على عينك يا تاجر

تم نشره الإثنين 10 كانون الأوّل / ديسمبر 2012 10:13 مساءً
على عينك يا تاجر
الدكتور: شفيق علقم

تغزو المنتجات والبضائع الاسرائيلية الاسواق العربية هذه الايام بشكل سافر،متجاوزة كل موجات التطبيع مع العدو الصهيوني ، وكاشفة حجاب الخجل الرسمي العربي ، ومتحدية الوعي والاندفاع الشعبي للمقاطعة ، فقد حطمت المنتجات الاسرائيلية بغزوها الاسواق العربية جدار المقاطعة الهش ، اذ كشفت المصادر الاقتصادية ان جميع الدول العربية من محيطها إلى خليجها - بلا استثناء - فتحت ابواب اسواقها للبضائع  والمنتجات الاسرائيلية،سرا وعلانية ، خجلا وبدون خجل ، بعضها غض الطرف عن رضى وقناعة ، وبعضها تردد بحياء واستحياء ، وبعضها  "مكره اخاك لا بطل " .

 فقد اشارت تقارير معهد التصدير الاسرائيلي إلى زيادة صادرات اسرائيل للدول العربية بنسبة 68% .ففي العراق مثلا ، وضمن التغلغل الاسرائيلي في هذا البلد المكلوم  ، حصلت بعض الشركات الاسرائيلية على عقود ضمن عمليات اعمار العراق ، واشتملت الصادرات الاسرائيلية على معدات للجيش الامريكي المحتل  ، من اسلحة ومواد استهلاكية اخرى ، وبات العراق المنكوب اثر ذلك ، اسير السلع والصادرات الاسرائيلية ، ولا يزال ،  ويعد اكبر مستورد لبضائعها ومنتجاتها ، فقد استورد منها ما قيمته 39 مليون دولار خلال نصف سنة. والغريب العجيب ان العراق  بلد ال600  صنف من التمور (كما ذكر  عبد الجبار البكر في كتابه "نخلة التمر" ) يستورد كميات كبيرة من انواع التمور الاسرائيلية !!!

 اما الاردن! فحدث ولا حرج ! فقد فتحت اتفاقية السلام - التي تمت في تشرين الاول عام 1994 في وادي عربة -  الباب مشرعا امام عمليات الاستيراد والتصدير؛ استنادا لاتفاقية التعاون الزراعي مع العدو الصهيوني ،واتفاقية التجارة الحرة في قطاع النسيج والالبسة ، لذلك فالجانب الرسمي لا يستطيع التحكم في منع او اغلاق هذا الباب الذي صار فتحه ملزما وفق الاتفاقية ، والذي قيل عنه انه مفتوح امام  القطاع الخاص فقط .ورغم الانشطة والاحتجاجات  التي قامت بها لجنة مقاومة التطبيع النقابية في الاردن،  ورغم احراق البضائع الاسرائيلية المليئة بالحقد والكراهية عدة مرات ،ورغم التحذير والوعد والوعيد من اغراق السوق الاردنية بالبضائع الاسرائيلية ، من خضروات وفواكه وتقاوى واسمدة ومبيدات ومخصبات وبذور زراعية.... التي تلحق الضرر الاكيد بالمزارع الاردني ، جراء انخفاض اسعارذلك المنتج الاسرائيلي ،والخوف من تفشي امراض التربة واصابتها بالعقم نتيجة التجارب التي تجريها اسرائيل على منتجاتها من المبيدات والاسمدة والتقاوى .

ورغم ان القانون الموحد لمقاطعة اسرائيل يحظر ذلك بكل مواده ، الا ان ما يسمى بالتبادل التجاري ظل مستمرا ولا يزال  ،اذ بلغ 400 مليون دولار عام 2009 لصالح اسرائيل ، وقد تم اعفاء 2500 سلعة تجارية اسرائيلية من الرسوم الجمركية والضرائبية والاخرى عام 2010؛ مما الحق اضرارا بالغة  يتكبدها المزارعون الاردنيون.

 واما مصر - اكبر البلدان العربية سكانا - فهي من اكثرها تعاملا رسميا وغير رسمي  ،واختراقا لاتفاقية المقاطعة مع اسرائيل علنا وفي وضح النهار ، فالبضائع والمنتجات والشركات والمصانع  الاسرائيلية  تغزو مصر وتستوطنها بشكل دائم ،فمنذ توقيع معاهدة السلام بين مصر واسرائيل عام 1979  فان البلدين يقيمان تعاونا مشتركا من خلال لقاءات ولجان مشتركة في مجالات مختلفة ، منها  لجنة اقتصادية ،  وثمة اتفاقيات اقتصادية مركزية بينهما مثل اتفاقية الكويز ، واتفاقية الغاز ، بالاضافة إلى ان هناك مصانع وشركات اسرائيلية تستثمر وتستوطن في مصر بشكل رسمي ودائم!!!

 كما غزت المنتجات والبضائع الاسرائيلية جميع الدول العربية ، فدخلت سوريا ولبنان ووصلت المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا عن طريق شركات وهمية مسجلة - كما يزعمون - في لبنان ومصر والاردن ، ولم تسلم دول الخليج العربي من هذه الآفات ، فقد  دخلت السعودية منتجات باسماء عربية ،وحذرت السعودية من مثل هذه المعاملات التجارية المشبوهة ، وأما بقية دول الخليج العربي ، فهناك ملف ساخن من العلاقات السرية والعلنية بين قطر واسرائيل ، يحتوي على المساعي الاسرائيلية المستمرة لاختراق دول الخليج وبناء علاقات من التطبيع الرسمي معها

( يحتاج فتح هذا الملف إلى مقالات اخرى)  بدأ مع اتفاقية اوسلو التي تم التوقيع عليها عام  1993  

 لقد تغلغلت المنتجات والبضائع الاسرائيلية في كل اسواق الدول العربية بطرق مختلفة ، ذكرت مصادر اسرائيلية ان البضائع الموجهة للاسواق العربية تتم عن طريق قبرص، متجاوزة كل حدود المقاطعة، ومنها إلى الدول العربية ،بوسيط ثالث او بدونه.

اما ما تستورده اسرائيل من الدول العربية ؛ فان اهمها الغاز من مصر ، وبعض السلع  النادرة من بعض الدول  ، وهناك دول لا تستورد منها شيئا ، مثل تونس ولبنان ، ومن المضحك المبكي ان اسرائيل استوردت من اليمن (50) الف حمار ؛ لاستخدامها في الابحاث العلمية الطبية، ذات صلة بامراض السرطان ، وانتاج ادوية اخرى من جلودها ؛ حيث تبين ان جلد الحمار العربي  بفضل سماكته غني بمعظم المواد الطبية ، ولذلك يفضل على انواع الحمير الاخرى . 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات