الدفاع المدني قصة عطاء وانجاز

تم نشره الإثنين 08 حزيران / يونيو 2009 07:53 مساءً
الدفاع المدني قصة عطاء وانجاز


يعيش الوطن وأبناؤه هذه الأيام أعراساً وطنية خالدة تتمثل في العيد العاشر لجلوس جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم على عرش المملكة الأردنية الهاشمية وذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش بما يزين الوطن من إنجازات رائعة تحققت على طريق البناء والارتقاء شملت كافة المجالات ، ففي عيد الجلوس الملكي يستذكر الأردنيون في هذا اليوم المجيد كيف انتقلت الراية الهاشمية الخفاقة إلى يد فارس شجاع وأصيل من بني هاشم جلالة الملك عبدا لله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه وكيف أخذت الأمور على طبيعتها في شكل أبهر العالم الذي نظر بإعجاب إلى التجربة الأردنية التي ترجمت بانجازات مميزة على مستوى الإقليم والعالم  .

إن المناسبات الوطنية الخالدة التي يحتفل بها الأردنيون بهذه الأيام من كل عام  يجدد بها الأردنيون العهد والوعد والوفاء والولاء والمحبة لقائد الوطن بالمضي قدما معه و به وخلف قيادته الفذة التي استطاعت أن تحقق كل هذه الانجازات والتي تقترب من المعجزات في فترة زمنية قصيرة جعلت من الأردن  بإرادة أبناءه وحكمة قيادته محط إعجاب العالم وان هذا الانجاز والتطوير قد شمل كافة الميادين والمجالات فالدفاع المدني على سبيل المثال تحقق له كل عناصر وأشكال التطوير والتحديث في عهد جلالة القائد الأعلى حيث كان لاهتمامه المتواصل الأثر الأكبر في دعم وتطويره بجميع جوانبه ، ولما كان العنصر البشري هو العنصر الأهم والأساس في نجاح أي مؤسسة فقد اهتم الدفاع المدني بإعداد مرتباته وتأهيلهم ليكونوا قادرين على القيام بالمهام الموكلة إليهم بكل كفاءة واقتدار من خلال (138)موقعا موزعة على مختلف مواقع الوطن ،هذا فضلا عن رفد الجهاز بالكفاءات العلمية المتخصصة في مختلف التخصصات للارتقاء بألا داء العملياتي الميداني والذي هو محور عمل جهاز الدفاع .

ونظراً لان المواطن هو الرديف القوي لرجل الدفاع المدني في الظروف الطارئة فإن الدفاع المدني يسعى دوماً لتحقيق مفهوم الدفاع المدني الشامل الذي يعني أن كل مواطن بمثابة رجل دفاع مدني ولتحقيق هذا الهدف يديم الدفاع المدني حلقات الاتصال مع المواطن وبخاصة في مجال تدريبه على أعمال الدفاع المدني وفي هذا المجال فقد قامت المديرية العامة للدفاع المدني خلال السنوات الأربع الماضية  بتدريب اكثر من
(160) ألف مواطن  على أعمال الدفاع المدني في القطاعين الخاص والعام .


ولقد أخذ جهاز الدفاع المدني على عاتقه مسؤولية المساهمة في تحقيق مفهوم الأمن الصناعي الذي يعني توفير كل ما يلزم من متطلبات الوقاية والحماية الذاتية في موقع العمل والدفاع المدني يتابع وباستمرار توفير هذه المتطلبات من لحظة البدء بمخططات المشروع وحتى منحه إذن الأشغال حيث يقوم بهذا الواجب مهندسون مختصون من الإدارة المختصة وأقسامها في مديريات الميدان وهي إدارة الوقاية والحماية الذاتية .


ولا شك أن فريق البحث والإنقاذ الأردني في الدفاع المدني والذي أصبح على أعلى درجه من الجاهزية والكفاءة والاحتراف ,هو خير دليل على مستوى التطور الذي شهده الدفاع المدني وأن مشاركته الفاعلة على المستويين الإقليمي والدولي دليل على مدى التطور والتقدم الذي وصل إلية جهاز الدفاع المدني فضلاً عن فريق التعامل مع حوادث المواد الكيميائية الخطرة وكذلك فريق الإنقاذ المائي .

كما كان لجانب التدريب النصيب الأكبر من الاهتمام في  رفع كفاءات وقدرات مرتبات الدفاع المدني من خلال  عقد الدورات التدريبية وإيفاد ضباط وضباط صف من كوادر الدفاع المدني في دورات خارج البلاد من اجل إكسابهم الخبرات المختلفة في مجال الدفاع المدني والحماية المدنية بالإضافة إلى المشاركة في الندوات وورش العمل المختلفة على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي .

ولقد  حظي مجال الإسعاف بالنصيب الأكبر من  التطوير والتحديث من أجل التعامل مع الحوادث بكفاءة عالية عن طريق تدريب المسعفين من خلال الدورات وتبادل الخبرات مع الخدمات الطبية الملكية بالإضافة إلى إدخال سيارات الإسعاف المتقدمة كاملة التجهيز والمزودة بأحدث المعدات لتحل مكان سيارات الإسعاف الأولي ولتكون بمثابة غرفة طوارئ متنقلة ليتمكن من خلالها رجل الدفاع المدني من تقديم الخدمات الطبية الأساسية للمصاب كقياس الضغط وتخطيط القلب وغيرها لحين إيصال المصاب للمستشفى .

كما تم استحداث شعبة الدعم النفسي لذوي المصابين وأسرهم وتأهيلهم نفسياً حتى يستطيعوا العودة إلى ممارسة نشاطاتهم بشكل عادي وذلك بتخفيف الأثر النفسي عنهم وكانت المشاركة الأخيرة لهذه الشعبة في منطقة قطاع غزة بعد الأحداث الأخيرة التي وقعت فيها حيث عمل أفراد هذه الشعبة على التخفيف من الأضرار النفسية التي لحقت بالسكان جراء تلك الأحداث.

ولقد تشرفت المديرية العامة للدفاع المدني بالحصول على جائزة الملك عبدا لله الثاني لتميز الأداء الحكومي والشفافية  للدورة الرابعة ضمن فئــة  ( أفضل إنجاز ) والتي تعتبر ارفع جائزة على مستوى المملكة الأردنية الهاشمية ، فضلاً عن فوز جهاز الدفاع المدني بجائزة أفضل موقع إلكتروني حكومي عربي على المستوى الاستراتيجي ضمن احتفال كبير أقيم في إمارة دبي تم فيه إعلان فوز موقع الدفاع المدني الإلكتروني على شبكة الإنترنت لعام 2009م حيث تم إعداد هذا الموقع ضمن معايير رفيعة المستوى تتناسب ومتطلبات جائزة الملك   عبد الله الثاني لتميز الأداء الحكومي وكذلك حصل الموقع على المركز الأول (الجائزة الذهبية ) كأفضل موقع إلكتروني حكومي في المملكة الأردنية الهاشمية .
 
ويبقى لقول أن الإخلاص في العمل والتميز في الأداء الذي جاء تحت المناسبات الوطنية الخالدة جعل جهاز الدفاع المدني يحصد النجاحات التي ستبقى شاهد على الانجازات  ، وحروف من نور تكتب على صفحات تاريخ الوطن الذي يعلو بهمة رجاله وبإخلاص وكفاءة مؤسساته حيث تكللت هذه الإنجازات بأكاديمية الأمير حسين بن عبد الله الثاني  للحماية المدنية، والتي تفضل جلالة القائد الأعلى الملك عبدا لله الثاني ابن الحسين المعظم بوضع حجر الأساس لها بيديه الكريمتين في شهر آذار من عام 2006م.

 ولا شك أن هذه الإنجازات جميعها هي نقلة نوعية في عمل جهاز الدفاع المدني ابتداءً من مراحل تأسيسه وعبر مسيرته المعطاءة خلال ما يزيد عن خمسة عقود من الزمان وتحقيقاً لمزيد من العطاء والإنجاز والتطور وتحقيق النجاح والاستمرار في المحافظة عليه إيمانا منه بأهمية مواكبة مسيرة التطور والازدهار التي تشهدها المملكة وتجسيداً للتوجيهات والرؤى الملكية السامية التي تتمثل بأهمية حماية المواطن وتأمين الحياة الآمنة الكريمة له وحماية الإنجازات والمقدرات الوطنية من شتى صنوف المخاطر.

حفظ الله الوطن وقائده وأدام جلالته راعياً لمسيرة الخير والبناء في أردن الوفاء والعطاء وأدامه الذخر والسند لتحقيق آمال وطموحات الأمة لتبقى الراية العربية الهاشمية خفاقة في سماء المجد بوئام وسلام . 

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات