«العطلة الشتوية» .. هل كان الكسل والخمول عنواناً لها؟
المدينة نيوز - ما هي إلا إيام وتنقضي الإجازة الشتوية لطلبة المدارس وتنتهي فترة الراحة والكسل في بعض الاحيان، وتبدأ بعدها رحلة العودة للبيئة المدرسية وما يتخللها من الاستيقاظ باكراً ومتابعة الفروض المدرسية وغيرها من الواجبات اليومية الملقاة على عاتق الطلبة، وبالرغم من ان الإجازة الشتوية التي تصل 30 يوماً تقريباً إلا ان طلبة المدراس يجدون أنفسهم أمام هامش كبير من الفراغ وقد يقعون ضحيةً للمرض الاجتماعي وهو «الكسل والخمول»، حيث تزداد ساعات النوم وتزداد ساعات السهر لأوقات متأخرة وبالتالي تعكير للصفو العام وعدم الأحساس بأهمية تلك الإجازة؛ الامر الذي يتطلب من الاهالي استغلال تلك الأوقات لأبنائهم بإشراكهم في أندية وبرامج تعليمية وتثقيفية ورياضية أو دروات لحفظ القرآن الكريم بهدف تعبئة الفراغ الكبير، وتلافي الاستعانة بالمحاذير التربوية الحاملة للمخاطر والأضرار على المستوى الجسدي والنفسي لأبنائنا الطلبة.
دورات تحفيظ القرآن الكريم.
وعن استغلال الوقت الطويل للطلبة خلال العطلة الشتوية قال الطالب عمر جهاد: إنه تعرّف إلى اصدقاء جدد من خلال اشتراكه بدورة تحفيظ القرآن الكريم في أحد مساجد المنطقة، مبيناً أن كان يلاقي تشجعياً وتحفيزاً معنوياً ومادياً من والديه بهدف الاستمرار والمتابعة، مضيفاً أن فصل الشتاء كان يصيبه في الماضي بالكسل والخمول والتراخي نتيجة للظروف الجوية إلا ان الحماسة وحب تفريغ الطاقات سيكون دافعاً كبيراً له خلال العطلة الصيفية والشتوية للسنوات القادمة، لافتاً إلى ان حفظ القرآن الكريم له الأجر والثواب الكبير عند رب العالمين.
«طوشة» داخل المنزل.
زياد إسماعيل أحد أرباب الأسر موظف قطاع عام، بين أن هناك هماً يشغله دائماً مع اقتراب العطلة الشتوية لأبنائه الطلبة خصوصاً وأن أعمار أبنائه متقاربة، مضيفاً أنه من خلال تجربته مع أبنائه في كيفية انقضاء العطلة الشتوية فقد تبين معه أن «الطوش» والمشاحنات والمناكفات اليومية فيما بينهم تزداد في حال غياب البرامج التنشيطية علاوة على برودة الطقس والبقاء لفترات طويلة في المنزل وتحديداً أمام شاشات التلفاز؛ ما دفعه إلى التفكير بتفريغ النشاطات بما يتناسب مع هوايتهم واعمارهم، الامر الذي جعله يقوم بتسجيلهم في نادٍ رياضي قريب من موقع سكناهم ومتعدد النشاطات الرياضية والثقافية؛ ما ساعدهم خلال العطلة الشتوية بتعبئة الفراغ الكبير الذي كانوا يعانون منه.
الثلج.. نشّط الحركة.
الطالب محمد المدني أكد ان ابرز ما ميز العطلة الشتوية هو تساقط الثلوج بكثافة على المملكة، مبيناً أن الزائر الأبيض كان له انعكاس ايجابي على نفسية الشباب وطبيعة سلوكياتهم، حيث خرج الجميع للعب بالثلج لأيام عديدة، مضيفاً أن الكسل والخمول كانا عنواناً بارزاً له خلال فترة العطلة الشتوية حيث السهر الطويل لساعات متأخرة والنوم المتقلب، إلا أن تساقط الثلوج دفعه للخروج مع أصدقائه للعب والتصوير بهدف حفظها للذكرى والحديث عنها لأصدقائه الطلبة مع بداية الفصل الدراسي الثاني، مؤكداً في الوقت نفسه أن العطلة الصيفية تختلف من حيث حرية الحركة وكثرة النشاطات وتعددها؛ ما يتيح له التنفيس والتفريغ من هموم العبء الدراسي.
غياب البرامج التنشيطية.
استاذ المناهج وطرق التدريس المشارك بجامعة عمان العربية الدكتور عودة عبد الجواد ابو سنينه قال: إن العطلة الشتوية التي تقع ما بين الفصل الاول والثاني انقضت على ابنائنا وبناتنا الطلبة وهم في منازلهم، مضيفاً أنه لا يمكن الإطلاق على فترة العطلة الشتوية بأنها فترة خمول وكسل لان هذه العطلة تعطى للطلبة بعد نهاية فصل وبداية فصل جديد من اجل اراحة اجسامهم وعقولهم من اربعة اشهر من التعب والجد والتحضير والاسيقاظ مبكرا خصوصاً انها تعتبر فترة تعب وشقاء من اجل التحصيل والتعليم وبعدها تاتي هذه العطلة لاسيما ان ظروف الطقس وتقلبات الأجواء من شتاء وثلج جاءت لمصلحة الأبناء من خلال استمتاعهم بهذه الاجواء العاصفة واللعب بالثلج، لافتاً إلى انهم قضوا حوالي اسبوع بهذه الاجواء المفرحة والسارة لاننا ننتظر جميعا مثل هذه الاجواء، ومبيناً أيضاً أن طبيعة نشاطات الأسر في فصل الشتاء تحد من حركتها وتقتصر على الزيارات العائلية خصوصاً مع برودة الطقس والصقيع القارس، وكثيرا ما يكون هناك العاب لتنشيط العقل والذاكرة والقراءة ولكنها تكون داخل حدود البيت لاننا لا نستطيع ان نرسل ابناءنا الى العمل او العمل التطوعي او تقديم الخدمات الى مؤسسات المجتمع المدني وقسم منهم يستغل العطلة للذهاب الى الاراضي المقدسة للعمرة وزيارة المدينة المنورة مدينة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والبيت الحرام معتبراً أن تلك النشاطات استغلال لاوقات العطلة الشتوية.
التهئية للحياة المدرسية.
وحول دور المؤسسات الرسمية في هذا الجانب اجاب ابو سنينه ان طبيعة العطلة وفترتها واحوال الطقس حدت الى درجة كبيرة من دور هذه المؤسسات لانها لا تساعد على القيام باعمال ونشاطات اخرى، مضيفاً ان دور المؤسسات يمكن ان يكون محصورا في الندوات والمسابقات الثقافية وقراءة الكتب المفيدة والقصص الادبية حتى تنمي بعض المواهب ضمن اختصاص كل مؤسسة ولكن الفترة قصيرة والنهار قصير جداً، اما دور اولياء الامور في تنشيط اجساد ابنائهم وابعادهم عن الكسل والخمول باعتباره مرضاً اجتماعياً قال ابو سنينه: ان الفرص امام اولياء الامور محدودة جدا لان النهار قصير والعطلة مداها محدود فلا يكون هناك مجال للالتحاق بالاندية ومراكز الرياضية من اجل ممارسة هواياتهم من حيث الالعاب وتنمية الهوايات وواجب الاهل في هذه الحالة توفير القصص الادبية وبلاي ستيشن،وبخاصة الالعاب التي تنمي الذاكرة وتطلق الابداعات والمواهب والافلام التثقيفية، معتقداً انه من غير المطلوب منهم ارهاق تفكيرهم وهم يستعدون للعودة مرة اخرى الى المدرسة فهم بحاجة الى راحة البال والاستجمام بعد عناء.. اما وقد انتهت العطلة فعلى الاهل التركيز فالايام المقبلة على ارجاع العادات التي تعود عليها الابناء اثناء المدرسة وبرمجة اعمالهم ونشاطاتهم بحيث تاتي المدرسة ولا تكون لديهم صعاب مع التكيف مع ظروف المدرسة ومتطلباتها، متمنياً على الطلبة النوم مبكراً وتناول الافطار في موعده والغداء في موعده و كذلك العشاء اي اعادة برمجة حياتهم اليومية حتى نرجع الى الحياة المدرسية العادية والتأقلم عليها قبل بدء دوام المدارس وحتى لا تكون عبئا ثقيلا عليهم ونصبح في حالة اضطراب وتذمر من قبل الطلبة فيرجعون الى المدرسة بكل سهولة ويسر. " الدستور "