رأس السنة ..... الطريق إلى جهنم
ببالغ الحزن والأسى وبمزيد من القذارة وقلة الأدب.....وبألوان الدم العربي وبطعم الغاز والبنزين استعرت أماكن الفجور في كل مكان لتحتفل بما يسمى رأس السنة.....اجتمعت شياطين البشر لترقص فوق الجثث المتناثرة في كل مكان.....تراقصت لتعلن أن هناك فرح وسعادة.....والسؤال كيف؟وعلى ماذا؟
كيف؟لا اعلم الإجابة حقيقة.....فلم أرى في حياتي عزف موسيقي في بيت عزاء......لم أرى في حياتي راقصات يرقصن في المقابر .....لم أشاهد شباب يلقون بالنقود فوق رؤوس الفاجرات في يوم قتل فيه عشرات الآلاف من المسلمين....فكيف؟سؤال يستحال الإجابة عليه......فهل هؤلاء يعلمون ما يجري في بغداد ودمشق وغزة.....هل يبكون كما تبكي أمهات القتلى؟.....هل ينامون بدون عشاء كما اليتامى والمستضعفين؟.....لا أظن فمن بقي في قلبه مكان للفرح لا يمكن أن يكون قد علم بكل ماسي المسلمين والعرب.
ثم السؤال الثاني لماذا؟نعم لماذا؟.....لماذا يتراقصون؟ويضحكون...نعم اقسم بان الصور توضح أنهم يضحكون؟......على ماذا؟......هل نحن في وضع اقتصادي يجعلنا نضحك؟.....هل ما يدور في سوريا يسمح بالابتسامة؟.....هل الأسعار رخيصة لهذه الدرجة حتى نبتسم؟.....هل نحن شعب جبار أم شعب نجري خلف جهنم وبئس المصير؟
يتنافسون في النوادي الليلية والمقاهي وتبدأ الدعايات تنتشر في كل مكان.....والعروض تنهال من كل حدب وصوب من اجل استقطاب الزبائن.....والفوز بالنهاية لم يستطيع تقديم الراقصات الأجمل أو بالأحرى اللي تنورتها أقصر......الفائز في النهاية من يستطيع جمع اكبر عدد من الذنوب التي تودي به إلى جهنم.....الفائز في النهاية من يستطيع أن ينسينا جرحنا ومصائبنا التي نسيناها أكثر كلما كشف جسم الراقصة أكثر.....فيا الله كم نحن شعب ثوري سيدافع عن الحقوق المسلوبة......يا الله كم نحن شعب نغار على كرامتنا ونحافظ على ديننا.
يا رب نستغفرك ونتوب إليك مما فعل ويفعل بنا من لا يخافوننا فيك.....يا رب لقد ضاقت بنا الدنيا بما رحبت فنسينا الموت وما بعده.....أغوتنا راقصة فاجرة.....وأودت بنا كأس خمر إلى جهنم....وفي نهاية المطاف نقف في الصف الأول لندعو الله أن يرزقنا الغيث ولا يجعلنا من القانطين.... يا رب لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.......يا رب إني بريء مما فعلوا ويفعلون....اللهم فاشهد....اللهم فأشهد....اللهم فأشهد.