بترول الاردن النظيف الذي لا ينضب
بالرجوع الى رفع الأسعار و الذي يتكرر دائما . ما هو الحل ؟
خاصة وأننا دولة مستوردة والغير هو الذي يتحكم بالأسعار، و ليس نحن كإستيراد النفط و المواد الغذائية و كل شيء يهم المواطن .
أرى أن الحل ليس بإيقاف أو تجميد الرفع، بل بوجوب ايجاد دخل للمواطن يتحمل به الرفع، ولا اتوقع ان تكون هناك مشكلة في حال وجود دخل يتناسب مع رفع الأسعار .
وكي نصل الى ذلك لا بد من تنفيذ الآتي :
1- قرارات سياسية حقيقية فاعلة لمحاربة الفساد و الخروج عن القانون و ذلك بالمحاسبة و المتابعة و تفعيل القانون .
2- قرارات سياسية – وطنية بالاعتماد على مقوماتنا الذاتية و من اهمها السياحة و ذلك لتغيير المشهد الاقتصادي لدينا من دولة تعتمد على الاعانات الخارجية الى دولة تعتمد على امكانياتها الذاتية .
و مقومات و مكونات السياحة لدينا كالتالي :
1- السياحة الدينية : فهذه السياحة غير المفعلة بالشكل المطلوب ستدر دخلا حقيقيا فاعلا و سريعا و تنقسم الى نوعين .
ا : السياحة الدينية المسيحية : و محورها لدينا هو المغطس و مدينة مادبا و ما يمثل ذلك من اعتبار لدى الاخوة المسيحيين في كل ارجاء المعمورة ويتجاوز عددهم الملياريين . و يجب ان لا نعتمد على معرفتنا و خبرتنا فقط و لكن يجب التعاون و التحضير مع مستشارين سياحيين متخصصين في هذا المجال من كل انحاء العالم و خاصة من اوروبا و امريكا و اليابان لعمل البنى التحتية اللازمة و معرفة احتياجات هذه الفئة من العالم .و اعتقد انه لا توجد اي مشكلة في تمويل هذه المشاريع .
ب : السياحة الدينية الشيعية : و محورها لدينا هو منطقة مؤتة و المزار في محافظة الكرك و ما يمثله مرقد الصحابي جعفر الطيار اخ الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه و عم الحسن و الحسين سبطا النبي عليه الصلاة و السلام .
فكل شيعي يتحرق شوقا إلى زيارة هذا المكان و اعدادهم بالملايين و على راسهم شيعة ايران و شيعة باكستان و شيعة الدول العربية في السعودية و البحرين و الخليج و شيعة لبنان ..... الخ و هم معين لا ينضب . و بهذا المجال يجب ان نتعاون مع خبراء سياحيين متخصصين من ايران و غيرها و توفير احتياجاتهم التي يرغبون بها .
2- السياحة العلاجية : ان ما يتميز به الاردن من ثقة في الطب الاردني على كل المستويات و كذلك توفر الطاقات البشرية المميزة في مجال الطب والتمريض و و جود منطقة البحر الميت العلاجية وإمكانية إقامة مدن طبية على غرار المدينة الطبية لجلب العديد من المرضى من كل انحاء العالم و اعتقد ان تمويل مثل هذه المشاريع سيكون سهلا لان هناك دولا تتمنى ان يكون لديها استثمارات ضخمة للدخول فيها , اي بالمليارات .
3- السياحة البيئية : و على راسها المناطق التي تتصف بالمناخ و خاصة منطقة عجلون و جرش و العقبة و كل ذلك يتناسب مع حاجة دول الخليج العربي .كما أن الأردن يتمتع بكافة أنواع المناخ.
4- سياحة الاثار و التاريخ : حيث ان هذه السياحة تهم شريحة واسعة من العالم لان غالبية الحضارات القديمة سادت في منطقتنا ثم بادت و بقيت اثارها. و لذلك يقال أن الاردن بمجمله يعد متحفا و على راسها البتراء و جرش ... الخ .
5- السياحة التعليمية : و كما هو مشهود للطب الاردني فإن التعليم ايضا مشهود له في الاردن و هنالك عشرات الالاف من الطلاب العرب الذين يدرسون في جامعاتنا و بامكاننا تطوير هذا المجال باضافة جامعات و تخصصات معينة تحتاج لها الدول العربية المجاورة و اعتقد ان الاستثمار ليس صعبا هذا المجال .
ارى ان كل ما سبق اعلاه اذا أحسن التصرف به سيدر على الاردن دخلا بمليارات الدولارات لان السياحة حاليا تدر ملياري دولار بدون تطوير و اسثمار , و بذلك نسهم في الحد من البطالة لان ذلك سيوفر عشرات الالاف من فرص العمل و ما يميز هذا الدخل انه لا ينضب مع مرور الوقت و انما يزداد بعكس البترول الذي سينضب في يوم من الايام لانه محدود .
و لكني اعتقد ان الفقرة الثانية الخاصة بالسياحة الدينية ( السياحة الشيعية ) ستثير اختلافات في الراي و وجهات نظر متباينة حول ذلك و لكن لنا عبرة في المملكة العربية السعودية حيث ان نسبة من سكانها شيعة و خاصة اهل المنطقة الشرقية و كذلك لا تنقطع السياحة الدينية الشيعية لديهم لا صيفا و لا شتاءا و المتمثلة بالحج و العمرة بمئات الالاف منهم , من خلال الترتيبات التي تتبعها المملكة العربية السعودية التي تقضي على كل السلبيات التي من شانها إثارة الجدل, و كذلك منطقة كربلاء في العراق و ما تمثله من زيارة للملايين من الشيعة و حتى انها إبان الحرب بين العراق و ايران لم تنقطع .
و يجب ان نفصل هنا بين النظرة السياحية و ما تدره علينا و على دخلنا القومي و بين المشهد السياسي و العسكري .
وبناء على ما تقدم فإنه يتوجب تغيير النمط السائد باننا نفهم في كل شيء لأن الواجب هو الاستعانة باهل الخبرة و الاختصاص على مستوى العالم , كون زبائننا من كل انحاء العالم و هنالك مثال حي على ذلك و هو اننا لسنا شعبا سياحيا ولنا عبرة في أشقائنا اللبنانيين الكثر منا خبرة في مجال السيتحة ومع ذلك قاموا باحضار الألمان لادارة مغارة جعيتا و لهذا نجحت هذه الفكرة في جلب الكثير من انحاء العالم .
من هنا ادعو كل الاصلاحيين بان يقوموا بدراسة كل السبل التي تخرجنا مما نحن فيه من احتقان اقتصادي الى مشاريع اقتصادية ناجحة بحيث نصبح دولة ذات اقتصاد قوي و حر كما هي ماليزيا و سنغافورة وكوريا الجنوبية و التي إنطلقت من الصفر ووصلت إلى ما هي عليه من تقدم ورفعة وإزدهار.
اتوقع ان يقول الكثيرون ان الاصلاح السياسي هو المدخل و انا اوافق على ذلك و أضيف أنه يسرع ذلك من الزمن المطلوب للإصلاح الحقيقي , و يجب ان نضغط باستمرار في هذا الاتجاه . و مع ذلك يجب ان نبدأ بما هو متاح لنا و على راسه دراسة الاصلاح الاقتصادي و تقديم الحلول العملية لذلك . و نكون بمثابة حكومة ظل لاصلاح الوضع الاقتصادي .