دولة الرئيس.. "هَظَنّك غْلِطِت"

من المؤكد أن طلاب الجامعات والمدارس الحاليين بمن فيهم أطفال الروضات والحضانات، سيتمكنون من الاستمتاع بالكلام مع أبنائهم وأحفادهم في المستقبل عن معاناتهم "أيام زمان" عندما كانوا يَسْرون من الفجر لكي يصلوا إلى جامعاتهم ومدارسهم.
الوضع صباحاً مرعب هذه الأيام، وسيصبح أكثر رعباً في الأيام المقبلة. ومن المرجح أن بيوت الأردنيين تبدأ بمستوى أعلى من الغضب مقارنة بالمعدل العام للغضب في مثل هذا الوقت من السنة.
أطفال يرتجفون برداً في الظلام ينتظرون قدوم الباصات، مع ذويهم، الذين بدورهم يرتجفون برداً. هذا في العاصمة والمدن، وبالتأكيد أن الوضع أسوأ في القرى والمدن الصغيرة، حيث يتعين على التلاميذ انتظار المواصلات العامة أو السير لمسافات بعيدة. وماذا بالنسبة لطلاب الجامعات الذين ينتقلون من محافظة لأخرى؟ ابنتي تدرس في جامعة تقع أول مادبا، تتأخر يومياً عن بدء محاضراتها وفق نظام للتأخير يتناسب مع طلوع الفجر، فهي إذا أرادت الوصول الى مادبا في الثامنة، عليها أن تغادر المنزل شرق عمان مع أذان الفجر تماماً.
المسألة بسيطة: لقد أراد الرئيس أن يعود الى أيام التوقيت الموحد، فاختار عن طريق الخطأ أن يكون التثبيت على "الصيفي"، بينما كان التثبيت معكوساً.
دولة الرئيس.. "هظنك غلطت؟" أليس كذلك؟. إنها كما تلاحظون صيغة أردنية مهذبة لتوجيه النقد. فكلمة "هظنك" تحيل قرار الرجوع عن الخطأ الى الشخص الذي يوجه اليه النقد.
بالمناسبة، يوجد عند الأردنيين صيغ أخرى، تلي صيغة "هَظَنّك"، تبتدئ من "غلط ولاحق غلطه" وصولاً الى "الغلط راكْبُه"، وكل شخص حر في اختيار الوضع الذي يناسبه . ( العرب اليوم )