ذريعة الأسلحة الكيماوية السورية : لماذا الاّن ؟؟
المدينة نيوز - خاص - كتب المحرر السياسي - : اطلقت القوى الغربية تحذيراتها للنظام السوري من مغبة استخدامه للاسلحة الكيميائية واستنفرت هذه القوى بارجاتها وطائراتها ناهيك عن استنفار لقوى صديقة في المنطقة .
لم تستفز الدماء العربية السورية المستباحة منذ ما يزيد عن العامين ايا من ادارات الحكم الغربية ولم تتحرك عواطف قادتها وهم يرون طفولة تسلب احلامها وامنياتها على ارض الشام .
ان ما يجري في هذه اللحظات من تهيئة للظروف الموضوعية في المنطقة لتدخل غربي ضد النظام السوري , ورفع الاصوات والتحذيرات من خطورة استخدام المخزون الكيميائي السوري ضد ابناء الشعب ليست الا "عهر " غربي بكل ما في الكلمة من معنى فالشعب السوري قد ذبح بشتى انواع الاسلحة الفردية والثقيلة والغرب لم يزد دوره عن كونه متفرجا على آلة الذبح الاسدية ، بل إن هذا الغرب هو الذي فت شهية لنظام الأسدي المجرم ليذبح السوريين من الوريد إلى الوريد عندما أعل أوباما ومن خلفه القادة الغربيون : إن استخدام الأسلحة الكيماوية خط احمر ، وهو التصريح الذي أطلق منذ شهور ، وهو ما أعطى انطباعا لدى النظام وحلفائه في موسكو وطهران والضاحية الجنوبية بأن الغرب يوافق على ذبح السوريين بكل ألوان وأنواع الأسلحة باستثناء السلاح الكيماوي ، ومن يومها والسوريون يذبحون شيبا وشبانا ونساء وأطفالا بدم بارد ..
.
اما لماذا الان تحديدا ترتفع اصوات العالم " المتحضر " ضد النظام السوري فهذا الامر يتحدد من خلال مجموعة من الملاحظات التي رآها محللون سياسيون اولها : ان قوات المعارضة السورية اعلنت رسميا بانها لن تتوانى للحظة عن النضال من اجل استرجاع الاراضي السورية المحتلة وعلى راسها الجولان .
وثانيها : ان التكوين العرقي والاثني لابناء المعارضة السورية لن ينال من وحدة الارض السورية حيث اجمعت كل الوان الطيف السوري على وحدة الأرض والدولة السورية .
وثالث الملاحظات واهمها : ان جل المعارضة السورية تعتبر ان الاسلحة التي يمتلكها الجيش النظامي من طائرات ودبابات وحتى الاسلحة الكيماوية ماهي الا ثروة وطنية تم شراؤها باموال الشعب , ناهيك عن ان هذه الاسلحة التي تعتبر رادعا لاي قوة قد تتطاول على السيادة السورية مستقبلا وبعد رحيل النظام البعثي وعلى رأسهها القوة الصهيونية التي تتسل بعشرات الرؤوس النووية .
وبناء على هذه المقدمات فان هذه القرقعة الغربية تحت مسمى حماية السوريين من خطر الاسلحة الكيميائية لنظام الاسد لا تهدف الى انتاج طحن يخدم السوريين ولكن الهدف الاول والاخير لهذه القرقعة وضع اليد على اي سلاح نوعي قد يقع في ايدي المعارضة الحالية ، والسلطة غدا والتي على الاغلب لن تكون تحت مظلة القوى الغربية في مطالبها الوطنية والقومية ، الامر الذي يجعل ربيبة الغرب اسرائيل تحت رحمة قوى وطنية تمتلك اسلحة يمكن ان تشكل ردعا متوازنا معها .
ومن هذا المنطلق ، فإن حماية سوريا من بطش بشار واسلحته الكيماوية واجب إنساني لا يتعداه واجب ، ولكن تجريد سوريا من مخالبها الرادعة يعد انتصارا لإسرائيل التي يتساءل مراقبون : هل ستنتقل أسلحة سوريا الإستراتيجية إليها بحاملات وناقلات أمريكية ، ثم : من قال إن إسرائيل لن تشارك في احتلال مواقع أسلحة سوريا الكيماوية ..؟؟
مطلوب من الجيش الحر العظيم أن يعي حجم المؤامرة التي تحاك ضده وضد سوريا الغد لصالح إسرائيل ، وإلا فإن كل أمة العرب العاربة ستبكي على اليوم الذي أسقط فيه حكم الأسد ، ليس تأسفا على مجرم وقاتل ، ولكن على اسلحة دفع بها الشعب السوري دماء قلبه من أجل أن يوازي فيه قوة الرعب الإسرائيلية ، طالما أن هذه القوة موجودة ، وغير مسموح لوكالة الطاقة الذرية مجرد السؤال عنها وتحت اي ذريعة .
الأسلحة الكيماوية السورية قوة للعرب ولسوريا ،فحذار حذار من ان تقع الثورة السورية في فخ التفريط فيها وتحت أي ذريعة .