زيارة الملك عبدالله الثاني لدولة فلسطين ...... دلالات ومعان

تم نشره السبت 15 كانون الأوّل / ديسمبر 2012 03:47 مساءً
زيارة الملك عبدالله الثاني  لدولة فلسطين ...... دلالات ومعان

المدينة نيوز - راجح ابو عصب : - تعد الزيارة التي قام بها العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني لدولة فلسطين الاسبوع الماضي زيارة تاريخية ؟ ذلك انها جاءت بعد حصول دولة فلسطين على عضوية الجمعية العمومية للامم المتحدة بصفة مراقب , فكان جلالته اول زعيم في العالم يزور فلسطين بعد انضمامها للامم المتحدة . ولا شك ان هذه الزيارة التاريخية تحمل دلالات ومعاني عظيمة . لعل اولها انها تجدد التأكيد على دعم الاردن الشقيق ملكا وحكومة وشعبا للشعب الفلسطيني رئيسا وحكومة وشعبا , وهذا الدعم الاردني الموصول انما هو ركن ثابت واساس وموقف استراتيجي للاسرة الهاشمية الكريمة , منذ مؤسس المملكة الاردنية الهاشمية المغفور له الملك الشهيد عبد الله الاول .

والاردن الشقيق هو اكثرالدول العربية دعما ومساندة وتأييدا للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة , وهذا الدعم ينسحب على المجالات كافة المادية والمعنوية .

ومن هنا تتأكد صدقية مقولة ان الشعبين الاردني والفلسطيني هما شقيقان , وان الاردن هو الرئة الثانية لفلسطين. وهذه العلاقة الثنائية المتميزة ارسى دعائمها ووطد اركانها الملك عبد الله الاول , الذي كانت عنده القدس أثيرة كما شقيقتها عمان . ولذا كان يحرص على اداء صلاة الجمعة في كل اسبوع في المسجد الاقصى المبارك , حتى سقط شهيداعلى ابواب هذا المسجد المبارك .

وسار العاهل الاردني الراحل الملك الحسين بن طلال على خطى جده الملك عبد الله الاول في الالتزام التاريخي للهاشميين بفلسطين عامة وبالقدس واماكنها المقدسة : الاسلامية والمسيحية خاصة . وكان يحرص .... رحمه الله وطيب ثراه – على زيارة القدس باستمرار , عندما كانت الضفة الغربية جزءا من المملكة الاردنية الهاشمية , وكان للمسجد الاقصى في نفسه منزلة سامية , حتى انه باع قصره الخاص في العاصمة البريطانية لندن , وانفق ثمنه على اعمار مسجد قبة الصخرة المشرفة , وقبيل حرب حزيران عام 1967 أمر ببناء قصر له في حي بيت حنينا ’ في الضاحية الشمالية للمدينة المقدسة , على تلة مرتفعة , لتكتحل عيناه برؤية المسجد الاقصى وكنيسة القيامة وسائر المقدسات المقدسية من خلال قصره في ذلك التل المرتفع , ولكن جاءت حرب السادس من حزيران ’ ولم يكتمل القصر , وما زالت اعمدته شامخة حتى الان تذكر بالعاهل الراحل الكبير وحبه العميق للقدس , ذلك الحب الذي شغف قلبه .

وحينما تسلم العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني قيادة المملكة الاردنية الهاشمية اثر انتقال والده الملك الحسين بن طلال الى الرفيق الاعلى , فانه ترسم خطى جده ووالده واقتفى اثارهما في التمسك بالالتزام الهاشمي نحو القدس ومقدساتها ونحو الشعب الفلسطيني . ولا زالت الحكومة الاردنية , رغم الضائقة المالية الشديدة التي تعيشها , ملتزمة اشد الالتزام بالانفاق على المسجد الاقصى ودائرة الاوقاف الاسلامية في القدس والمؤسسات التابعة لها وما زال موظفو هذه الدوائر يتلقون رواتبهم الشهرية من حكومة الاردن , وكذلك من تقاعد منهم .

ولا بد من الاشارة هنا الى علاقة الصداقة الحميمة بين الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني . حيث هناك اضافة الى الصداقة الشخصية بينهما , تنسيق تام بين الجانبين في كافة المجالات.

والرئيس عباس يحرص دائما على الالتقاء بالعاهل الاردني , عند كل زيارة له الى خارج دولة فلسطين , حيث يطلعه على اخر تطورات القضية الفلسطينية , كما يستمع الى ارائه النيرة في كل ما يتعلق بالاوضاع في المنطقة وفي فلسطين خاصة . وهذا يأتي في نطاق العلاقات التنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين .

والعاهل الاردني , بما له من مكانة رفيعة بين قادة وزعماء العالم , فانه يحمل القضية الفلسطينية اينما ارتحل وحيثما حل , فهو يعتبرها قضية الاردن الاولى , كما هي قضية العرب الاولى , وان كان بعض قادة عرب لم يعودوا يعتبرونها كذلك .

وهذا يظهر في احجامهم عن تقديم ما التزموا به من معونات مالية لدولة فلسطين , الامر الذي جعل القيادة الفلسطينية تعاني من ازمة مالية خانقة , جعلتها تجد صعوبة كبرى في القيام بالتزاماتها تجاه شعبها , وخاصة دفع رواتب موظفيها بانتظام مطلع كل شهر .

وقد اكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني , في البيان الذي اصدره ديوانه الملكي خلال زيارته التاريخية لفلسطين , دعم بلاده الكامل والمطلق ووقوفه الى جانب الشعب الفلسطيني , ومساندته له في سعيه لتحقيق تطلعاته في اقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على ترابه الوطني , كما جدد العاهل الاردني في تهانيه وتهاني الشعب الاردني للاشقاء الفلسطينيين وقيادتهم بالانجاز المتمثل بصدور قرار الجمعية العمومية للامم المتحدة : منح فلسطين صفة دولة مراقب , ووصفه بالقرار التاريخي , الامر الذي يعكس مدى اهتمام المجتمع الدولي بالقضية الفلسطينية وبايجاد حل عادل ودائم لها استنادا الى حل الدولتين , الذي اصبح مطلبا دوليا وعربيا الى جانب كونه مطلبا وحقا فلسطينيا.

وفي ذات السياق فان القيادة الفلسطينية رحبت بهذه الزيارة التاريخية للعاهل الاردني , واشادت بالدور الكبير الذي بذله جلالته والاردن الشقيق على المستويين الدولي والاقليمي وفي الامم المتحدة , لتحقيق هذا الانجاز التاريخي للشعب الفلسطيني , المتمثل في قبول فلسطين عضوا في المنظمة الدولية بصفة مراقب , واكدت القيادة ان هذه الزيارة الملكية التي هي امتداد لمواقف جلالته الداعمة لحقوق شعبنا , ستؤدي الى ترسيخ وتمتين اواصر الاخوة القائمة بين شعبينا وبلدينا , وستسهم في تطوير علاقات التعاون المشترك بيننا على كافة المستويات .

ولا شك ان الشعب الفلسطيني , في كافة اتجاهاته ومختلف مشاربه , رحب ترحيبا حارا بهذه الزيارة الملكية الكريمة , حيث ان العاهل الاردني حرص شخصيا على مشاركة الشعب الفلسطيني افراحه بالانجاز الفلسطيني التاريخي في الامم المتحدة , وحرص جلالته , رغم مشاغله العديدة ورغم الاوضاع الخطيرة التي تعيشها منطقة الشرق الاوسط هذه الايام , على تهنئة الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني شخصيا , بالقدوم الى مدينة رام الله . وهذه مأثرة هاشمية من العاهل الاردني تضاف الى مآثر الهاشميين تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة .

وعرفانا بالمواقف النبيلة للعاهل الاردني وللشعب الاردني الشقيق تم تسليم جلالته قرار بلدية رام الله تسمية احد ميادين المدينة باسم جلالته , اشادة من الشعب الفلسطيني بالدور الذي قام به في نصرة فلسطين وقضيتها , وتعبيرا من الشعب الفلسطيني لجهود جلالته ودوره القيادي في المحافل الدولية من اجل فلسطين .

وقد اظهرت المحادثات بين الزعيمين الكبيرين الرئيس محمود عباس والملك عبدالله الثاني , الذي اجرياها في مقر الرئاسة بمدينة رام الله , التطابق التام بينهما في كافة القضايا التي تهم البلدين . فقد أكد الزعيمان رفضهما لسياسة الاستيطان , باعتبارها مرفوضة شرعيا ودوليا وعلى كافة المستويات العربية والعالمية , كما اعلن انه يجب التأكد من ان المرحلة القادمة ستؤدي الى مفاوضات تعالج قضايا الحل النهائي , في اطار زمني والبناء على ما تم الاتفاق عليه , خلال المفاوضات السابقة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي .

كما اكد الزعيمان العربيان الحق الفلسطيني بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة , التي لا خلاف عليها , وشددا على اهمية الاستعداد لايجاد الاجواء الممهدة لقيام هذه الدولة الفلسطينية , وفي ذات المباحثات فان الزعيمين بحثا افاق التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين الشقيقين .

ولا بد هنا من ايضاح نقطة غاية في الاهمية , وهي انه في الوقت الذي تقاطرت فيه الوفود العربية ووفد جامعة الدول العربية على قطاع غزة ، فان زيارة العاهل الاردني هذه جاءت الى رام الله تأكيدا للشرعية الفلسطينية , وحرصا من جلالته على وحدة الشعب الفلسطيني , باعتبار ان هذه الوحدة هي السبيل الوحيد لتحقيق اماني الشعب الفلسطيني وتطلعاته الى الحرية والاستقلال واقامة دولته المستقلة . وان كنا هنا لا نغفل المساعدات الاردنية الموصولة لاهلنا في قطاع غزة , المتمثلة في قوافل الخير التي تسيرها الحكومة الاردنية الشقيقة لدعم الاهل في القطاع , هذا عدا عن المستشفى الاردني الذي يقدم منذ سنوات عديدة خدمات جليلة لاهلنا في القطاع الحبيب .

ولا بد في النهاية من ان نؤكد ان العلاقات الفلسطينية – الاردنية علاقات تاريخية وثيقة ماضيا وحاضرا ومستقبلا , وهي نموذج يحتذى في العلاقات الاخوية العربية , ولا شك انها ستحقق مصالح الشعبين الشقيقين في التقدم والازدهار والمستقبل الافضل , والله الموفق . " القدس الفلسطينية "



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات