الإحتمالات الثلاثة للخارجين على القانون !!!
من خلال زيارتنا في حزب الحياة الاردني لبيت عزاء المرحوم باذن الله الشهيد الرقيب احمد المقابلة في محافظة جرش، و لبيت عزاء المرحوم باذن الله ايضاً الشهيد الملازم فيصل احمد السعيدات في محافظة معان ، شعرت بالحزن و الآسى الشديدين لحدوث مثل هذه الأعمال التخريبية التي تسببت في استشهاد المغدورين , و التي استغلت وجود مسيرات سلمية تعبر عن رأيها - الذي كفله لها الدستور و القانون، و التي قال بشأنها جلالة الملك ان حرية التعبير سقفها السماء - و قامت بمثل هذه الاعمال التخريبية .
في إعتقادي أن هناك ثلاثة تفسيرات لما حدث :
- أن تكون القوى الأمنية شريكة في مثل هذه الأعمال و هذا برأيي مخالف للعقل و المنطق ,و أنا شخصيا لا أتفق معه.
- أن تكون القوى الأمنية غير قادرة على كشف هؤلاء المجرمين , مع أنني شخصيا لا أعتقد ان ذلك يتماشى مع العقل و المنطق ايضاً , إذ هل يعقل أن يكون هناك مخرباً و مندساً و مجرماً و لا تستطيع قواتنا الأمنية و بكل مكوناتها أن تعرفه و تحدده وتعتقله في نهاية المطاف؟ ومرد ذلك ثقتنا الكبيرة بأجهزتنا الأمنية و كفاءتها و قدرتها و مهنيتها العالية .
- أن تكون الجهات الأمنية تعرف جيداً هؤلاء المجرمين و المخربين و تعرف كل شيء عنهم , و لكنها حسبت حساباً آخر لعوامل الفتنة داخل المجتمع , عندما تكشف عن هوية هؤلاء المجرمين , و لأي عائلة او عشيرة أو قبيلة ينتمون، لأن هذه هي مكونات مجتمعنا , و هنا تصبح أعمال الثأر و الإنتقام و الفتنة على مستوى المجتمع و الوطن برمته .
لكل ما سبق فإن الحل الأمثل الذي يمكننا الخروج من تلك المعادلات و الفرضيات هو
وجوب تأسيس ثقافة مجتمعية بين اوساط المجتمع ،مفادها أن الناس الخارجين على القانون و المخربين و الذين يعيثون في الارض فساداً ... يجب الكشف عن هويتهم و من ثم معاقبتهم كأشخاص فقط مع من يقف من خلفهم , و أن تتبرأ العائلة أو العشيرة أو القبيلة من امثالهم, مهما كانوا , حتى لا تزر وازرة وزر أخرى.
لنا في ابي لهب ( عم الرسول عليه الصلاة و السلام ) عبرة في ذلك , و لهذا فانه لا بد من كشف هوية هؤلاء الأفراد و معاقبتهم و محاسبتهم لأن الله سبحانة و تعالى يقول " و لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب " صدق الله العظيم.
نختلف كقوى سياسية حول رؤانا و هذا حق مشروع و واقع , و لكن كل مكونات الوطن تجتمع على رفض التخريب و التعدي على حقوق الآخرين و حقوق المجتمع شكلاً و نوعاً و في أي وقت .
حمى الله هذا الوطن و رحم كل شهداء الوطن و الأمة