أصوات خليجية تنادي بدعم الأردن

علاقات الأردن الخليجية كانت وستظل دائماً علاقات قوية من جميع النواحي القومية والاقتصادية والاستراتيجية.
بلغت هذه العلاقات الذروة عندما طلب الأردن أو ُدعي للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي ، وصدرت الموافقة المبدئية على الفكرة وبدأ البحث في التفاصيل والمراحل.
في حينه كان لدى بعض الاطراف الخليجية تحفظات تجاه عضوية الأردن جرى التعبير عنها بإضافة المغرب العربي إلى فكرة الانضمام ، وهي دولة كبرى ، بعيدة جغرافياً ، ولم تطلب ولا ترغب في الانضمام إلى المجلس ، وكان القصد تسهيل عملية إفشال انضمام الأردن.
عندما كانت عضوية الأردن في المجلس الخليجي تحت البحث الجدي ، واعتبرت مسألة وقت ألقى المفكر القطري المعروف الدكتور محمد صالح المسفر محاضرة حول الموضوع في مؤسسة شومان الثقافية بعمان عبـّر فيها عن دعم قوي لانضمام الأردن باعتباره مصلحة مشتركة وحالة واضحة من التكامل في معظم المجالات.
في محاضرته ، أشار المسـفر إلى التحفظات الواردة في بعض الأوساط الخليجية كما جاءت صراحة أو ضمنأً في وسائل الإعلام الخليجية ، وكلها من النوع الذي يمكن التغلب عليه..
كان التحفظ الأول اقتصادي الطابع ، فالأردن كما يراه هؤلاء سيكون عبئاً مالياً على مجلس التعاون لأنه مدين وتحتاج موازنته للدعم ، وهذا صحيح ولكنه مؤقت ومقدور عليه ، وهو على كل حال مغطى بمنافع استراتيجية تفوقـه كثيرأً ، إذا أخذ بالاعتبار ما يستطيع الأردن أن يقدمه في المقابل.
بمناسبة الظروف الصعبة التي يجتازها الأردن هذه الأيام ، وانحباس الدعم المالي العربي المعتاد خرجت عدة أصوات خلجيية تدعو لدعم الاردن، فهناك نواب بحرينيون ، ورؤساء تحرير صحف سعودية رئيسية انتقدوا هذا التقصير، وكان صوت المسفر عالياً إذ نشر نداءً موجهأً إلى زعماء وقادة الخليج يذكرهم بواجب دعم الأردن في هذه الظروف، ويؤكد لهم أن أمن الاردن السياسي والاجتماعي والاقتصادي من أمنهم ، وأن دعم الاردن ليس تضحية بقدر ما هو واجب ومصلحة مشتركة.
في ختام ندائه يخاطب المسفر قادة دول الخليج العربي بالقول: أذكركم بأن الأردن كان معكم في كل مواقفكم وفي كل أزماتكم ، ُقواته تستدعى من قبلكم عند الحاجة لحماية بعض حكوماتنا من غضب شعبها.
الأردن آخر الحصون العربية للدفاع عن جزيرة العرب فسارعوا لنجدته قبل فوات الأوان. ( الرأي )