فاخر دعاس يكتب : "شعبك" يا وطن
في محاولة لتسويق الانتخابات و"نزاهتها"، بدأ بعض كتاب "الأعمدة" المرتبطين "عمودياً" بالجندويل في التسويق لفكرة أن نتائج هذه الانتخابات وحجم المأساة الناجمة عن تركيبة مجلس النواب يتحمل مسؤوليتها المواطن الذي اختار بمحض إرادته هكذا أعضاء، وأن النظام "عمل اللي عليه والباقي على الشعب"، هذا الشعب "خذل" النظام مرةً بإفرازه مجلس نيابي أسوأ من سابقه، ومرة ثانية بعدم قبوله بمخرجات العملية الانتخابية فقط لعدم وصول مرشح العشيرة أ, المنطقة أو حتى الحارة.
إحقاقاً للحق علينا أن نتفق على أن الشعب –هاي المرة- خرّب البلد، هو صحيح إنو ثلثين اللي بيحق إلهم ينتخبوا .. ما انتخبوا، بس برضوا المشكلة في الشعب، وصحيح إنو أداء المجالس النيابية السابقة ولّدت قناعة لدى المواطنين بأن ال"50 نيرة" أحسن من المجلس بأعضائه وقراراته، بس برضو المشكلة في الشعب.
الحكومة من جهتها عملت اللي عليها، سلّمت ملف الانتخابات –وفقاً للدستور- للهيئة المستقلة للانتخابات، وطبعاً ما اتدخلت في عمل اللجنة نهائياً، هو صحيح إنو كل موظفي الهيئة جاؤوا من وزارة الداخلية، بس برضوا الحق على الشعب، وصحيح إنه صلاحيات الهيئة انتهت "صلاحيتها" قبل بدء الانتخابات، بس برضوا الحق على الشعب، وهو صحيح إنه النتائج كانت "معلّبة" مسبقاً، بس برضوا الحق على الشعب.
تنمية الحياة السياسية كانت الهاجس الأول للنظام خاصة وأننا نعيش ربيع أردني، صحيح أن هذا الربيع تزامن مع موجات من الثلوج والعواصف التي "عصفت" بالأردن، بس برضوا المشكلة في الشعب، وصحيح إنو القوائم الانتخابية هي وقلّتها واحد، بس برضوا المشكلة في الشعب، وصحيح إنو أكثر من نصف هذه القوائم نزلوا ب"إشارة" من جهة ما، بس برضوا المشكلة في الشعب، وصحيح إنو خير الأمور "الوسط"، بس برضوا المشكلة في الشعب.
من الآخر، وبكل وضوح الشعب هو اللي حط فايز الطراونة رئيساً للديوان الملكي .. والحدق يفهم.