أعطوهم بندقية!! ... انتصار غزة....تمهيد لما بعده
وأخيرا سقط اللثام عن الوجوه الكالحة الهلعة، وجوه ثلاثي الحرب، نتيناهو – ليبرمان – باراك. وبان الزيف والخداع وأسفرت قسماتها عن خوف وارتياع وهلعان شديد ، فمن خلف المشهد السوداوي المحزن؛ لمعت بارقة أمل ورجاء تؤكد أن لم تعد دولة العدوان التي صوروها بذات الصول والهول والجول والقوة، وذات الجبروت والجيش الذي لا يهزم، ورغم كل التفوق العسكري والقبة الفولاذية أو الحديدية، والتواطؤ الأورو- أمريكي، فلم تعد هذه الدولة المسخ تخيف او ترعب ، فها هم أهل غزة يتصدون لها بصدور عارية دون خوف او وجل ،وبعيون أطفالهم البريئة ، دون ارتعاش او ملل ،ورغم كل ما جرى ويجري من تدمير وحرق واسراف في القتل، ظهرت اسرائيل ولأول مرة تجر اذيال الخيبة والخوف والذل؛ بكل اركان قادتها وشعبها وجيشها المزعوم ، فهل رأيتم الاسرائيليين يهرعون إلى الملاجئ يبكون هلعا من صواريخ يدوية الصنع !!؟ وهل رأيتم أطفال غزة الابرياء الذين تحرقهم صواريخ الغدر والنذالة الامريكية يرفعون شارات النصر يتحدون بها الصهاينة؟!!.
اسرائيل في هذه الواقعة فقدت كل خياراتها باستثناء خيار القتل والتدمير الذي تجيده وبرعت فيه ،والذي ما كان يوما رهان الأقوياء وانما كان دائما رهان الانذال الضعفاء ؛عندما يفشلون وينهزمون في لعبة الدم الحرب .
ذلك كله انجاز غزة كل غزة ، انجاز الشعب الصامد وخياراته ،وانجاز المقاومة بكل أطيافها وفصائلها التي عرفت طريقها، انجاز للارض التي ما هانت يوما على أهلها..
لقد اعترف الصهاينة جمعهم، قادة ومفكرين وكتابا وصحفيين واناسا عاديين ، كما اعترف مؤيدوهم وصانعوهم وحاموهم بالهزيمة النكراء؛ فهذه الكاتبة الصحفية الصهيونية المعروفة(عميرة هس) تقول:" ان هذه المرة هي انجاز لحماس، وحتى من يعارض حماس يقدر الانجاز السياسي الذي حققته الحركة ،اضافة لتقدير قدراتها على مواصلة اطلاق الصواريخ تحت ظل هجوم جوي مكثف لا يتوقف، ما يشير إلى قدرات تنظيمية وتخطيطية كبيرة).
ويضيف الصحفي الصهيوني( الون فنكس) فيقول ( ان النتيجة تعزيز قوة حماس وتحويلها إلى جهة لم يعد بامكان المجتمع الدولي تجاهلها والاخطر من ذلك هو اضعاف السلطة الفلسطينية).
ان هذا الانتصار يخفي وراءه تباشير فجر جديد، بل هو بداية ومقدمة تؤسس لمرحلة جديدة تقودها المقاومة ببسالة نادرة، وباأساليب ردع متطورة حديثة ،يساندها شعب صابر صامد محاصر محتسب منتظر وعد ربه "فاذا جاء وعد الاخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليثبروا ما علو تثبيرا" والخطاب لبني اسرائيل. والله لا يخلف وعده.
لقد انتصرت غزة بمبادئها وعزتها وصمودها وتضحياتها التي ابهرت العالم ، وارعدت بصواريخها كل الاسرائيليين ، هذا الشعب اللقيط الذي جمعوه من كل اصقاع الدنيا ومنحوه امتيازات كبيرة ، ومن أهمها وعدهم له بالامن والامان ، فاسقطت صواريخ المقاومة ما حلموا به وركنوا اليه، واستباحت امانهم الذي جاءوا من اأجله، فليس لهم والله الا العودة والنكوص من حيث أتوا، وبعد الان - ان استقام الطريق - لن يروا الا الهلع والخوف والنزول إلى المخابئ تحت الارض ، ولكن ذوي الرأي منهم بانت لهم الحقيقة، وحسبوا حياتهم ما لهم وما عليهم؛ فاخذوا بالرجوع إلى بلادهم حيث أتوا منها ، وتضاعفت وازدادت هجرتهم العكسية؛ فقد ذكرت مصادرهم ان نصف مليون يهودي هاجر حتى عام 2003، واما منذ اوائل هذا القرن - الحادي والعشرين- فقد بلغ متوسط هجرتهم العكسية نحو (20) الفا في كل سنة ؛ مما ازعج قادتهم وحركتهم الصهيوينة الذين اعتبروا ان هجرة اليهود إلى فلسطين هي حجر الزاوية في تقوية كيانهم الغاصب تاريخيا واستراتيجيا، وذلك من اجل تغيير التوازن الديموغرافي مع الفلسطينيين لصالحهم ؛ ولكن المقاومة وصواريخ القسام قطعت عليهم خططهم واستراتيجياتهم، وقضت مضاجعهم وهتكت استار امنهم وامانهم وقبتهم الحديدية ؛ فقد عرف الشعب الفلسطيني طريقه؛ فلن يكون هناك بعد اليوم ما نعموا به طوال السنين الطويلة السابقة ،من امن وامان ولن تثنيه عن المقاومة مفاوضات مزعومة او استجداءات وتسولات دبلوماسية على ابواب ثلاثي الحرب الوغد.
قال عبد الكريم قاسم ذات مرة للزعماء العرب( جهزوا الفلسطينين بالبندقية فانهم سيغنوكم عن ارسال جيوشكم فقط اعطوهم بندقية وسيحررون فلسطين !!)