الكونفيدرالية الأردنية ــ الفلسطينية.. حلم لا يمكن تحقيقه
تم نشره السبت 15 كانون الأوّل / ديسمبر 2012 03:19 مساءً
موضوع الكونفيدرالية الأردنية ــ الفلسطينية ليس جديدا. وأثير مرات عدة بين القيادتين الفلسطينية والأردنية، كما تم تداوله في الأوساط الإقليمية والدولية في السابق. وللموضوع من حيث المبدأ أساس في الواقع الذاتي والموضوعي للشعبين والدولتين الشقيقتين، لا سيما وأن هناك روابط جيوبوليتكية واجتماعية واقتصادية، وهو أحد بوابات تعزيز مناخات الوحدة بين الشعوب العربية. غير أن إثارة الموضوع في الوقت الراهن لا أساس لها من الصحة؛ لأن القيادة الفلسطينية معنية حاليا وفي المستقبل المنظور بتحقيق هدف بناء الدولة المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من يونيو عام 1967. وهذا الهدف يحتاج لجهد وطني وقومي وأممي غير عادي، خاصة وأن دولة إسرائيل تعمل بسرعة غير مسبوقة لقطع الطريق على خيار حل الدولتين على حدود 67 من خلال عطاءات البناء الاستيطاني في القدس والضفة الغربية، وخاصة المخطط الاستيطاني (إي 1) الذي يفصل القدس عن باقي الضفة الفلسطينية. ويهدد بتعطيل حل الدولتين، أضف إلى ذلك لمجموع الانتهاكات والاعتداءات العنصرية التي تصب في خيار تدمير عملية السلام. فضلا عن أن الواقع الفلسطيني ما زال يعيش حالة الانقسام القائم في الساحة الفلسطينية بين قطاع غزة والضفة الغربية.
كما أن المملكة الأردنية ليست جاهزة الآن للحديث عن موضوع الكونفيدرالية؛ لأن القيادة الأردنية لديها مهمات سياسية واقتصادية داخلية تستحوذ على جهدها من أجل ترتيب شؤون البيت الأردني، وقطع الطريق على القوى التي تسعى للانقضاض على الدولة الأردنية، باعتبار ذلك فصلا جديدا من فصول ما يسمى «الربيع العربي» استمرارا لما حصل في تونس ومصر وليبيا وغيرها من الدول العربية.
إذا، موضوع الكونفيدرالية الفلسطينية ــ الأردنية قد يكون هدفا لاحقا للقيادتين السياسيتين في البلدين، ولكن في اللحظة السياسية المناسبة التي ترتئيها القيادتان، أما الآن، فما نشرته بعض وسائل الإعلام ليس سوى شكل من أشكال الإشاعات ويمكن القول إنه سابق لأوانه. " عكاظ -- تحليل عمر الغول إعداد: عبدالقادر فارس (غزة) "