صوت المرأة "ثورة"

إلى روح أول شهيدة في الثورة المصرية سالي زهران صاحبة الابتسامة الساحرة..
لم تحتج الرؤية الأمريكية إلى التحالف الجديد مع الإخوان المسلمين أكثر من عام، حيث غيَّرت شهادتها في جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وسحبت التقويم الإيجابي بحق الجماعة بخصوص الدستور وحقوق المرأة ، حيث قدمت قبل عام مجلة تايم الأمريكية شهادة بحق الجماعة قالت فيها: "الإخوان المسلمون أكثر فهماً وممارسة للديمقراطية في مصر من الليبراليين"، وذلك إثر الصراع الدائر بين الإخوان المسلمين والليبراليين حول مسألة الانتخابات والدستور، ووصفت المجلة يومها جماعة الإخوان المسلمين المصرية بأنها "أكثر التنظيمات ديمقراطية في مصر في ضوء الوضع الحالي منذ إطاحة نظام مبارك".
هذه الشهادة الأمريكية شجعت يومها نائب المرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور محمود عزت على أن يقول إن المشروع الإسلامي الذي حملته دعوة الإخوان هو "تكليف الله" لهذه الأمة بأن تكون شاهدة على مستوى الأرض والزمان.
قبل أيام أبرزت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير لها أن أبرز المواد إحباطاً في الدستور المصري الجديد هو ما يتعلق بوضع المرأة المصرية، فهذه المواد من شأنها الحط من قدر المرأة وإلحاق أضرار بها لا أول لها من آخر، وبالتبعية فإن نساء الوطن العربي بأسره يصبحن متضررات، وفقا للصحيفة، التي قالت إن أعضاء اللجنة التأسيسية لم يشملوا سوى أربع سيدات فقط من 85 عضواً.
وقالت ''نيويورك تايمز'' :إن المواد التي كان من شأنها أن تحافظ على حقوق المرأة المصرية لم تكن واضحة، بعد أن عمم الدستور في أحد بنوده أن يكفل أشكال المواطنة كافة ،وليس هناك تمييز بين المواطنين أمام القانون، كما أنهم متساوون في الحقوق والواجبات، من دون أن يشير إلى أن المرأة ستكون لها حماية واضحة.
المنظمات النسائية المصرية تتفق على أن الدستور الجديد لا يمثل المرأة المصرية بل عمل على تجاهلها وإهدار حقوقها كمواطن وشريك في الوطن ،لا سيما بعد ثورة عظيمة خرجت فيها المرأة مطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وواجهت الآلة الأمنية القمعية، بعد أن عانت المرأة من التمييز والتهميش لأكثر من أربعين عاما.
في الدستور الجديد لم يرد ذكر للمرأة المصرية كمواطنة وشريكة في صناعة القرار في أية مادة من مواده على مستوى الصياغة أو الحقوق.
كل هذا التراجع يفتح على أن المتخوفين من تقدم الحركات الإسلاموية في البلدان التي شهدت تغيير أنظمة الحكم فيها كتونس وليبيا ومصر، والتي تنتظر وما بدلت تبديلا كسورية، مخطئون لأنهم يتجاهلون الأساس الحقيقي الذي قامت من أجله هذه الثورات، المسقوفة بشعارات يسارية ديمقراطية هي حصريا ملك اليسار، ولا يمكن للحركات الإسلاموية أن تستجيب لهذه الشعارات مهما كانت درجة إعادة التأهيل وعمليات الماكياج التي خضعت لها في الفترة الأخيرة.
( العرب اليوم )