المعايطة يحاضر في كلية الدفاع الوطني الملكية الاردنية
المدينة نيوز- اكد وزير الدولة لشؤون الاعلام ووزير الثقافة سميح المعايطة ان حماية الامن الوطني والثقافة الوطنية تحتاج الى نهج غير انفعالي يقوم على ادوات وطنية تشكلها القيم والبنية الاجتماعية والقدرة على ادارة الحالة الاعلامية السياسية .
ودعا المعايطة خلال محاضرة له في كلية الدفاع الوطني الملكية الاردنية امس بعنوان "الثقافة بين استحقاقات العولمة ومتطلبات تعزيز الامن الوطني الاردني الى امتلاك تعريفات جديدة للسيادة والامن الوطني والثقافة الوطنية او القومية ،مشيرا الى ان ما جرى في العالم خلال العشرين عاما الاخيرة غير كثيرا من المعطيات بما فيها فعالية الجغرافيا وقوانين الرقابة ووسائل تحصين المجتمعات من الثقافات الاخرى او حماية قيم المجتمع او حتى بعض مفاصل الدولة وقيم الارتباط بها .
وقال ان الحفاظ على الامن الوطني مهمة الدولة بكاملها لارتباطه بالقيم والتربية والاقتصاد والسياسة والاعلام والامن وهذا يعني الحاجة الى قرار مركزي من الدولة والى رؤية لادارة القضية والملف كما يحتاج ايضا الى دور كل الاطراف بعيدا عن معالجات جزئية ومرتبطة بقناعات طرف اخر .
واشار الى ان العولمة باحد مفاهيمها فكر استعماري وليست تبادلا للمعرفة او المصالح بين الدول ولهذا وجدت مقاومة ورفضا من منطلقات سياسية واقتصادية واخلاقية كما ان خطورة العولمة ليست بقوة القوى بل بضعف الاخرين واحيانا بعدم ثقتهم بانفسهم والاستسلام النفسي ،موضحا ان النظر الى العولمة كمصدر خطر على الهويات الثقافية للمجتمعات العربية وبوابة لمزيد من التغريب وتهديدا للبنية الاخلاقية لمجتمعاتنا وشكلا جديدا من الاستعمار والغزو على اعتبار ان مجتمعاتنا هشة البنية ضعيفة التكوين الحضاري والثقافي وانها الطرف الاضعف هو ناتج عن ضعف الثقة في النفس وربما ايضا عن قناعة باننا لا نملك البناء الثقافي والقيمي القادر على الدخول في علاقة صراع او حوار ان تنافس مع الاخر .
وبين ان الاعلام وتقنياته تطوره الكبير والاقتصاد ونهجه وبرامجه التي يتم تسويقها ليس كخيارات وانما كشروط للمساعدات والقروض هي ادوات العولمة التي تؤثر من خلالها على كل الاطراف وبالتالي فان حماية الامن الوطني يكون من خلال التعامل مع هذه الادوات وادارة العلاقة معها .
وانتهى الوزير الى القول باهمية ادراك ان قدرة الدول على التحصن من اثار العولمة ليست مطلقة وليست شاملة ولهذا فقد تكون الحاجة ماسة الى تحديد ما يمكن التعامل معه احتواء او مقاومة او قبولا لاي جوانب ايجابية من العولمة على اعتبار ان كل نتائج العولمة سلبية او مصدر خطر على الطرف المتلقي .
وفي نهاية الحاضرة جرى حوار مفتوح اجاب خلاله الوزير على اسئلة واستفسارات الدارسين .
حضر المحاضرة رئيس اكاديمية الملك عبدالله الثاني للدراسات الدفاعية اللواء الركن محاسن الشرعة وامر كلية الدفاع الوطني الملكية الاردنية العميد الركن طلال بني ملحم واعضاء هيئة التوجيه فيها والدارسون في دورتي الدفاع الوطني والحرب ومن بينهم عدد من الدارسين من دول شقيقة وصديقة .
(بترا)