الطفيلة: باطنها غني بالخامات وسكانها الأكثر فقرا وبطالة
المدينة نيوز- أبرزت دراسة متخصصة ان ضعف رأس المال وغياب البنية التحتية، وتجاهل المنطقة من قبل الحكومات المتعاقبة، وضعف حجم السوق وعدم حماية مواقع الخامات المعدنية من التوسع العمراني هي من ابرز معوقات النهوض الصناعي في الطفيلة.
واشارت الدراسة التي اعدها مدير مديرية الصناعة والتجارة في الطفيلة ابراهيم الحوامدة بعنوان الواقع التجاري والصناعي للطفيلة وحوافز الاستثمار، ان محافظة الطفيلة التي تعاني من نسب عالية في الفقر والبطالة، تعتبر مستودعا غنيا بالخامات المعدنية المجدية، مطالبة بزيادة أعداد المؤهلين مهنيا في المجالات الصناعية، وإجراء مزيد من المسوحات الجيولوجية للمنطقة وترويج المحافظة لإيجاد شريك استراتيجي للاستثمار.
وبينت الدراسة ان محافظة الطفيلة تحتوي على أكثر من 45 مليون طن من النحاس، اضافة الى وجود خام الفوسفات بكميات تجارية واليورانيوم والحجر الجيري النقي الذي قدرت سماكته في بعض المواقع بحوالي 41 مترا باحتياطي يقدر بحوالي 471 مليون طن وفق الدراسات التنقيبية لسلطة المصادر الطبيعية.
كما تتوافر خامات الجبس بالمحافظة باحتياطي يقدر بحوالي أربعة ملايين طن، فيما يتواجد البازلت في منطقتي جبل الجهيرا والعطاعطة لاستخدامه في صناعة الصوف الصخري وتوفر مادة (التف الزيولايتي) في عدة مناطق بالمحافظة وبكميات تجارية الى جانب الصخر الزيتي في منطقة جرف الدراويش باحتياطي يقدر بحوالي 8000 مليون طن وفق دراسات البعثة الالمانية الجيولوجية.
ويتواجد في ارجاء واسعة من الطفيلة خامات التربولي الذي يدخل في صناعة الأقمشة والمبيدات الحشرية والدهانات والطوب الحراري المقاوم إلى جانب خامات الطباشير والحجر الرملي والأحجار شبه الكريمة التي تستخدم في الحلي والمياه المعدنية في غرندل، والحرير والمعادن الطينية التي تدخل في صناعة الخزف والفخار، وكذلك توفر المنغنيز بكميات تقدر بحوالي نصف مليون طن في منطقة ضانا.
وعرض الحوامدة في دراسته حلولا ومقترحات ومشروعات من شأنها النهوض بهذه المحافظة كإقامة المدينة الصناعية على مساحة 1200 دونم واقامة مصنع متخصص في كربونات الكالسيوم وصناعة الاسمنت الأبيض وانشاء مصانع للأسمدة الزراعية وحامض الفسفوريك واليوريا.
كما ركزت الدراسة على فرص الاستثمار في الطفيلة والتي تنوعت بين قطاع الإسكان والعقارات وصناعة الآليات الثقيلة لوجود شركات تعدينية كبرى وإقامة مصنع لتعليب زيت الزيتون ومستودعات لتخزين الغاز والمحروقات واقامة مشروعات من خلال مؤسسة الضمان الاجتماعي لوجود ميزات سياحية عدة خاصة في حمامات عفرا المعدنية وضانا والبرة والسلع والمعطن والبربيطة.
وبينت الدراسة أن نسبة الفقر في الطفيلة للعام 2010 بلغت 21 بالمئة، ويبلغ عدد الحالات التي تتلقى معونة وطنية 1873 عائلة من مجموع سكان الطفيلة البالغ 87 الف نسمة، فيما يبلغ اجمالي القوى العاملة حوالي 5438 عاملا وعاملة في عدة قطاعات.
واستعرضت الدراسة المدعمة بأرقام المزايا النسبية للطفيلة كتوافر المواقع السياحية والمواد الخام والتنوع المناخي ما بين غوري وشفا غوري، وجبلي وتوافر المياه ورخص أثمان الأراضي ووجود جامعة الطفيلة التقنية وامكانية استثمار الطاقة الشمسية والرياح القوية.
وخلصت الى ضرورة ان تضع الحكومة جديا خططا لشمول هذه المحافظة بمشروعات كبيرة في مجال الصناعات التعدينية على غرار مصانع الفوسفات والاسمنت بدل المشروعات الصغيرة بغية توفير فرص عمل في ضوء ارتفاع نسب البطالة والفقر حيث ان المستقبل سيكون للصناعات التحويلية والاستخراجية، مشيرة الى ان الطفيلة تعتبر مستودعا غنيا بمختلف أنواع المواد الخام ذات الجدوى التجارية.
(بترا)