تدوير سياسي
تلجأ بعض البلدان "المسعدة" إلى تدوير بعض المواد المستهلكة والمستعملة كالبلاستيك والحديد والزجاج مثلا لإعادة استخدامها والاستفادة منها من جديد ، مثلا يمكن اعادة تدوير القارورات الزجاجية لصناعة قارورات زجاجية أخرى أو تدوير الكرتون لصناعة ورق مثلا أو اعادة تدوير المواد البلاستيكية لصنع مرطبانات أو أكياس وهكذا.
هذه العملية "اعادة التدوير" تهدف الى تقليل النفقات والحفاظ على المقدرات والخيرات وتحد من استنزاف المصادر الطبيعية والمواد الأولية.
صحيح أن جودة المنتجات المعاد تدويرها لا تكون بنفس جودة المنتجات الأصلية لكنها تفي بالغرض وتكون أرخص.
نحن أيضا نهتم بالتدوير ، لكن اهتمامنا ليس بالتدوير الصناعي بل بالتدوير السياسي.
مثلا ، يمكن الاستفادة من أمين عام سابق وتدويره ليصبح وزير ، أو اعادة تدوير وزير سابق ليصبح رئيسا للوزراء ، يمكن أيضا أن نعيد تدوير نائب ليصبح نائب مرة أخرى وهكذا.
الشيء المميز بالنسبة لنا أن المسؤول الحكومي يمكن تدويره لأكثر من مرة أيضا ، مثلا ، بعد أن ينهي الوزير مهامه الوزارية يمكن أن يعاد تدويره في الوزارة القادمة ليصبح وزيرا مرة أخرى ، ثم يعاد تدويره بأن يصبح عضوا بمجلس الأعيان ، ثم يمكن اعادة تدويره ليعود الى الوزارة وزيرا من جديد وهكذا.
بفعل اعادة التدوير المتكررة قد تكون النتيجة أن يصبح المسؤول مكرر فيتم تدويره إلى أصله الأولي ويعود مواطن عادي ، ولكونه اعتاد على التدوير ، فلا يمنع أن يقوم بترشيح نفسه لمجلس النواب ويفوز ويعاد تدويره بهذه الحالة لنائب.
كلما أرى نفس الوجوه تتكرر وتتنقل من مكان لآخر أجزم بأن مشروع اعادة التدوير لا يقل خطرا عن مشروع الكونفدرالية ، فكلاهما يجعلاني أدور عليك يا وطني.
للعلم ... هذا المقال ليس له علاقة بالمزرعة السعيدة لا من قريب ولا من بعيد ... لذا اقتضى التمويه.