إلى طلبة الثانوية العامة( التوجيهي ) : عوامل تؤثر في الفهم والاستيعاب والحفظ وتحسين الذاكرة والنسيان
ثمة عوامل تؤثر في القدرة على الاستيعاب والفهم والحفظ وتحسين الذاكرة والنسيان منها :-
1) مستوى الدافعية لدى الدارس : - فاذا ما توفرت لدى الدارس حوافز للدراسة سواء استجابة لدافع داخلي ، كتحقيق طموح او اشباع حاجة ذاتية لديه ، او لدافع تحقيق القبول الاجتماعي ، او لنيل ثواب معين .
2) المادة وما يتعلق بها:- مثل اتجاه الدارس النشيط نحو المادة وحبه لها ،ووضوح معناها وأهميتها له ، مما يحفز الذاكرة ويرفع مستواها ،ووجود الرغبة الصادقة المتوفرة معناه تحقيق نتائج ملحوظة ، ورغبة الدارس تزيد من درجة تركيزه وانتباهه ، وكلما كانت المادة مهمة عند الدارس كلما احتفظ بها لمدة اطول ، كما انه كلما كانت المادة ذات معنى مشرق ومنظمة كلما سهل تذكرها وحفظها ، وهناك رأي يقول: نتذكر الاشياء التي نحبها وننسى الاشياء التي لا نحبها ، فالطالب الذي يحب مادة يتذكرها اكثر ؛ لان دافعيته لها اقوى من المادة التي يكرهها،كما ان الفرح او السرور بعد الدراسة او خلالها تؤثر ايجابيا على تحسين الدراسة.
كما ان ترابط المادة او الموضوع وتنظيمه واجرائيته ( اي امكانية تطبيقه وربطه بالحياة )؛ فالمادة المترابطة الاجزاء والمنظمة والمرتبة الافكار ،وذات نمط واضح اسهل للفهم والاستيعاب والحفظ في الذاكرة وابقى فيها من المادة غير المنظمة ، كما ان المادة التي يمكن تطبيقها عمليا تدوم اكثر في الحفظ ، فتطبيق المعلومات المكتسبة ، (التعلم الحركي) يدوم لمدة اطول ، والفقد منه يكون اقل من المواد النظرية( التاريخ ، الجغرافيا)، وهذا ما يؤكد اهمية مبدأ التعلم بالعمل ، لهذا ينصح بتحويل التعلم إلى حركة او عمل او سلوك او تطبيق المادة المتعلمة وربطها بواقع الحياة.
3) معرفة النتائج :- ان معرفة الدارس عن نتائج عمله تزيد من تعلمه ؛لان ذلك يجعله يعرف مواطن القوة ومواطن الضعف لديه فيحاول زيادة مواطن القوة ومعالجة مواطن الضعف وتحسينها ، كما ان ذلك يعتبر عامل تعزيز، فمعدل التحسن في الفهم والاستيعاب والحفظ يرتبط ايجابيا مع السرعة في معرفة النتائج.
4) زيادة الاستذكار والاسترجاع والتكرار والتدريب تسهل عملية الفهم والحفظ لان ذلك يعمل عمل التغذية الراجعة ، فلا شك ان استرجاع المادة المتعلمة يثبت حفظها ،وليس معنى الاسترجاع مجرد التسميع ؛ بل اعادة ما فيها من معان وعلاقات وروابط ؛ اذ دلت التجارب على ان زيادة مرات الاسترجاع ادت إلى تحسين نتائج التعلم فهو مفيد لانه يساعد الطالب على معرفة مستواه ومعرفة نقاط الضعف فيما يدرس ، وهو يمثل موقف اختبار للمتعلم ، فاذا استرجع الطالب المادة يعني انه قادر على اداء اختبارات فيها ، ولذا يعتبر الاسترجاع تأكيدا للتعلم ويسهم في تحسين التعلم وتثبيته ، ان الدراسة السطحية لا يدوم اثرها طويلا وسرعان ما يتلاشى ، والعكس صحيح، لذا ينصح بزيادة التدريب ، بل والمبالغة في الدراسة والتكرار ، خاصة في بعض المواقف مثل حفظ القوانين ، وما من شك ان استخدام مع يتعلمه المرء وتطبيقه في اغراض اخرى يؤكد ما تعلمه، فان مجرد حفظ قاعدة لا يؤدي لبقائها ،ولا يستفاد منها مستقبلا ، بل يجب تطبيقها في حل مسائل وتمرينات ،وكلما تنوعت المسائل والطرق في حلها ساعد على تثبيتها ؛فعلى الطالب ربط ما يتعلمه باستمرار في مجالات الحياة ،فكان سقراط يقول اذا لم تطبق المعرفة فانت لا تعرفها.
كما ان التدريب العقلي ،اي تخيل الطالب انه يزاول العمل اثناء فترات الراحة يفيد في اكتساب المهارات، خاصة الحركية.
ان عمل الدارس ونشاطه بعد الدراسة يؤثر في الحفظ كما يؤثر نوع وكمية ذلك النشاط ؛ فكمية المادة المتعلمة والمتبقية تقل تدريجيا كلما طال الزمن وليس الزمن هو السبب ؛ وانما ما يحدث خلاله ، فمثلا الدارس الذي ينام بعد دراسة موضوع معين يكون اكثر قدرة على استعادة ذلك الموضوع بعد قيامه من آخر استمر الدراسة فيه وتعلم اشياء اخرى.
5)الدراسة على فترات معقولة ووفق برنامج معين ، ان الدراسة على فترات حيث يكون المجهود موزعا افضل من الدراسة المتواصلة او المستمرة ،فتكون الدراسة فعالة عندما تؤخذ على فترات بينها فترات راحة، او حسب برنامج معين خاصة في تعلم المهارات المركبة والمعقدة .ان الطالب الذي لا يميل إلى دراسة موضوع معين ، ولكنه يجبر على استذكاره مرة واحدة،مثل هذا الطالب يحتاج إلى الراحة اثناء الدراسة.
فالدراسة الموزعة والمجهود الموزع يعطي فرصا لتنظيم المادة واستيعابها ، ويمنع اسباب التعب والتشتت ،كما ان الطالب القلق عليه ان لا يستمر في الدراسة؛ بل عليه ان يترك الدراسة حتى يذهب قلقه وتوتره ، والتدريب المركز المستمر يفيد في الاعمال السهلة، بينما الموزع يفيد في المواقف الطويلة المعقدة.
ولقد اثبتت الدراسات ، ان توزيع الحفظ أحسن من ناحية ما يحفظ ،ومن ناحية دقة تذكر ما يحفظ، اي ان تقسيم العمل على فترات لا يتعب فيه الطالب ولا يمل بل يشوق ، وعلى العموم فالتوزيع احسن من التكثيف، ولكن يجب اعتبار ان تكون الفواصل الزمنية بقدر معقول، وان فائدة هذه الفواصل الزمنية تكون كبيرة حينما تكون الدراسة او المادة المراد حفظها صعبة وطويلة ، اما اذا كانت المادة سهلة وقصيرة فليس هناك داع إلى تقسيمها إلى اجزاء وفواصل.
7) التعزيز والاثابة والحفز والثواب او العقاب يزيد من الدافعية ويقوي عملية الاستيعاب والفهم والحفظ وتحسين الذاكرة
عوامل النسيان: لماذا ينسى الطالب ما تمت دراسته؟
ان غرض الدارس يتحقق بالاحتفاظ بالمادة المتعلمة ،لكن الحفظ يخضع لعوامل النسيان ، فتقل نسبة ما يتعلمه الدارس مع مرور الزمن ، اذ يظهر سقوط ظاهر بين بعد الانتهاء من الدراسة بيومين ، ويظهر للدارس انه نسي ما تعلمه .ويعود ذلك للاسباب التالية:-
1- عملية التداخل بين التعلم القديم والتعلم الجديد، وهو ما يطلق عليه اسم (التعطيل الرجعي)،او نظريةالتداخل والتعطيل:- :
وتفسر هذه النظرية النسيان بأن أوجه النشاط المتعاقبة التي يقوم بها الفرد تتداخل في بعضها وينسي بعضها الأخر.
2- عرض الدروس بطريقة غير منظمة ،او غير متناسقة عند دراستها او شرحها من قبل المعلم ، يمهد للنسيان،
3- عدم الاهتمام بالمادة وقلة تنظيمها وغموض معناها لدى الدارس وعدم حبه لها ، وذلك مما يتدخل في عملية النسان ، فكلما كانت المادة غير مهمة لدى المتعلم زاد نسيانها ، وعلينا ان نعرف ان نسيان بعض الحقائق والمعلومات يكون ضروريا احيانا، خاصة في التفصيلات غير المهمة ؛اذ يمكن الرجوع اليها بسهولة ، وأما تذكر الاساسيات فهو مهم ، والتذكر يكون باتصال الافكار الجديدة المتعلمة بالافكار القديمة المختزنة في العقل ، اذ لا بد من استعداد العقل لما يأتيه من معلومات جديدة لترتبط بما فيه من معلومات قديمة .
4- ومن اسباب النسيان الاهمال وعدم الاستعمال، وعدم التدريب عليها، وبالتالي عدم حفظها في الذاكرة ؛ فنتذكر المادة التي نستعملها ونتدرب عليها ونثبتها في الذاكرة وننسى المادة التي لا نستعملها ولا نتدرب عليها ؛ لان الاهمال يضعف الرابطة بين المؤثر والاستجابة .