الاصلاح بايدينا
كل من يقراء المشهد السياسي من بعيد يتوقع ان المعارضة الاردنية لها خطاب مختلف كل الاختلاف عن الخطاب السياسي للنظام السياسي الاردني ، فعند التمحص والنظر الى خطاب جميع الاطراف نجد انهما يتبنون نفس الافكار والتطلعات في الغالبية العظمى ، ولكن يبقى هنا من يطبق ويقدم الحلول المطلوبة ومن يبقى في الشارع ينسف الانجاز ويتبنى الشعارات الرنانه لاكتساب شعبية الشارع ، فاذا اردنا المضي بطريق الاصلاح والانجاز فيجب علينا جميعاً المشاركة الحقيقية بالعمل السياسي وخاصة بالانتخابات النيابية ، وتقديم الحلول الجوهرية والواقعية غي مختلف القضايا .
حديث جلالة الملك خلالة لقائة الصحفي مع جريدة الرأي يتسم بالصراحة المعمعقة وخريطة طريق للاصلاح الشامل الذي يجب على جميع مكونات الوطن الاستجابة لها والتماشي معها ، كما ان اللقاء كان معمق بدلالاته ومعانيه واجاباته الشافية التي قطع فيها جلالة الملك الشك باليقين ازاء ما يتعلق بجملة من الملفات وعلى الاخص الداخلية منها ما جعل المشهد واضحا جليا امام المواطن الاردني من جانب ورد تقولات الكائدين بالمسيرة والمشككين بالنهج الاصلاحي الذي قطع الاردن منه اشواطا كبيرة جدا خاصة فيما يتعلق بالجانب السياسي الذي شهد ولادة الهيئة المستقلة للانتخاب والمحكمة الدستورية ونقابة المعلمين ومجموعة من القوانين الناضمة للحياة السياسية .
فجلالة الملك قطع الحوارات في الصالونات السياسية اتجاه تأجيل الانتخابات النيابية فالانتخابات في موعدها، وعلى الجميع المشاركة في افراز مجلس نيابي قادر على مواكبة مسيرة الاصلاح التي تبناها الاردن وقيادته منذ اكثر من خمسة اعوام ليكون قادر على تعديل قانون الانتخاب كما طالب جلالة الملك مرضي لمعظم المكونات السياسية وغيرها من القوانيين، والان يتطلب من الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني والاحزاب المساهمة بتوعية المواطنيين باهمية صوتهم بالانتخابات والابتعاد عن المال السياسي الذي يدار بطريقة شراء ذمم الناخبيين ، لان المجلس القادم سيكون عبارة عن سلطتين تشريعية رقابية وتنفيذية ، وان الانتخابات المقبلة التي أرادها جلالة الملك مثالا في الشفافية والعدالة والنزاهة، يجب ان تكون وبالضرورة المؤشر والدليل على إرادة الاردنيين وقدرتهم على دفع هذه المسيرة الى الأمام والى تحمل مسؤولياتهم في إيصال برلمان قادر على إثراء المسيرة الديمقراطية بما تحمله هذه المسؤولية الوطنية من إشارة الى مشاركة ابناء شعبنا في صنع القرارات التي تمس حياتهم ومطالبهم مباشرة وهي الدعوة التي دأب جلالة الملك على توجيهها لابناء شعبه بأن ينخرطوا في ورشة الاصلاح والتحديث والتنمية التي قطعنا منها مسافات طويلة وأنجزنا فيها الكثير وان ما تبقى ايضا يحتاج الى المثابرة والإرادة والمشاركة في تذليل الصعاب ومواجهة التحديات وانجاز باقي الملفات في إطار من الرؤية الواضحة التي تقدم المصالح الوطنية العليا على أي مصلحة شخصية او فئوية او جهوية.
كما ان الفساد ومكافحته في يد البرلمان القادم من خلال اقرار قانون الكسب الغير مشروع وتفعيل مراقبتها لاداء الحكومة المتعاقبة .