العاصفة وضحى والمرشحين
بعد الاحوال الجوية الاخيرة التي عمت كافة ارجاء وطننا الحبيب وانتشار العواصف والرياح التي فاقت سرعتها ال100 كم بالساعة والتي اطلق عليها الكثير من الاردنيين على صفحات الاعلام الاجتماعي والمواقع الالكترونية لقب العاصفة او الاعصار وضحى باسلوب لا يخلو من الدعابة والسخرية كون اغلب العواصف التي تحدث بالعالم تاخذ في تسميتها اسماء نساء ولا ننسى ايضا امطار الخير التي عمت كافة مناطق المملكة مبشرة بموسم زراعي جيد ومخزون مياه مطمئن ورغم كل ذلك الا ان العاصفة وضحى لم تترك المرشحين من تاثيرها فقد ركزت على يفطات وصور المرشحين فقد راينا صور المرشحين ويافطتهم وشعاراتهم في عاصمتنا الحبيبة وفي المحافظات والقرى ممزقة هنا وهناك مفترشة الارض تارة وطائرة في الهواء تارة اخرى تاركت ورائها مشكلات في تصريف المياه وفي اعاقة حركة المشاة والمركبات .
ويقدر عدد الصورة واليفطات الخاصة بالمرشحين التي تم تكسرها وتطايرها اكثرمن ثلاث الف على مستوى المملكة تذكرني هذه الرياح بلعبة كنا نلعبها بالتدريب اسمها هبت الريح فاليوم هبت الريح على المرشحين ويافطاتهم وصورهم ربما هناك رسالة وغاية ارادت العاصفة وضحى ان توصلها للاردنيين ربما هي رسالة للمرشحين تخبرهم فيها ان يتقوى الله في الناخبين فهناك بعض الشعارات الانتخابية تدمي القلوب وتستخف بعقول الناس وهناك بيانات انتخابية لمرشحين لم تضع اليد على الجرح وهناك بعض شعارات انتخابية تخطت الواقعية والمنطق وهناك للاسف شعارات لا هدف لها ولا رؤية مجرد كلام لا يحوي اي مضامين سياسية واجتماعية واقتصادية وايضا هذا الكلام لا اقصد به المرشحين المستقلين فقط وانما العديد من القوائم الانتخابية التي اكتسحت العديد منها اعمدة وجدران الشوارع في الوطن وهناك للاسف برامج وبيانات انتخابية مكررة والمضحك ايضا بعض الصور لمرشحين استخدمت في دورات انتخابية سابقة .
وفي نفس الوقت لا ننكر وجود شعارات وبيانات انتخابية واضحة وواقعية لعدد من المرشحين فيا اخواني يا ابناء وطني المرشحين اجعلوا شعارتكم ورسائلكم وبيانتكم الانتخابية تكتسح قلوبنا وتخاطب عقلنا وتحاكي واقعنا نريد بيانات انتخابية فيها رسائل وحلول سياسية واقتصادية واجتماعية معمقة وواقعية تخدم الوطن ومستقبله فربما كانت هذه الرياح فرصة لكم لاعادة النظر بشعارتكم وبيانتكم الانتخابية .
وايضا ارى ان هناك رسالة للمواطن الاردني الذي سيساهم بصوته يوم الانتخاب بتشكيل مستقبل وطنه وخدمة مسيرة الاصلاح والتغيير فربما راينا يافطات قد تطايرات وصور قد مزقت و صور لمرشحين قد تحولت معالمها بفعل المطر ففكروا جيدا من هو المرشح الذي لا تتغير معالمه بعد الفوز ولا تتغير رويته لكم فالنحرص ان يكون البرلمان القادم برلمان همه الاول مصلحة البلد والمواطن وان نحرص على اختيار المرشح المناسب الذي يخدم تطلعاتنا وينقلها للبرلمان فلنصوت لمن يعي متطلبات المرحلة لمن ينكر ذاته امام خدمة الوطن و القادر على سن التشريعات ومراقبة الحكومة القادر على ايجاد حلول اقتصادية قابلة للتطبيق المرشح القادر على كشف ملفات الفساد والتصدي للواسطة والمحسوبية المرشح الذي يحرص على العدالة الاجتماعية و المؤمن بقدرات الشباب و بحقوق المراة ودورها في خدمة الوطن المرشح القادر على جلب فرص التنمية وطرح كافة القضايا التنموية في البرلمان القادر على التواصل المستمر مع قاعدته الانتخابية وقاعدته الحزبية والقادر على وضع خطط للارتقاء بالواقع التعليمي والصحي فهناك الكثير من المعايير التي يجب علينا كاردنيين محبين لوطنا ان نحرص عليها في اختيارنا لمن سيمثلنا ان كان مرشح مستقل او مرشح قائمة فلا نريد ان تعصف بنا الرياح ونكرر تجارب وذكريات برلمانية سلبية ومؤلمة فالوطن بحاجة صوتنا لنحدث تغييرا ايجابيا فلنشارك ونصوت يوم 23/1 ومستقبل وطننا نصب اعيننا .