المال السياسي ضمير مُستتر عِلاجهُ العزل السياسي
مَن مِنا لا يطمحُ بأن يكون وزيراً، منَ مِنا لا يطمحُ بأن يكون نائباً، ومن فينا لا يسعى بأن يكون رئيساً، ومَن مِنا لا يطمحُ بأن يكون من أصحاب القرار وأصحاب النفوذ والجاه والوجاهة.
ولكن مَن فينا يخاف على مصلحة الوطن، ومن منا يسعى وراء مصلحة البلد، ومن هو من يقلَقُ على معاناة الشعب، ومن منا ومن فينا ومن هو ؟؟؟؟.
أقول مصلحة الوطن، والبلد، فوق كل اعتبار، فوق كل المصالح الشخصية، فوق كل وزير ونائب ورئيس. ولكن عندما نقول الشعب فهو خط أحمر لا يقترب منه أحد لإذلاله وشراؤه مستغلين الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها هذا الشعب الطيب والذي أوصله الفاسدون إلى ما هو عليه الآن حتى حالت الأمور إلى شراء الذمم، ( المال السياسي).
نحن نُقبلُ على صيفٍ أردني، بانتخاباتٍ برلمانيه بقانون انتخابي جديد أقره مجلس النواب، السابق، المُقال، المنحل، ......الخ، سميه ما شئت بصوت، بصوتين، بثلاثة أصوات، أيّاً كان فقد أُعتُمدَ وبناءً عليه ستُجرى الانتخابات.
وهنا أقول بدأت المرحلة، وبدأت المرجلة، ووجب العمل، كيف ننشئ برلماناً نظيفاً نقياً خالياً من الشوائب، أبيضٌ ليس فيه سواد، كيف نبني قُبة برلمانية أردنية تخاف الله، ولا تحسب إلا حساب الشعب ؟؟؟ نحتاج إلى نوابٌ ننتخبهم بضمير حي، وبصيرة ثاقبة لنتمكن من محاسبة كل من باع مقدرات الوطن، كل من نهب أموال الشعب، كل من ساهم في تعكير صفوة هذا البلد الكريم المعطاء الخيّر، بلد الأردنيين جميعاً، ننتخبُ وأذكّركُم ونفسي بقانون الضمان الاجتماعي المؤقت ومعادلة حساب حق الشعب، ننتخبُ ولا ننسى قانون المالكين والمستأجرين المؤقت، ننتخبُ ولا يخفى عليكم تطبيق قانون من أين لك هذا، ننتخبُ ولا يفوتنا قانون ضريبة الدخل، أرجوكم لا تنسوا أو تتناسوا مصيرنا ومصير أولادنا والكثير الكثير من القوانين المهمة....الخ.
نحن مُقبلون على صيفٍ أردني، يزهو بهمة الأردنيين وبهمة رجاله الشرفاء، وبعزيمة شباب التغيير، التغيير الذي يعلو به الأردن الأفضل، حيث قال عز من قائل:} إنَّ اللهَ لا يغيّرُ ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسِهِم} [سورة الرعد/15[. صدق الله العظيم.
كيف لي أن أنسى عنوان موضوعي المال السياسي، مال اللعب على جراح الوطن، مالٌ حرّمه علماء الدين الأجلاء بأنه مالٌ مُحرّم، هذا مالٌ كوارثي، كيف نقبل أن نوصل من يتعامل بالمال السياسي لشراء الذمم، وشراء الأصوات، شراء حاجات وفقر الشعب، كيف نوصل من يُتاجر بقوت الشعب حتى يصل إلى قُبة البرلمان، ما بُني على باطل فهو باطل، وبعدها لن ولن نقطف ثمار الحراكات، ثمار الأحرار، ثمار الأغلبية الصامتة الطيبة، ثمار الشعب الجميل، الذي ينتظر البحبوحة المستقبلية، ثمار الصيف الأردني.
ومن هنا إذا كان هناك مالٌ سياسي فلا بُدّ أن يكون هناك عزلٌ سياسي، ومن هذا المقام أرجو حكومتنا الرشيدة إصدار قانون جديد وهو ( قانون العزل السياسي ) وبالسرعة الممكنة قانونٌ يحاسب كل من شارك بإفساد الحياة السياسية في البلاد، ويشمل العزل من الوظائف العامة القيادية وسقوط العضوية في مجلسي النواب أو الأعيان أو المجالس البلدية، والحرمان من حق الانتخاب، أو الترشح لأي من المجالس السابقة، وكذلك الحرمان من تولى الوظائف العامة القيادية، والحرمان من الانتماء إلى أي حزب سياسي، إضافة إلى الحرمان من عضوية مجالس إدارة الهيئات أو الشركات أو المؤسسات التي تخضع لإشراف السلطات العامة، حتى يكون عبرة لغيره ممن يريد أو حتى مجرد التفكير بأن يتلاعب بمقدرات وأموال الوطن وبمصائر وقوت الشعب، والذين يتاجرون بشراء الأصوات وشراء الذمم.
سوف أبقى أُكرّر دعائي دون كلل أو ملل بمشيئة الله وقدرته بأن يسـتجيب لي ولكم ( أمّنوا) اللهم اهدي الشعب، العشائريين منهم والأحزاب لاختيار مجلس نواب شريف ونزيه، اللهم سدد قلم الناخبين، العشائريين منهم والأحزاب لاختيار المرشح الذي يخاف الله ويخاف على الأردن، اللهم يا رحمن يا رحيم اهدي من يمثلنا في السابع عشر ليكون خير نصير للشعب الأردني.
حمى الله الأردن وحمى الله الشعب.