من الفاسد رقم (1) في عام 2013؟
سرّ الشعب الأردني بالأخبار التي تصل تباعاً من هيئة مكافحة الفساد، والتي طال انتظارها، وهي تكشف عن خيوط أهم قضية فساد في الأردن، لمؤسسة وطنية من المفترض أن خيرها يعمّ على كل فرداً أردني في الوطن. لذلك أصبحت مؤسساتنا الوطنية تسمى بأسماء مفسدوها الذين باعوا وسلبوا ونهبوا بل قدّمت لهم الأوسمة الوطنية على انجازاتهم الوهمية، في تقصير غامض من أجهزة الدولة الحكومية، التي لم تستطع إيقاف نزيف خيرات البلد وثرواته التي تقاسمها خفافيش الظلام في ليالي غاب عنها الولاء والانتماء، حيث قدمت المصالح الشخصية على هيبة الدولة العصرية.
ولا ننسى نيران الحراك الشعبي التي طالت كل فاسداً مهما علا شأنه، مع الحرص على عدم اغتيال الشخصيات الوطنية المخلصة التي تقاسمت مع أبناء الشعب لقمة العيش. حيث أوجد الحراكيون لهم موطئ قدم على الأرض منذ بدء الربيع الأردني الذي وصف بالأخضر، والتي كانت إحدى مطالبه محاربة الفساد والمفسدين، والبقاء على أردن خال من ملوثات العابثين بالوطن.
ومع ذلك بقيت قضايا الفساد جاثمة في أدراج مؤسساتنا الرقابية لفترة طويلة من الزمن تنتظر التحقيق، والتروي، ولم يدركوا أن جرح الوطن ما يزال ينزف. ومع ذلك من سيعوض الوطن وأبنائه عن فساد بعض المسئولين الذين قضوا فترات طويلة في مؤسساتنا بدون حسيب ورقيب؟ تبخرت من خلاله الكثير من الأموال، والتي من المفترض أن تكون للفقراء، والكادحين من أبناء الوطن الشرفاء.
يا ترى من الفاسد رقم(1) في عام 2013؟ الذي سيقدم إلى منصة العدالة؟ ونبدأ حقاً بدولة عصرية لا مجال فيها لكل شخص أضاع على الوطن ولو ديناراً واحداً نتيجة أهمالة، وتقاعسه عن العمل، ومتى سنشاهد فاسدوا العام الجديد تعتلي صورهم شاشات التلفزة المحلية ليكونون عبرة لكل حاقداً على الوطن، يفكر بخيانة الوطن ومنجزاته، ومؤسساته الوطنية الحرة، متى سيرفع الغطاء عن كل شخصاً يحتمي بعباءة الدولة، ورموزها؟
لنترك عيوننا شاخصة تجاه المؤسسات الرقابية لتكشف لنا عن الفاسد رقم(1) في العام الجديد لنبدأ بمرحلة البناء، وترميم جروح الوطن الاقتصادية والمعنوية.