سعادته
يتربع سعادته الآن على الكرسي، الذي يملأه بمنكبيه العريضين، بعد أن تنفس الصعداء، حتى كادت لحظة النجاح أن تودي بحياته، فبعد أن حالفه الحظ وعملنا بكل جهدنا إلى أن أوصلناه إلى ما آل إليه اليوم من ترف ووجاهة وسلطة ومسؤولية والكثير من الامتيازات، صحيح أن هذه المواصفات كلها اجتمعت في هذا النائب، ولكن ما دوره الآن...؟
لم يعد بوسعنا أن نرسو على بر نتشاءم أم نتفاءل بالوعود التي وضع على عاتقه تنفيذها، هل كلام الليل يمحوه النهار؟، أم هل سيبر سعادته بوعوده كلها؟ التي تمثلت بمحاربة الفقر والبطالة وتحسين أوضاع الشباب، والاهتمام بالمرافق العامة وبناء المساجد والاهتمام بالجانب التعليمي...
نحن لم نكن عبئا عليه ولن نكون كذلك، وطلباتنا تدور حول الاهتمام بعواطفنا وتوفير بعض مستلزمات الحياة، قبل الاهتمام بالتطوير والبناء والتوظيف... فصراحتنا استلزمت أن نطلب منه أن يزوجنا من نحب أولا، ويصرف لنا "سيارة جيب" ثانيا، ويبني مستشفى خاص لتلد به أزواجنا، هذا ليس من اجلنا أنت أعلم بذلك "مشان المدام".
سعادتك اعلم انك تطلب مني الكف عن الهراء، فربما داعبتك كثيرا حينما بالغت في المطالب، ساخرا من الإعمال التي ستقدمها للشعب بعد أن أغلقت "موبايلك" وغيرت عنوانك وعملت جاهدا ووضعت كافة العقبات التي تحول بيننا وبين الاتصال بك.
أخالك نسيت يوم كنت تأتينا متمسكنا مسترهفا شعورنا لاختيارك، مقدما لنا فروض الاحترام مبجلا إيانا تبجيلا، أتظن أنك امتطيتنا لتجلس على كرسي النيابة، لا بل راجع حساباتك، وتذكر من أنت؟ ولماذا أنت موجودا بمكانك هذا؟
أنت مواطن كغيرك، ولكن ما يميزك أنك تمثل فئة من الشعب الذي اختار وجودك في قبة البرلمان ظانا منك الخير، كونك –حسب رأي من اختارك- الأكفأ القادر على العمل من اجلنا، من أجل التطور، من اجل الأردن، فمارس حقك التشريعي بما يتماشى وصالح الوطن، فاتقّ الله في عملك، ومبارك عليك بالنجاح.