حماس والعدو الصهيوني يعادون سوريا
كنت أعارض الفصائل القومية واليسارية في موقفها المؤيد لوجود حماس في دمشق . ذاك الوجود الذي هيّأ للحركة أن تحصل على دعم كبير ( مادي وعسكري ) وأكثر من الجميع غيرها . وسبب معارضتي لوجود الحركة ورعايتها هو أن مرجعيتها تعود لقيادة الإخوان ( ألتنظيم الدولي ) . وبالتالي فإن سياستها ترجمة لما يُملى عليها ولا تنبع من قرار ذاتها .
حديثاً , قدم اليساري عربي عواد ( أبو الفهد ) وزوجته ( خالتي ) إلى الأردن عائدين من سوريا بعد أن تحول مخيم اليرموك إلى ساحة معارك يندى لها الجبين . وقد تقدم بكليهما السن وأصبحت صحتهما على قدّ الحال . والرحيل ومغادرة المكان هو الحل الأمثل لكليهما . وهنا , أؤكد خطأ الفصائل الباقية التي وقفت ضد وجهة نظري المتعلقة بحماس , ووقفت بإصرار على ضرورة دعم حماس باعتبارها فصيلاً مقاوما .
الظروف الإقتصادية القاسية التي مرّ بها أبناء شعبنا الفلسطيني في الشتات مكّن حركة حماس أن تستقطب العديد منهم لوفرة المال بين أيدي الحماسيين وتنظيمهم في صفوفها وتدريبهم وإبقائهم في سوريا لتخطيطها وعلمها المسبق بهذه الأحداث ومشاركتهم وانخراطهم في المؤامرة التي تستهدف سوريا . مُصرّين بذلك على إشراك أبناء شعبنا في مخيمات سوريا بالقتال الدائر بين المسلحين المدعومين من الرجعية العربية وأسيادهم وبين الجيش العربي السوري الذي يدافع عن أبناء المخيم كما دافع عن كل شبر من أرضه .
ألجيش السوري سيضطر لدخول المخيم بهدف تطهيره من الإرهابيين والمسلحين والمرتزقة . بعد نزوح غالبية سكانه جرّاء قدوم الإرهابيين إليه .
وكان الأصل أن يبتعد الكل عن ساحات المخيمات . فالمخيم بالنسبة لقاطنيه هو عنوان نكبتهم وهجرتهم من وطنهم وأرضهم وهو الشاهد الوحيد على صمودهم وإصرارهم على حق عودتهم إلى ديارهم التي شردوا منها . ومن يحاول تشريدهم هذه المرة يشارك في مؤامرة إنهاء حق العودة وتشتيتهم من جديد في المدن السورية والدول المجاورة . وكون اليرموك هو أكبر المخيمات الفلسطينية على الإطلاق ويتواجد فيه أكثر من مائة وخمسين ألف نسمة فقد استهدفوه لتخليصه من رمزيته وبذلك تصالحت حماس بعد تلقيها التمويل القطري مع العدو الصهيوني وبقي العداء لسوريا