نفط عين العرايس

أثارت الحفرة الغائرة التي كشف عنها مدير مركز الدراسات البيئية في الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور أحمد ملاعبة ونشرتها "العرب اليوم" أمس والتي تقع في منطقة عين العرايس، الواقعة بين بلدة ملكا ونهر اليرموك، ردود فعل واسعة، واستفسارات عديدة، من قبل مواطنين عطاش لسماع أخبار إيجابية عن حقيقية النفط في الأردن، وهو ما رجح
الدكتور ملاعبة احتمالية وجود – نفط وغاز - في طبقات الأرض السفلى.
حفرة عين العرايس، تعيد من جديد طرح السؤال الذي لا يقتنع نصف الأردنيين بجوابه، والمتعلق بحقيقة وجود النفط في الأردن، وهو لا ينسجم أبدا مع آراء متخصصين في مجال الطاقة والنفط الذين يؤكدون دائما ومنذ عشرات السنين، وجود شواهد على توفر النفط في الأردن.
الرواية الشعبية الأردنية تقول: إن ملف النفط في الأردن مغلق لأسباب سياسية، حيث يروج لنظرية محاولة تأجيل اكتشاف النفط فيها ما أمكن للاستفادة من مسألة نضوب المخزون النفطي في المنطقة، كما يروج أن غلق الملف من جانب الدولة حاليا نظراً للتبعات السياسية المترتبة على موقف الدول الداعمة للأردن، لكن مع وصول الأوضاع الاقتصادية إلى ما وصلت إليه، فلا بد من فتحه الآن لأسباب اقتصادية وصناعية اضطرارية.
قصة النفط في الأردن، قضية علمية بالتأكيد، لكن ما وقع خلال السنوات الماضية في هذا الملف يفتح مئات الأسئلة، أبسطها كيف تستثمر شركات عالمية متخصصة في الطاقة، مئات ملايين الدنانير، إن لم تصل إلى المليارات في البحث عن النفط في الأردن، ومع هذا تقوم الجهات الحكومية بإغلاق الملف قبل انتهائه.
هل تذكرون القضية التي وصلت إلى التحكيم الدولي بين الحكومة من جهة، وشركة ترانس جلوبال الأمريكية التي كانت مكلفة بالتنقيب عن النفط في الأردن، عندما أنهت الحكومة عقدها، فرفعت قضية ضد الحكومة الأردنية لتعويضها أو تمديد عقدها للعمل في الأردن، لاعتمادها على صحة فرضية وجود النفط بكميات تجارية.
الغريب أن الشركة الأمريكية تطالب بتمديد عقدها، والحكومة ترى أن توقعات الشركة الأمريكية مجرد تكهنات، حتى أن خبيرا نفطيا قال يومها: " إن هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها حكومة تنفي احتمالية وجود النفط في بلادها، في الوقت الذي تعلن فيه شركة نفطية وجود مثل ذلك النفط".
دعوى الشركة الأمريكية طالبت الحكومة ممثلة بسلطة المصادر الطبيعية بتعويض قيمته 700 مليون دينار عما لحق بها من أضرار جراء إيقافها عن العمل في منطقة امتيازها " حوض البحر الميت"، فهل يمكن بعد ذلك أن نعتبر القضية فقط تحت بند التكهنات؟
المهندس "العُتْقي" في الجيولوجيا والمدير الأبرز لسلطة المصادر الطبيعية كمال جريسات، (شفاه الله) أعرفه منذ أكثر من 30 عاما، لم أسمعه يوما إلا ويردد أن الأردنيين يملكون ثروات بمليارات الدنانير ويعانون الفقر، فهل يفتح الاكتشاف الجديد لحفرة عين العرايس أفقا جديدا للأردن؟
( العرب اليوم )