الحفر الغائرة في الأردن مؤشر قوي على وجود النفط والغاز
المدينة نيوز - استكمالا لما نشرته "العرب اليوم" أمس حول اكتشاف أكبر حفرة غائرة في منطقة "أم العرايس" المطلة على نهر اليرموك ، فإن مكتشفها الاستاذ الدكتور أحمد ملاعبة، يؤكد أن ظاهرة الحفر الغائرة في الأردن ، باستثناء ظاهرة الحفر الغائرة في منطقة البحر الميت، هي ظاهرة علمية موصوفة.
وقدم الملاعبة نظريته الخاصة بها، في مؤتمر النفط العالمي، الذي عقدته جامعة بغداد العام الماضي، وحصل بحثه الخاص المقدم إلى هذا المؤتمر، بالجائزة الاولى للمؤتمر.
وقال الملاعبة: انه اشتبه أول مرة مع الحفر الغائرة عام 1999 ، واصطدم أثناء جولاته في الصحراء الأردنية ، بظاهرة شديدة الخصوصية ،بحيث إلى منطقة "مشاش حدرج" في الصحراء الشرقية ، و"مشاش تعني نزازات الماء" ، وشاهد هوة كبيرة ، يطلق عليها الاهالي "خفس النجم".
ووفقا لميثولوجيا الأهالي في المنطقة، فإنهم يعتقدون أن نجما سقط من السماء ، فأحدث هذه الهوة الكبيرة ، لكن ملاعبة لم يستسلم لهذا المعتقد الشعبي، فسافر إلى ألمانيا ، وخضع في جامعة "دارم شتات" لدورة تدريبة لعمليات التسلق، صعودا وهبوطا واشترى تجهيزات خاصة بهذه العمليات، وعاد بها إلى الأردن.
وهبط ملاعبة إلى أسفل "خفس النجم" ، وأجرى القياسات اللازمة، وأخذ عينات كافية لدراسة هذه الظاهرة.
ويشار في هذا السياق، الى أن أعضاء من فريق بحثي من جامعة "أوكسفورد" البريطانية، كانوا قد هبطوا على أسفل "خفس النجم" عام 2003 ، والنتيجة التي خلصوا إليها ، وفقا لما نُشر عن أبحاثهم في وقت لاحق، لجلتهم في الصحراء الشرقية ، أن "خفس النجم" هو عبارة عن بئر نبطية ، إلا أن هذا الإستنتاج لم يقنع ملاعبة ، فواصل أبحاثه الخاصة بهذه الحفرة الإنهدامية الغائرة في الصحراء الشرقية.
ويؤكد الملاعبة بأنه لم يجد في الحفرة حينما هبط إليها طبقات سميكة من الجبص ، لجهة أن المناطق الجبصية تشتهر بمثل هذه الظواهر ، لكنه لاحظ طبقة من الصخور الزيتية، ترافق في الفترة نفسها أن جهة قامت بحفر آبار استكشافية، للبحث عن النفط على امتداد وادي السرحان ، ومنها بئر في منطقة "أم لحم" عل بعد 30 كم من "مخفس النجم"، وتبين وجود شواهد نفطية في المنطقة ، ما جعلته يتجه في أبحاثه حول ظاهرة الحفر الغائرة، باتجاهات مختلفة، وتمكن من تحليل نتائج العينات التي أخذها من "خفس النجم" من وضع فرضية تقول أن غازات كالـ"ميثان" و"كبريتيت الهيدروجين" تصعد من باطن الأرض على أعماق بين 200 إلى 300 متر ، مع مرور السنوات الطويلة على انبعاث هذه الغازات، حدثت حفر داخل الأرض، أخذت بالتوسع التدريجي، ما أدى لاحقا إلى أن الطبقات المتبقية أصبحت غير قادرة على حمل الطبقات العلوية، فخرت الرسوبيات، وتعد مشكلة هذه الظاهرة "خفس النجم".
وسجل الملاعبة، 8 حفر إنهدامية غائرة بحيث لم يكتف بحفرة "خفس النجم"، ووجدها في المناطق الشرقية ، اثنتان في منطقة "باير"، وواحدة في منطقة "الهزيم"، وأقربها إلى العاصمة عمان تلك الموجودة في منطقة "الأدعم" ، إلى الشرق من عمان بـ20كم.
وأما حفرة "أم العرايس" الغائرة، التي نشرت عنها "العرب اليوم" أمس ، فهي أول حفرة غائرة بعيدا عن الصحراء، لكنها لن تكون الوحيدة ، فحسب ملاعبة فإنه قريبا سيكشف عن حفرة غائرة جديدة ، بعيدة عن الصحراء.
وتعد أهمية حفرة "أم العرايس" وغيرها من الحفر التي سيتم الكشف عنها تباعا ، تكمن في أنها مؤشر حقيقي على وجود مكامن نفطية في المنطقة ، فمساحة هذه الحفرة ، وقربها من الآبار النفطية الإستكشافية، خاصة في الرمثا، يؤكد وجود محتبسات غازية في باطن الأرض، ومحتبسات غازية من مواد عضوية أو "هيدروكربونية" ، تصعد إلى مستوى المياه الجوفية.
وتعطي هذه المياه حموضة، ومع الوقت تشكل حفر داخل الأرض، ما يجعل الطبقات العلوية من الأرض تضغط على ما تبقى من طبقات، وتنهار في لحظة ما، وهي خير شاهد على وجود النفط والغاز في المنطقة. " العرب اليوم "