نبيل عمرو : زيارة الملك عبدالله الثاني الى فلسطين رد مباشر على ادعياء " الوطن البديل "
المدينة نيوز - خاص - اعتبر الوزير الفلسطيني السابق والسياسي المعروف نبيل عمرو ان زيارة الملك عبدالله الثاني الى رام الله هي رسالة بعدة مضامين .
وقال عمرو في مقاله له بجريدة القدس الفلسطينية : ان هذه الزيارة هي رسالة مباشرة لعدة اطراف من بينها الشعب الاردني الشقيق الذي تعرض لحملات تشويهية عن " الوطن البديل " وتداعيات هذا الطرح الذي فنده قرار الامم المتحدة بالاعتراف بفلسطين دولة ، وبزيارة جلالة الملك كأول زعيم عربي يزور رام الله .
وتاليا نص المقال :
العاهل الاردني.. عبد الله بن الحسين.. هو اول زائر لفلسطين بعد اعلانها دولة غير عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ولعله كان اول زعيم .. يعامل الرئيس الفلسطيني كرئيس دولة.
الزيارة.. والمعاملة وحين تكون من جانب الاردن، فهي بالتأكيد ليست بروتوكولية، ولا حتى تضامنية.. لأنها بالضبط رسالة جاءت في وقتها، ويجب ان تصل بكل معانيها الى من يهمه الأمر..
واول من يهمه الأمر والحالة هذه، هو الشعب الأردني، هذا الشعب الشقيق والتوأم والمعطاء تعرض الى جلد بالسياط المنقوعة بالسم، والمنسوجة بالمقولة الكريهة عن الوطن البديل، ما كان يثير هواجس مواطني نصف المملكة المنحدرين من اصل فلسطيني، ويثير مشاعر سلبية في النصف الاخر .. الذي هو الاردني من اصل اردني.
كانت هذه المقولة تنهض وتعمم كفزاعة يحاول اصحابها ابتزاز النظام وتحريضه على مواطنيه، ولقد بلغت من التأثير السلبي حدودا مسّت حالة الوئام الراسخة بين كافة مكونات المجتمع والكيان الاردني.
ورغم سخف مقولة الوطن البديل، وعدم منطقيتها بحكم رفض المعنيين جميعا لها بصورة قاطعة، الا انها كانت على الدوام تجد ما يثبت عكسها ...
حدث ذلك حين رفع المغفور له الملك الحسين بن طلال، اول علم فلسطيني على اول سفارة فلسطينية في قلب العاصمة عمان، وها هو الفعل يتكرر بعد سنوات طويلة، بأن يكون الملك الاردني هو اول زائر لأرض الدولة الفلسطينية العتيدة ، وبهذا يجب ان تكون الرسالة قد وصلت وفهمت وبعدها ومنذ اليوم الاول لا لزوم لحديث عن وطن بديل او كيان بديل، فالاردن لأهله وفلسطين لأهلها وما يحتاجه الشعبان من ترتيبات تعاون وتآخي يمكن اتخاذها برضى الطرفين، وذلك على قاعدة السيادة والمصالح المشتركة.
وثاني من يهمه الامر من هذه الرسالة ، هو الشعب الفلسطيني الذي سيسعد بالموقف الاردني كسعادته من حدث اعلان الدولة في الامم المتحدة، ان رسالة الاردن المعبر عنها بالزيارة والمجرى السلس للعلاقات الثنائية الحميمة بين الكيانين، من شأنه طمأنة الشعب الفلسطيني الى ان البوابة الاردنية المشرعة على العالم كله، ستظل مشرعة وسيعيش ابن فلسطين مطمئنا الى ان الشقيق الاقرب حريص على كيانه واستقلاله المنشود حرصه على استقلال الاردن، والا مجال تحت اي ظرف من الظروف لأن تغلق هذه البوابة المتنفس بل هي مرشحة للإتساع بحجم كل ما هو ايجابي وضروري في واقع الشعبين والكيانين ومصالحهما.
دولة فلسطين المعنوية المجاهدة على طريق دولة فلسطين على ارضها تفتح ذراعيها للملك الاردني الهاشمي كما فتحت المملكة ذراعيها لشعب فلسطين فأهلا وسهلا به.. وبكل اردني شقيق على ارض فلسطين المخضبة بالدم الواحد.