ماذا سيحدث غداً ؟

تم نشره السبت 05 كانون الثّاني / يناير 2013 12:31 صباحاً
ماذا سيحدث غداً ؟
اسامة الرنتيسي

قبل أن نعرف ماذا سيحدث غدا، او للدقة في اليوم التالي للانتخابات 24 كانون الثاني الحالي، علينا أن نعرف ماذا حدث أمس، وتحديدا امام الجامع الحسيني، فمن بين المئات الذين اعتصموا، رفع متظاهرون منتدبون من قوى سياسية، يافطات تطالب بحل مجلس النواب السابع عشر.

هذا ليس غريبا، وهو ما ستفعله قوى المقاطعة للانتخابات فور انتهائها، صحيح هي الان في حالة صمت وانتظار ومراهنة، لكن لن يبقى هذا الحال طويلا.

قوى المقاطعة في حالة صمت ؛ لأن حال الانتخابات بالاصل لا تسر صديقا ولا تغضب عدوا، فهي باهتة، والمقار الانتخابية خاوية، وأغلبية المرشحين يشبهون شعاراتهم، ولا يشبهون صورهم، ومهرجانات القوائم تجلب الانصار جلبا، مع تأمين وسائط النقل وأشياء اخرى.

وقوى المقاطعة في حالة انتظار، لما ستتطور فيها الامور في الايام 18 المتبقية للذهاب الى صناديق الاقتراع، ولا تريد أن تتحمل وزر افشال الانتخابات، ونسب الاقتراع، بعد أن ساهم رجالات الدولة ومن كافة الطبقات في اضعافها، فبعضهم انزوى في بيته وترك الدولة تخلع شوكها بيدها، والبعض الاخر، يقف شامتا بعد أن حلب خيرات البلاد كثيرا، ووصل الى المجالس السابقة بفضل خيرات التزوير.

كما تقف قوى المقاطعة في حالة مراهنة على أن الانتخابات لن تقع، ونائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين زكي بني أرشيد لا يزال حتى اليوم يؤكد على عدم إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر، بعد أن قال قبل اشهر "ابشر بطول سلامة يا مربع" في وصف استهزائي حول حال الانتخابات ومشاركة الاخوان سرا فيها.

ماذا سيحدث غدا، حدث امس، وفي اليوم التالي للانتخابات سوف تعود الاعتصامات امام مجلس الامة تطالب بحل المجلس المنتخب، حتى لو تم انتخابه بأعلى درجات النزاهة، وسوف تضع قوى الحراك الباهت هذه الايام، والمؤود منذ اعتصام عبيدات على دوار فراس، اجندة جديدة ومنتجة بالهجوم على "الانتخابات وعلى المجلس غير الشرعي الذي لا يمثل الجميع".

لا احد ينكر أن ما نشاهده الان لا يعبر عن اجواء صحية لانتخابات سوف ترسم سيناريوهات المستقبل للاردن، لكن المشاركة في الانتخابات النيابية، تعني مشاركة الشعب في همومه وآماله وطموحاته، وتعزيز التواصل مع كل فئاته بالحوار المباشر الذي لا يخلو من النقد والتقييم والمرارات.

قوى المقاطعة تحديدا تعرف انه في المعارك السياسية الكبرى، لا يجب ان يقف أحد على الحياد، فالميدان يتسع لكل صاحب حق، ولكل مواطن.

البروفة الاحتجاجية التي تستعد لها قوى الحراك يوم 18 الحالي، ترجماتها ستكون اقوى لو كانت القوى المقاطعة تضع يدها في الانتخابات، وتساهم في ازالة عثرات البلاد، ولا تنتظر أن تأتي الرياح بحسب ما تشتهي اشرعتها، فهذا في السياسة يسمى بذخا، والفعل السياسي الحقيقي أن تشارك وطنك لحظات الشدة اكثر من لحظات الرخاء، وعلى هذا فسوف تدفع قوى المقاطعة من كيسها السياسي، ومن كياسة موقفها الوطني كثيرا، إن هي ساهمت في إفشال العملية الانتخابية. ( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات