبق أوباما زيارته إلى القاهرة بزيارة الرياض غدا الأربعاء، حيث يلتقي العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لبحث تعزيز العلاقات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية انه من المقرر أن تتركز المباحثات على عملية السلام في المنطقة وتنامي النفوذ الإيراني، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية.