شعارات في مهب الريح بقلم محمد اكرم خصاونه
منذ الإعلان عن تشكيل المجلس النيابي السابع عشر انبرى الكثير ممن له شأن وباع في أمور المجالس ، يعد العدة ليظهر أعضاء المجلس الجديد وكأنهم ، جاءوا من غير المجلس الذي عاثوا أسف عاشوا وتربوا فيه ، فكم نائب ممن أعاد ترشيح نفسه من المجلس السابق للمجلس الحالي ؟ يؤكد على أنه سيكون نصير الشعب وسيحارب الفساد ، وسيقطع دابر الفقر ، وسيخدم الأمة، وسيجعل من ضؤ الشمس سراج ليلنا المعتم ، وسيجعل من وهج الشمس دفء الفقير المعدم في ليل كانون القارص ببرده .
وكم وكم ولا أدري هل سيجدون لأقاويلهم ما يسدون به رمق الموازنة المهترئة التي تتكئ على عكاكيز كثيرة ولا تستطيع النهوض ، بوعودهم استرجاع المال المسلوب والحق المهدور في شركات ومؤسسات الوطن المسلوبه ، وعدم الموافقة على الهيئات الخاصة التي باتت تفرخ ويزيد عددها وهي لا تنبئ بفعالها عن شيء سوى الآلاف التي يقبضها كل عضو فيها""
، ولماذا لم يكن لهم القول في المجلس السابق ، حينما مرروا ، ومشوا أمورا كثيرة ، ليست لصالح الدولة والمواطن بل لمجموعات الفساد؟.
فهل نحن اليوم أمام طاقم جديد بفكرة ، بعقلانيته ، بحبه للوطن ، وبحمله هم ابن الوطن المعدم ؟ وما الذي تغير في ذلك ؟ أم أن التلميع والسنفرة والترميم سيعيد ما أفسده الدهر؟ إن ابن الوطن الفقير المعدم بات ينظر لمن يدفع أكثر من أصوات تباع وقد يبيع، او مدافئ تهدى ، او حرامات توزع ، من المحسن الكريم ، رجل البر ، والإحسان ذي الأيادي البيضاء ، صاحب الكرم والجود ، والذي لم يكن قبل ترشحه ليرد السلام على من يصادفه بطريقه اللهم إلا من رحم ربي .
إنني أستغرب من شعارات عندما تقرأها تجد العجب العجاب مما جاء فيها ، فلماذا كل هذه الشعارات وهذه الأقاويل وهذه الصور التي تم ترميمها ، وكأن صاحبها خرج لتوه من أتون لاهب .
هل كثرة الكلام ، تبعد عن الفعال ، أم إن قلة الكلام ، تنبئ بطيب الفعال ، أرجو الإجابة على تساؤلي ؟ وهل كثرة الشعارات واليافطات والصور للمرشح الواحد تبدو أكثر إقناعا للناخب؟
وحبذا لو كان هناك قانون يحدد سقفا معينا من المال ينفق على الحملة لكل مرشح أو مرشحه .
وحبذا أن يقدم النائب المرشح براءة ذمة مالية قبل وبعد ترشحه. ليكون شفافا ، كما يدعون "؟
إن الوطن بحاجة لرجال رجال يمثلون شرف الأمة وليس همهم منفعتهم الذاتية، والشخصية، والوجاهة ، والمشيخة التي تبدو على بعض من يرتديها قبحا وعارا ، إن لم يكن قد المسؤولية التي ستطوق عنقه ويسأل عنها يوم القيامة .
أمل ان لا يكون غضب الريح العاتي والمطر المنهمر والعواصف التي ضربت أجواء المملكة أن لا يكون حال الجو قد تضايق من شعارات بعض النواب ، فإطار شعارات كثيرة وراح الطابع بعروى العاصي ، مع الاحترام للجميع .
وإلى مجلس جديد أتمنى أن يكون الوطن بخير وسعادة وطمأنينة وراحة بال ، وان لا تطير شعارات كل نائب من جمجمة تفكيره ، حتى يجابه بها تحت القبة من يتنطع لها ؟" ويبدي لنا في ساحة الوغى وحين تحمى الوطيس بطولاته التي وعد فيها من فوق شعاراته ومن على يافطات طارت بعاصفة شتاء .
للوطن الحب ، للوطن الأمل ، للوطن الرجاء ، للوطن الخير ، للوطن السعادة والإنتماء.