البحرين عِقد اللؤلؤ الأنقى!
ذَكّرَني حَديث سعادة سفير مملكة البَحْرَيْن-ناصر بن راشد الكعبي-لوكالة الأنباء الأردنيّة-بترا-بِتلك الليلة التي تَمَلّكني الحُزنُ خِلالها في مطار البَحْرَيْن قبل سنوات...والقصة أنني كُنتُ مُغادراً عَمّان إلى -هونج كونج-عن طريق البَحْرَيْن,فقَضيتُ فيها نهاراً,وبِضعة ساعاتٍ أخرى,ولمّا أزُف الرحيل عَزّ عليّ أن أغادر البَحرين بمِثل هذه السُرعة,فانحدر دمعي لأنني أحسَسْتُ أنهها المرّة الأولى,والأخيرة التي أعطّرُ بها روحي بعَبَق البخور البحرانيّ ألذي تَرُشّهُ قلوب البحرانيين الأكثر طيبةً,وكَرَماً,وحَفاوةً.
إن الله سبحانه حين أبدَعَ الكَوْنَ بَعَثَ في ذلك البحر أرخبيلاً مِن ثلاثٍ وثلاثين جزيرة كانت أكبرهن البَحْرَين,وغَدَت تلك الجُزُر كعِقد لؤلؤٍ ناصعٍ في جيد المملكة التي نحتفِلُ معها غداً بعيد الجلوس الملكي الثالث عشر لملكها الوسيم-حمد بن عيسى آل خليفة-,بالإضافة لعيدها الوطنيّ الحادي والأربعين...أقول مبروك,وجعلَ الله كل الأشقاء البحرانيين مِن عُوّاد المُناسبَتَين,خاصة طلابهم الذين نعتز لطلبهم العلم بيننا في الأردن,ومرضاهم الذين يَطلبون من الله الشِفاء على الأسِرّة البيضاء الأردنيّة.
البَحْرَيْن لِمَن لا يعرِف,عريقة وتَضرِب جذورها في عُمْق التاريخ,فقد إستُوطِنَت خلال فَترات ما قبل التاريخ,وفي عام 2300 قبل الميلاد كانت مركزاً تجاريّاً بين حضارة ما بين النهرين,وبين وادي السِند وهي المنطقة المُحاذية للهند حاليّاً,كما أنّها أي البحرين ارتبَطَت بالحضارة السومريّة خلال الألفيّة الثالثة قبل الميلاد,أما اليوم فهي الدولة الأسرع تقدماً إقتصادياً في العالم العربيّ حسب خُبراء لجنة الأمم المتحدة الإقتصادية,والإجتماعيّة لغرب آسيا.
وبَعد,نَعتَز بأخوّتنا العربيّة مع كل الأشقاء البحرانيين,وأقول لَهُم لَيْتَني لمّا أعطَشْ لا أجد ما يَروي عَطَشي سوى ماء تلك الينابيع ألتي تتدفق وسطَ ماء البَحر المالح,وأقصد-ألكواكب-,وأعرفُ أنّ كواكبكم لن تَبْخَل على عَطَشي!.