الذكرى الثامنة والسبعون لوفاة الشريف الحسين بن علي تصادف غدا الأربعاء
المدينة نيوز - تصادف يوم غد الأربعاء الثالث من حزيران الذكرى الثامنة والسبعون لوفاة الشريف الحسين بن علي المنقذ الأعظم وقائد أول ثورة عربية كبرى في مطلع القرن العشرين التي استهدفت تحرير الأرض والإنسان وتأسيس الدولة العربية الواحدة المستقلة.
ولد الشريف الحسين بن علي في استانبول عام 1852 م اثناء وجود والده هناك وتلقى علومه الاولى فيها ليعود الى مكة وينشأ فيها على العروبة وقيم الاسلام فتبرز مواهبه وتوجهاته التي تدعو الى التخلص من الحكم الاجنبي وتحقيق الاستقلال العربي فكان ان نفي النفي الاول عام 1893 الى استانبول ليمكث فيها حتى عام 1908 فيعود اميرا على مكه يدير شؤون البلاد بعدالة وحكمة.
وهو يتطلع الى الاستقلال العربي التام الذي كان يعمل من اجله.
وحين كانت الظروف مواتية لاعلان الثورة العربية الكبرى خصوصا بعد نجاح الامير فيصل في مسعاه مع الاحرار العرب في دمشق وغيرها ,فجر الشريف حسين طيب الله ثراه رصاصة الثورة العربية الكبرى يوم العاشر من حزيران من عام 1916 معلنا بدء العمليات العسكرية بقيادة انجاله الامراء علي وعبدالله وفيصل وزيد التي تقدمت وهي تحقق الانتصارات التي توجت بتأسيس الدولة العربية الاولى في سوريا ومن ثم العراق ومن ثم كانت الدولة الاردنية.
والحسين بن علي طيب الله ثراه كان ثابتا عند مواقفه حازما خصوصا عند الحديث عن فلسطين والقدس وقد رفض كل المعاهدات والاتفاقيات التي لاتنص صراحة على عروبة فلسطين والقدس .
وكان الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه قدم تبرعا سخيا لاعمار المسجد الاقصى عام 1924 جاوز الثلاثين الف ليرة ذهبية والذي جاء في فترة دقيقة حين كانت جدران المسجد الاقصى وسقوفه تتعرض للتلف, ويستذكر اهل فلسطين والمجلس الاسلامي الاعلى في القدس هذا التبرع والاعمار خصوصا بعد حدوث الزلزال المدمر عام 1927 والذي لولا لطف الله اولا والاعمار الهاشمي وترميم الاقصى لحدث مالا تحمد عقباه.
وتعرض الشريف الحسين بن علي للنفي من جديد عام 1926 ونقل الى قبرص ليقيم فيها ولكنه عاش فترة حياته هناك ملكا قائدا لا ينقطع عن التواصل مع اعيان الامة يزورونه ويستذكرون مجده وهو يواصل خدمته للامة وقد كان على علاقة وثيقة مع المجتمع المحلي وقد تبرع الشريف الحسين في قبرص لاعمار الكنيسة الارمنية فيها.
الشريف الحسين بن علي الذي اراده العرب قاطبة قائدا لثورتهم حمل مشعل الحرية وناضل بصدق واخلاص لا يبتغي غير مرضاة الله سبحانه وتعالى.
نستذكر سيرته العطرة التي تشكل تاريخا مجيدا ناصعا وصفحة عز في تاريخ الاشراف العرب وقادتها المخلصين توفاه الله في مثل هذا اليوم من عام 1931 في عمان في قصر رغدان، ويأبى اعيان القدس الا ان يكون سكين الاقصى التي احبها وتبرع لاعمارها واخلص لقضيتها فينقل الملك الثائر يوم الرابع من حزيران الى القدس ليوارى الثرى في المسجد الاقصى وكأننا مع جلالته رحمه الله نردد قوله المشهور الذي افصح به حين نفيه الثاني.
مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها ونستذكر قول العرب في جنازته الشهيرة العظيمة من القدس حين كانوا يرددون.
ايها المولى العظيم فخر كل العرب ملكك الملك الفخيم ملك جدك النبي وقد رثاه الشاعر العربي الكبير امير الشعراء احمد شوقي بقصيدة طويلة مطلعها لك في الارض والسماء مأتم قام بها ابو الملائك هاشم عبرات الكتاب فيها جوار وعيون الحديث فيها سواجم قعد الان للعزاء وقامت باكيات على الحسين الفواطم وبعد ستة وسبعين عاما ما زالت تتجدد في ال هاشم روح النهضة وعزيمة البناء وخدمة الامة فتنتقل الراية من كابر الى كابر تتعزز رفعة وشموخا ترتفع في الانجاز الموصول الذي يتعزز اليوم بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في المملكة الاردنية الهاشمية فتكون خطوات التقدم والاعمار والاهتمام بارث الاجداد وايلاء القدس ومنبرها العظيم الاهتمام الخاص والتوجه لخدمة قضايا الامة العربية خصوصا في الشأنين العراقي والفلسطيني والاهتمام بالاصلاح والتنمية الشاملة في الاردن والتوجه للاستثمار في الانسان تدريبا وتأهيلا وتعليما والتأكيد على قيم الاسلام السمحة التي تحترم الانسان وتنبذ العنف والارهاب والدعوة للحوار للوصول الى العالم الذي يخلو من المخاطر كل هذه انما هي توجهات ثابتة اختطتها القيادة الهاشمية منذ فجر النهضة العربية الكبرى وتمضى قدما في ركب البناء والتطوير والتحديث نحو المستقبل الافضل.