حملة مقاطعون
تعودنا دائما ان نربط كلمة حملة بكل مبادرة وطنية صادقة هدفها تقديم مواقف ايجابية تخدم الوطن وتسعى الى رفعته فاقترنت هذه الكلمة بالنظافة والتبرع بالدعم ودعم الجمعيات الخيرية ومرضى السرطان ونصرة رسول الله والتوعية والتثقيف الصحي والاجتماعي والسياسي والكثير من الحملات التي قام عليها مواطنون من اهل العزم لخدمة دينهم وطنهم.
اما النوع الجديد من الحملات فهي حملة مقاطعون التي سيتم اشهارها يوم السبت بمؤتمر صحفي وباطار وطني مع انني لم افهم ما علاقة المواطنة بتلك الحملة التي تهدف كما يقول القائمون عليها الى تفعيل قرار المقاطعة شعبيا وميدانيا والمقاطعة هنا مقصود بها مقاطعة الانتخابات النيابية القادمة حيث لم يكتفي هؤلاء بمقاطعتهم للانتخابات بل ذهبوا الى ابعد من ذلك وهو التحريض ان جاز الكلام على مقاطعة الخيار الشعبي الوطني لمليونين وربع ناخب قرروا ان يشاركوا في تلك الانتخابات طواعية ودون حملات او مؤتمرات صحفية.
نحترم جميعا حق الناخب اذا اراد ان يدلي بصوته مثلما نحترم ايضا حق من لايريد ذلك اما ان تصل الامور الى حملات ومؤتمرات صحفية وتحريض على المقاطعة فهذا لم نكن نتوقعه فالمعارضة التي عجزت ان تقدم نفسها للبرلمان القادم بحجة الصوت الواحد التي تعرف انه لن يخدمها ولن يوصلها ستكون بالتأكيد عاجزة ان تؤثر سلبا على ارادة الشعب في اختيار ممثليه تحت القبة.
لم نعرف بعد عن طريقة عمل تلك الحملة وادواتها وطرقها وخطوط سيرها والقائمين عليها فهل ستدخل البيوت مثلا لتقول لسكانها اننا من حملة مقاطعون وننصح بعد ذهابكم الى الانتخابات القادمة ام ستعلن عن جوائز مالية لمن يقاطع او هدية جرة غاز لكل منزل لمن يبقى في بيته يوم الانتخابات او عن استبدال البطاقة الانتخابية بتذكرة سفر الى شرم الشيخ لشخصين مع الاقامة.
كفانا (تخبيص) وتخبط فلا ادري متى ستعترف الاقلية المعارضة ان هناك اكثرية يجب احترامها واحترام حقها ايضا في التعبير او المشاركة في الانتخابات او غيرها ومتى ستعرف ان المليونين وربع اردني الذين ارادوا التغيير عبر صناديق الاقتراع لم يجروا تحت السياط او التهديد عندما قرروا ان يشاركوا في الانتخابات القادمة فهل علينا ان نقلب المعادلة وتنصاع الأكثرية للأقلية؟؟؟؟؟
مقاطعتكم تحتاج الى اشهار ومؤتمرات صحفية وميكروفونات للخطابة ولكن مشاركتنا ادواتها حب الوطن والخوف عليه.