من باب الاحتياط
شيء واحد يجمع بين معظم رؤساء الوزارات الاردنيين دون استثناء ، وهو وصفهم الوضع الاقتصادي للأردن بأنه " تعيس " بالطبع يصدرون تلك التصريحات حال تسلمهم لرئاسة الوزراء ، وفي الغالب تتنافى هذهِ التصريحات مع ما كان يصرح بهِ رئيس الوزراء " المخلوع " قبله بأسبوع وأحيانا أقل ، دولة فايز الطراونه وفي آخر مقابله تلفزيونية لهُ قال " أن الأقتصاد الاردني يتعافى وقال أن المخزون الاحتياطي من العملات الصعبه قد ثبت منذ أكثر من ستة أشهر.
ودولة النسور حالهُ حال أي رئيس وزراء في هذا البلد الطيب ، لم يكف عن وصف الاقتصاد الاردني بأنه سـ ينهار أو أنه سـ يتهاوى أو أن الدولة ستفلس ...!
كيف تبدل حال الاقتصاد الاردني بأقل من أسبوع بين ولاية الطراونه وبين ولاية النسور ؟ طبعا لم يتغير ، فالطراونه قال – وأنا هنا أتخيل – أن الاقتصاد الاردني ضعيف بعد تسلمه رئاسة الوزراء من خلفهِ الخصاونه وبالطبع قبل التسليم الذي " على ما يبدو أنه كان يعرف أنه قريب " صرح بعكس ذلك.
الاقتصاد الاردني ومنذ وعيت على هذهِ الدنيا وهو يترنّح وفقا لتصريحات رؤساء الوزارات ، الذي يُغادر يقول ان الاقتصاد الاردني جيد والذي يأتي يقول أنه تعيس ، ونحن كمواطنين ليس لنا الا "حُسن الاستماع".
ما من مرجعية حقيقية ، ولا يوجد خبراء إقتصاديين ، لا يوجد رقم واضح ، لا يوجد مكاشفه ولايوجد شفافية ولا حتى نزاهة...!
وكأن رئيس الوزراء الذي يستلم قيادة الحكومة يُريد أن يثبت للجميع أن من سبقه " كان مش ولا بد " وأنه هو "المخلّص" ، ونحن المواطنين عين على رئيس الوزراء وعين على جيوبنا ، ندرك تماما لعبتهم السيئة ، ونعرف تماما أننا من سيدفع الفرق ..!
كيف يمكن ان تكون الدولة معرضة للأفلاس وطاقمها الوزاري "راكب مرسيدس بنز ..!".
كيف تكون الدوله معرضة للأفلاس وتدفع رواتب لمستشارين ورؤساء هيئات أو مدراء عامين فيها رواتب تصل الى خمسة عشر الف دينار شهري ..!
أي إفلاس " وبعضهم " يتقاضى رواتب من أكثر من جهة حكومية وفي نفس الوقت ...!
كيف تكون الدولة معرضة للأفلاس والمكوّن الاساسي فيها هو الشباب الجامعي ..!
بإستطاعتي كتابة ألف سؤال من هذا الطراز وانا أعرف تماما الاجابة عليها مسبقاً ، ولكن أنا أقول لكم ما السبب وراء هذهِ الاعلانات المتتالية من رؤساء الوزارات ... هي فقط لإثبات خيبة من كان قبلهم ، ولعجزهم عن وضع البرامج التي من شأنها إدارة الدولة بكلف "حقيقيّة " .. ولا أقول "أقل "..!
الدولة ستفلس ... هذا من باب الاحتياط ... نعم عزيزي المواطن ، والا فكيف سيقنعوك بأن جيبك هو الحل ؟!!
تصريحات " بتغث البال" والأدهى والأمر اننا لا نعرف الحقيقة .. ومضطرين للتصديق ... أيضا "من باب الاحتياط ..!"
ها كيف لعاد ..!