الطفل الرسام
الوطن العربي دفتر رسم , اشتراه اعجمي ليخط عليه لوحاته الزيتيه والمائيه, رسم شجره , وحفارة كوسا , وبلون , ومايوه سباحه وخروف , تلاعب بالالوان والاشكال , ثم اختار اطار لكل لوحه بما يتناسب مع واقعية اللوحه ..
فعليا وعلى ارض الواقع وبدون مجامله .. انا شخصيا انبهرت من عبقريه ذلك الرسام .. ليس فقط من جمال لوحاته .. وانما لقدراته الفظيعه بتحويل اي لوحه بلمح البصر الى شكل ثاني وموضوع ثاني بمجرد ان يغير الاطار او يمزج قليل من الالوان داخل اللوحه .. يتلاعب بدفتره ولوحاته كيفما شاء .. فهو لا يستهلك الوطن العربي بمعرض واحد .
ما ذنب الشجره القابعه بالصحراء وحيده بدون ماء ولا كهرباء ؟ .. رسمها .. عند .. تحدي .. كبرياء .. لا تستطيع انت بقلعها او حتى سقايتها .. هو الوحيد من يفعل ذلك .. اذا رغبت بتذوق ثمارها فورا يحولها بريشته الى صاروخ ارض جو .. هو صاحب اللوحه وهو الوحيد الذي له القدره ان يفعل ذلك .
ما ذنب بحر رسمه بدون منبع ولا مصب ؟ ...
رسمه .. ليبلل ريشته منه .. حتى يجف .. يملئه متى يشاء .. ويفرغه متى يشاء .
استعد للسباحه فيه .. فبلمح البصر بريشته يحوله الى موقف للسيارات . .. اعود فورا بمخيلتي الى تلمس جيبي بحثا عن مفتاتيح سيارتي .. فعلا انه عبقري .
رغبت يوما بشراء احدى لوحاته .. اهداني اياها بدون مقابل .. حقيقة اعجبت بأحدى اللوحات التي تبدو بها الشمس مشرقه وهي تنشر خطوطها الذهبيه على سطح البحر .. عاكسة منظر يكاد يخطف العقل ..
احضرت شاكوش ومسمار واخترت مكانا بالبيت وعلى جدار المدخل الرئيسي زرعت مسماري هناك وعلقت اللوحه .. وبعدت خطوتين عنها وتأملتها .. يالا العجب .. الشمس اغربت باللوحه ... واختفت الخيوط .. فادركت حينها بأن هذا الرسام ربط رسوماته بالزمن .. تتبدل وتتغير مع أدارة الوقت.
فعلا انه عجيب.
من احدى عجائبه انه يتلاعب بالفصول .. فالصيف يجعله ربيع والربيع يقلبه الى جو عاصف وماطر وبحركه بسيطه من ريشته يجعلك تعيش خريفا يمزق احلامك قطعا صغيره تتساقط في حقيبته حقيقة.
طلبت منه يوما من خلال معرفتي القصيره به ان يرسم لي .. المستقبل .. تأملني .. ثم انتزع من دفتر رسمه ورقه ووضعها امامي .. وبدأ يخط ويرسم ويلون .. وما ان انتهى .. عرضها علي .. فنشدهت.
ملاحظه : اخر لوحه ( الوطن العربي كره زجاجيه يلعب بها طفل ) .. لا ندري متى تنكسر .. وكيف شكل القطع المتناثره .