جبهة النصرة لاهل الشام حقيقة... وليست افتراضية
رغم التشكيك والادعاء بانها منظمة افتراضية دعائية ، لكنها اعتبرت من ابرز وأقوى الفصائل الجهادية التي تقاتل إلى جانب الجيش السوري الحر،وقيل أن لها الدور الاكبر في الحرب فوق الاراضي السورية ، حيث اثبتت جدارتها في مناطق حلب وادلب ودير الزور والغوطة وغيرها ، فسطرت بعملياتها النوعية تميزا واضحا ، والتي من ابرزها اقتحام مبنى الاركان، ومعركة الفوج 111،ومعركة كتيبة المدفعية بالميادين، ومعركة حلب ، انها تتقدم سريعا نحو قاعدة عسكرية سورية رئيسة؛ تتمركز فيها صواريخ برؤوس حربية كيميائية الواقعة قرب قرية السفيرة في ريف حلب.
(ويخشى في هذه الحالة، ان تضربها امريكيا ضربة صاروخية؛ خوفا من ان يقع هذه السلاح بايدي الاسلاميين في القاعدة).
وجبهة النصرة منظمة سلفية جهادية ،تشكلت اواخر عام 2011، اثر الحرب التي اندلعت في سوريا، وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح من اقوى الفصائل التي تقاتل مع الجيس السوري الحر؛ بل ولها تأثير واضح في المعارك الدائرة وبخاصة في اقتحام البنايات والكمائن والعمليات الصعبة ، وهي الافضل تسليحا وتجهيزا من اية قوة اخرى للثوار؛ وذلك بفضل المساعدات المالية السخية، والامدادات التي توفرها مصادر في الخليج العربي ،لا سيما العربية السعودية وقطر والكويت . كما تأتي قوتها من خبرة رجالها وشدتهم وتمرسهم على القتال، ورغم ان الامريكان نسبوها لتنظيم القاعدة في العراق الا ان المعارضة السورية والجيش الحر رفضوا هذه النسبة.
في بداية تشكيلها كان جل عناصرها من السوريين الذين شاركوا في ساحات الجهاد في العراق وافغانستان والشيشان وغيرها، ممن لهم باع طويل في مقارعة الجيوش، ثم التحق بهذه الجبهة مقاتلون عرب واتراك وشيشان واوزبك وطاجيك، وقلة من الاوروبيين المسلمين
انه مما يفزع ويخيف ان تتعدد الفصائل المقاتلة على الساحة السورية وتتنازع لاختلاف تكتيكاتها واستراتيجاتها وايدلوجياتها واهدافها ، رغم ان الهدف المعلن مرحليا هو واحد ونبيل ، ولكن يخشى من تأثير العناصر المتطرفة في هذه الحرب ، الا ان الفصائل والكتائب والوحدات المنشقة عن النظام توحدت بما يسمى الجيش السوري الحر، وشكلت لها مجلسا عسكريا من قادة معروفين ومرتبطين باكثر من ثلثيهم بجماعة الاخوان المسلمين والسلفيين . وقد صرح هؤلاء القادة باكثر من مرة بان مجلسهم لا يضم احدا من جبهة النصرة ولا التنظيمات الاخرى القليلة المتطرفة ، ولم يكن ذلك الاستبعاد بسبب التنديد الامريكي بجبهة النصرة ،ووضعها في قائمة المنظمات الارهابية؛ بل لان لدى هؤلاء القادة قناعة بان هذه الجبهة وغيرها لا تمثل الحراك الثوري السوري ؛ ولان هدفها هو اقامة دولة اسلامية ، ولان لديهم تخوف من ان يكون بين هذه التنظيمات والمجموعات المتطرفة مندسين زرعهم النظام، او قام بتشكيل بعض هذه المجموعات، وبخاصة لان النظام اطلق منذ اشهر قليلة مجموعات من المجرمين من السجون ، فالمجلس العسكري للجيش الحر لا يضم الا قادة الكتائب التي تقاتل النظام فقط.
حيث كانت مجموعات من الكتائب والالوية الاسلامية في منطقة حلب - من بينها لواء التوحيد الذي يضم سوريين فقط، واحرار الشام وجبهة النصرة- اعلنوا رفضهم الائتلاف الوطني السوري المعارض مؤكدين توافقهم جميعا على اقامة دولة اسلامية، رغم ان المجلس العسكري للجيش الحر يقدم التعاون ماليا وعسكريا لجبهة النصرة.
اما عن ارتباط جبهة النصرة بتنظيم القاعدة؛ فقد اعلن تنظيم القاعدة نفسه مشاركته الصريحة في تحرير سوريا ، ورفع بعض اعضاء هذا التنظيم علم القاعدة عندما تم الاستيلاء على معبر باب الهوى ، وقد دخلت اثر ذلك جبهات ومنظمات وكتائب مختلفة مثل كتائب عبد الله عزام وجبهة النصرة لبلاد الشام واحرار الشام وغيرها .ولم تكن جبهة النصرة ترتبط بتنظيم القاعدة في بدايات تكوينها؛ ولكنها رشحها شيوخ القاعدة للا نضمام إلى تنظيمهم ،وقد سلم مجلس شورى المجاهدين في تنظيم القاعدة، قيادة هذه الجبهة إلى ابي انس الصحابة ،المدعو مصطفى عبد اللطيف صالح ،الاردني- الفسلطيني (صهر ابو مصعب الزرقاوي وزوج اخته )،وهو نفسه المهندس الشيخ الفاتح ابو محمد الجولاني ،الذي اشيع انه قتل قبل ايام قليلة في مخيم درعا للاجئين الفلسطينين، اثر اشتباك مسلح بين مسلحي جبهة النصرة الذين كانوا متحصنين هناك، وبين الجيش السوري؛ الا ان جبهة النصرة وفي بيانها رقم 3 اعلنت تكذيب خبر مقتل شيخها ومسؤولها العام.