تضامن : النساء يتصدرن قائمة الفقر في العالم
المدينة نيوز - يحتفل العالم الخميس 20/12/2012 باليوم الدولي للتضامن الإنساني والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث أشارت بقرارها رقم 60/209 والصادر بشهر آذار من عام 2006 الى التضامن بإعتباره أحد القيم الأساسية والعالمية التي ينبغي أن تقوم عليها العلاقات بين الشعوب في القرن الحادي والعشرين ولتعزيز ثقافة التضامن وروح المشاركة لمكافحة الفقر، وركزت إحتفالها هذا العام على موضوع "شراكة عالمية لرخاء مشترك".
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى قلق المجتمع الدولي من تزايد أعداد من يعيشون في فقر مدقع في دول عديدة ، وهم في أغلبهم من النساء والأطفال الذين يشكلون الفئات الأكثر تضرراً خاصة في البلدان الأقل نمواً وفي أفريقيا جنوب الصحراء الغربية ، وأن غالبية النساء الفقيرات يعشن في المناطق الريفية ويعتمدن على زراعة الكفاف.
وفي شهر آذار عام 2013 سيتم إطلاق تقرير التنمية البشرية بعنوان "نهوض الجنوب : تقدم البشرية في عالم متنوع" الذي يركز على ديناميكية التحول العالمي الذي تقوده القوى سريعة النمو في الدول النامية وآثاره على التنمية البشرية. وسيشتمل التقرير على ثلاث مؤشرات تكميلية محدثة منها مؤشر المساواة بين الجنسين ومؤشر الفقر متعدد الأبعاد.
وتؤكد "تضامن" على أنه وبالرغم من الجهود الدولية والإقليمية والمحلية الرامية الى مكافحة الفقر بإعتباره أهم وأعظم تحدي عالمي ، وعلى الرغم من عدم توفر إحصائيات دقيقة تفصل وتوضح أعداد الفقراء والفقيرات في معظم الدول إلا أن ما توفر من أرقام لا زال مفزعاً ومرعباً تستوجب الوقوف ملياً وطويلاً وإعادة النظر في بعض سياسات وبرامج القضاء على الفقر لتأخذ بعين الإعتبار عوامل عديدة ومن بينها العلاقة الوطيدة ما بين عمل النساء والنمو الإقتصادي.
وتشير "تضامن" الى وجود مليار ومائتي فقير / فقيرة حول العالم يعيشون / يعشن على أقل من دولار واحد في اليوم ، وبحسب إحصائيات عام 2010 فإن عدد الفقراء في الولايات المتحدة وصل الى 46 مليون لكن الحقيقة هي أن النساء يشكلن أغلب هؤلاء الفقراء ممن يعشن في فقر مدقع ، والعمل غير مدفوع الأجر حول العالم تقوم به النساء وهو ما يوازي 11 تريليون دولار أي 50% من الناتج الإجمالي العالمي ، وأن كل 77 سنت من أجور عمل النساء يقابله دولار للرجال مما يعزز التفاوت في الأجور وعدم المساواة ، وفي الولايات المتحدة الأمريكية لن تتساوى أجور النساء والرجال قبل حلول عام 2050 حسب إحصاءات مكتب العمل.
وفي الدول العربية تشكل النساء ما نسبته 28% من القوى العاملة ، وتقل أجورهن على المستوى العالمي بنسبة 17% عن الأجور التي يتلقاها الرجال ، وفي بعض المناطق تشكل النساء العاملات ما نسبته 70% من العمل في الزراعة ينتجن 90% من الغذاء ، وإذا كانت المسافة ما بين الأرض والقمر 394.400 كيلومتر فإن النساء الجنوب إفريقيات يمشين 16 ضعف المسافة يومياً لتأمين الإحتياجات المنزلية من المياة.
وتشير "تضامن" لدراسات وتقديرات أخرى تؤكد على أن إحتمالات أن تصبح النساء المسنات فقيرات تزيد بنسبة 70% عن الرجال المسنين ، وتشكل الطفلات ثلثي الأطفال المحرمون من التعليم الإبتدائي ، و75% من 876 مليون أمي حول العالم هم من النساء ، وأن النساء يشكلن 70% من فقراء العالم ، وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا نجد من بين كل عشر عاملات أن هنالك ثمانية عاملات يعشن تحت خطر فقدان وظائفهن بسبب الأزمات الإقتصادية. وبسبب الفقر وعدم وجود عناية طبية أو تغذية تموت إمرأة واحدة أثناء الولادة كل دقيقة ، وأن 7 من كل 10 جياع هم من النساء والفتيات.
أما في الأردن فقد أظهرت دراسة "فقر المرأة في الأردن – الخصائص والعمليات المولدة له" والتي أجريت عام 2009 من قبل اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة والهيئة التنسيقية للتكافل الإجتماعي ، أن 62% من النساء الفقيرات هن من الأرامل ، وأن 96% منهن لم يتلقين التعليم العالي ، وبلغت نسبة الأسر الفقيرة التي ترأسها نساء بسبب وفاة المعيل 30.5% وبسبب غيابه 14.1%. كما أشارت الدراسة الى أن دخل الأسرة الفقيرة في الأردن لا يتجاوز 114.7 دينار شهرياً ، وأن 84.7% من الأسر تعتمد إعتماداً كلياً على المعونة الوطنية.
وتؤكد "تضامن" أن ملايين النساء يعشن في فقر وفقر مدقع بسبب التمييز وعدم المساواة والعنف وعدم حصولهن على إحتياجاتهن الأساسية من صحة جيدة ، وولادة آمنة ، وتعليم وتوظيف ، وإن تمكينهن وتحسين أوضاعهن الإقتصادية عنصران مهمان للقضاء على الفقر وتحقيق التنمية المستدامة. كما وتؤكد أن القضاء على الفقر قبل حلول عام 2015 كأحد الأهداف الإنمائية لن يتحقق ما دامت السياسات والإستراتيجيات والبرامج التي تتبعها الدول لا تعمل على تمكين النساء إقتصادياً وإجتماعياً وسياسياً وثقافياً. وتطالب "تضامن" بضرورة زيادة الوعي بأهمية التضامن الإنساني وتشيجع المبادرات الخلاقة التي تهدف للقضاء على الفقر، وبمكافحة الفساد الذي زاد من أعداد الفقراء / الفقيرات.