هارفارد و القرأن الكريم
كم هذا القرآن عظيم و كم هو معجز، و سر إعجازه كما ورد في الآية الكريمة " سنريهم آياتنا في الآفاق، وفي أنفسهم ،حتى يتبين لهم أنه الحق، أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد؟ " الاية 45 من سورة فصلت .
سر جمال هذا القرآن العظيم هو العدل المطلق للبشرية جمعاء ،و سبب هذا المقال هو قيام كلية القانون في جامعة هارفارد وهي اشهر الجامعات الأمريكية بوضع الآية الكريمة التالية :( ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط ،شهداء لله ولو على أنفسكم ،أو الوالدين والأقربين ،إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما، فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا (
﴿١٣٥﴾ من سورة النساء على حائط المدخل الرئيسي للكلية و اصفة اياها بانها اعظم عبارات العدالة " في العالم و التاريخ ."
نقشت هذه الآية الكريمة ،على الحائط المقابل للمدخل الرئيسي ،و كما هو معروف فإن اعظم رجال القانون في العالم، تخرجوا من هذه الكلية لعراقتها و تميزها و تفوقها في هذا المجال . فالكثير من المسئولين و المشهوريين و القياديين في الولايات المتحدة الامريكية، و في الكثير من أنحاء العالم تخرجوا من هذه الجامعة ،و هم في مجملهم مشهود لهم بالتفوق .ويتقدمهم رئيس الولايات المتحدة الامريكية باراك اوباما الذي كان رجل قانون قبل ان يكون رئيسا .
عندما يعترف هؤلاء الناس و هم ليسوا من ديننا، و لسنا كمسلمين متفوقين عليهم بل لهم الباع الطويل في السيطرة على العالم ،ومع ذلك لم يمنعهم هذا التفوق من الإعتراف بعظم هذا العدل ، كل ذلك لإحساسهم بالحرية في رؤيتهم وإعتبارهم العلم بأنه شيء اساسي و مهم في حياتهم .
هذا ما دعاهم لإتخاذ مثل هذا القرار ،و لم ينحازوا لعواطفهم و مشاعرهم الدينية الخاصة بهم و لذلك كتبوا الآية ليدل ذلك على ان هذا العدل الرباني هو عدل لكل البشرية بغض النظر عن الدين او العرق او الجنس .
قال الله جل و على من فوق سبع سماوات في كتابه العزيز :" يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ , اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " الآية 8 من سورة" المائدة
هذا هو الاسلام و هذا هو القرآن و هذا هو المخرج للبشرية جمعاء بأن تصحو على عالم العدل و الحرية و المساواة .
و نحن الاردنييون اصحاب هذه الحضارة و الثقافة الاسلامية أولى بذلك وأولى بأن نعمم مبدأ الحرية و العدل و المساواة عملياً على شعبنا و كذلك العرب و المسلمين جميعاً .