كفاك قتلاً وسفاحاً وإفساداً وإستبدادا فأنت لم تعُد إنساناً!!!
مرّ عامان والصراخ يعلو ، والعيون تدمع ، والقلوب تدمى . مرّ عامان والدماء تراق ، والجراح تنزف ، وقصف الطائرات والمدافع يدوي ليل نهار ، مرّ عامان لا نسمع ولا نرى إلا قتال يتلوه قتال ودماراً يتلوه دمار ، وخراباً زاد في الإستفحال ، وناراً لهيبها حرق كل شيء ولم يستثني كبيراً أو صغيراً ، حجراً أو شجراً ، أحرق الأخضر واليابس. مرّ عامان من العطش والجوع والبحث عن جرعة ماء ورغيف خبز من أجل أن تستمر الحياة وخوف من المستقبل ، مرّ عامان والهروب فراراً من الوطن وإليه ومعاناة العثور على ملجئٍ آمن .
فالدول العربية تقف عاجزة تماماً عن إيجاد حلٍ لهذه الوحشية التي يستخدمها نظام الأسد في قتل شعبه ودمار مدنه وكأنها تنتظر معجزة في ما يحصل للشعب السوري الشقيق من قتل وإغتصاب ودمار ! حتى أنها تقف عاجزة وليس في جعبتها سوى الشجب والإستنكار والتعهد بتقديم المساعدات الغذائية والدوائية لمن هم في الداخل ولمخيمات اللاجئين في الدول المجاورة قولاً لا فعلاً وبدون أن تتم هذه المساعدات والدعم على حيز الواقع وكأن كلام الليل يمحوه النهار .
وعندما نرى المجتمع الدولي أيضاً يقف عاجزاً عن منع هذا الأسد المتمرد من قتل شعبه وقلب مدنهم من أعلاها إلى أدناها وتدمير مقدراتهم وثرواتهم العامة والخاصة وعدم القدرة على إيقافه عند حده لتجعله بذلك يتمادى بإستخدام شتى أنواع القتل والإغتصاب والدمار ، رغم أن المجتمع الدولي والمتمثل بـ "منظمة الأمم المتحدة" و "مجلس الأمن" المنبثق عنها وما إحتوته من أسس ومبادئ إنسانية تم التوافق عليها من قبل جميع أعضائها وبناء عليها تم إنشاؤها وأهم هذه المبادئ هي حفظ الأمن والسلم الدوليين بالإضافة إلى حماية الشعوب من ويلات الحروب وصيانة حرياتهم وكراماتهم وأعراضهم ومعتقداتهم من الأذى بالإضافة إلى منظمات حقوق الإنسان العالمية وحقوق الطفل ومنظمة العفو الدولية والمنظمات الإنسانية الأخرى كالصليب الأحمر والهلال الأحمر والمحاكم الدولية التي هي منبثقة أيضاً عن تلك المنظمة الدولية .
فنقول هنا للجميع ، مهما كانوا ، وأينما كانوا ، عرباً وغرباً ، وسواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو غير ذلك ، كفاكم مشاهدة لهذا البلد يُدمر ، كفاكم مشاهدة شعبه يقتل ويشرد ، كفاكم مشاهدة إراقة دماء أبنائه من رجال ونساء وأطفال دون رحمة أو رأفة ، عامان أو ما يزيد وأنتم ترون أم أعينكم المذابح والمجازر الجماعية وبدون شفقة ، ودمار المدن والأرياف وحتى المساجد ومآذنها والكنائس وأجراسها لم تسلم من عنفوان وتمرد هذا المجرم وأذنابه ! فماذا تنتظرون ؟ ولماذا أنتم عاجزون عن ردعه وإيقاف آلة حربه المجنونة والتي وجدت أصلاً لحماية الشعب والدفاع عنه وليس ضده ؟ وهل أنتم من شدة الحياء عاجزون أن تقولوا له قف ! كفاك أيها الأسد ألم ترتوي بعد من دماء شعبك السوري الحر المسالم ؟ فعودوا رجاءاً إلى مبادئكم وتطلعاتكم لشعوب العالم قليلاً ! ودعونا نتقى الله في أنفسنا وفي أبناءنا وفي أوطاننا ، ونوقظ ضمائرنا وننسى خلافاتنا ومصالحنا ولو لمرة واحدة لنقف جميعاً صفاً واحداً لنداء الإنسانية المقدس وحماية الأرواح والاعراض من القتل والإغتصاب وأن لا نكون المفسدين في الأرض ونعمل جميعاً سوياً بغض النظر عن الجنس والعرق والدين في مواجهة قاتل الإنسانية ومغتصب العرض والأرض والحرية لشعب سوريا الأبية وقولوا معي جميعاً وبدون خوفاً أو تردد ! كفاك قتلاً وسفاحاً ، وكفاك إغتصاباً ودماراً ، وكفاك إفساداً وإستبدادا ، فأنت لم تعد إنساناً...