ما المقصود بـ (بر الأمان ) وهل هي موجوده فعلا؟
يا اخي بنسمع كلمة دايما بتتكرر على لسان الجميع وفي كل موقع ( الشارع .. المنابر .. الجلسات .. القعدات .. التلفزيون . بالباص .. ) بنسمع مقولة ( احنا بمركب واحد .. حتى نصل الى بر الامان ) .. مع احترامي لمن يستعملها واستعملها وسيستعملها ..وانا واحد استعملتها .
شو هو ( بر الامان ) ؟ ... بر الامان .. بر الامان .. يعني المقصود فيه مثلا استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي ودنيوي وحياتي وديني وطبي .. او اي شيء اخر .. هو في دوله بالعالم على مر التاريخ وعلى مر العصور ومنذ نشأة الخليقه وصلت الى ذلك الاستقرار ... كانت تسعى الى الاستقرار ومعظمه أنيا... كل دوله وكل العالم وكل الحياه وكل انسان وكل الحضارات دائما بحالة تقلب وتغيير مستمر .. بحالة مفاجأت وعدم استقرار .. يا ما حضارات راحت وحضارات أجت .. اذا فش اشي بالحياه اسمو ( بر الامان ) او ( شط الامان ) ..
( بر الامان او شط الامان ) الوحيد الذي يسعى ويصله (الانسان ) هو (دخوله الجنه ) يوم القيامه .. عندما ميزان حسناته يغلب على ميزان سيئاته .. حينها يفوز الفوز العظيم وفعلا يكون قد وصل الى بر الامان ..
بر الامان الدنيوي وهم .. لنفترض جدلا انك يا اخي وصلت شط او بر الامان كما خططت او خيل اليك او توقعت او بناءا على طموحك .. هل انتهت الحياه وانت صرت بل ( save side) يعني .. بلحظه معينه او اي ازمه او كارثة طبيعيه تعود وترجع من الصفر .. تعود انت ومن معك تركب المركبه وتردد (لنتكاتف مع بعض بوسط الامواج المتلاطه لكي نصل الى بر الامان ) مره اخرى ..
أب يربي اولاده ويقول لزوجته ( حطي ايدك بأيدي خلينا انربي لولاد حتى انوصلهم لشط او بر الامان ) .. ايوه .. وكبروا لولاد ووصلناهم لبر الامان مجازا هل هذا يعني ان الاولاد عندما وصلوا شط او بر الامان حسب منظور ووجهة نظر الاب والام واصبحوا كبار ويعتمدون على انفسهم انتهت مشاكلهم ومسؤولياتهم ومهامهم وسيعيشون بأمان وبرغد الحياه الى ابد الابدين او الى يوم القيامه او الى الى ان يتوفاهم الله .. بالعكس ستبدأ مرحله جديده لهم بالحياه ومواجهة تحديات الحياه .. فيعود الابناء من جديد ( بركوب المركب وسط الامواج المتلاطمه ويسيروا بالحياه التي يشبهوها بالبحر لكي يصلوا هم انفسهم او ابنائهم او رسالتهم الى بر الامان ... وهكذا دواليك .. ) .. ( الاب والأم ) هم حقيقة اوصلوا ابنائهم ليس الا شط الامان وانما ايصالهم الى بداية مرحله ورحله جديده داخل البحر لكي يتواصلوا مع الحياه الى الوصول الى بر الامان الابدي حسب اعمالهم وهو يوم القيامه . الاب والام ربما لم يصلوا الى مرحلة بر الامان هم واولادهم ربما افعالهم واقوالهم ستزج بهم بنار جهنم وهكذا .. ستبقى الحياه تسير على هذا النهج من واحد الى واحد ومن انسان الى انسان حتى يقبض الله روح هذا الانسان ويدخل مرحلة القبر ثم يوم القيامه ثم يتحدد مصير الانسان هل هو بالجنه او بالنار ... اذا دخل الجنه فعلا يكون عبر الحياه الى بر الامان .. واذا دخل ( نار جهنم ) وهذا متوقع للكثيرين علي بنشوفوا والعلم عند الله بكون يا حفيظ السلامه انو شط او بر الامان ؟ .. بكون الزلمه راح شطب وما حسب حساب هذا اليوم العظيم والمصير المرعب والمؤلم والحاسم وبكون لا وصل بر الامان ولا شط الامان ولا حزام امان حتى ...
لنفترض ان الجميع الان بالمركب .. للوصول الى بر الامان .. ( كلمة الجميع لا اقصد بها شعب معين والمركب لا اقصد بها ايضا دوله معينه .. انا بحكي بشكل عام .. على مستوى حياه ومستوى انسان بشكل فردي او جماعي ( اسره ..مجتمع .. بيئه.... شركه .. جمعيه .. حزب .. دوله ...)) .. ولكن السؤال .. اذا كان في المركب من يجيد السباحه واراد ان يقفز او ينط من المركب او القارب او الباخره او السفينه او اللانش او حتى قارب زجاجي .. واراد ان يعبر البحر (الحياه ) وسط الامواج المتلاطمه ( الاحداث ) لوحده معتمدا على مهاراته بالسباحه .. هل يوجد مشكله بهذا الامر ما دام قادر على الوصول الى شط او بر الامان لوحده ولا يريد ان يبقى مع الجماعه ما دام الجماعه او الفرد الواحد يريد ان يصل الى بر الامان وهو ( هدف مشترك ) تختلف الطرق والوسائل للوصول الى بر الامان لكن بالنهايه سنجتمع جميعا عند نقطه واحده وهو ( بر الامان ) وبعدها نتفاهم على اليابسه.. لنفترض جدلا ان هناك كثير من الناس ( نطت او قفزت ) من المركب السائر وسط البحر وكل واحد ذهب باتجاه بحثا عن شط او بر الامان بمعرفته وحسب توقعاته وحسب بوصلته .. ما دامت الفكره او الهدف هو واحد اعيد واكرر وهو الوصول الى بر الامان او شط الامان .. على الاقل اذا غرق المركب يكون قد نجا من قفز منه وسبح ووصل بالسلامه ...
اذا كانت المسأله متعلقه بما يلي ...
1- اذا كان يقصد بالمركب الواحد والجميع فيه هو ( ان الله مع الجماعه ) و ( اذا كنتم ثلاث فأمروا واحد ) فهذا شيء جيد وممتاز ما دام الهدف واحد والهم واحد والمسؤوليه واحده ولا داعي للتشرذم والفرقه .. وربما لا يفرض او يجبر أحد بأن يبقى داخل المركب وبالنهايه يتحمل مسؤوليه قراره.
2- اذا كان لا احد بالمركب يجيد السباحه وولوا امرهم ( لربان ) السفينه او المركب ليقودهم الى بر الامان طبعا بمشورتهم ومساعدتهم فلا يمكن لربان السفينه او المركب ان يستغني عن ( عامل البوصله ) او ( عامل الشراع او الدفه ) او ميكانيكي ( الماتور والوقود ) ولا (عامل الاتصالات ) ولا (عامل الامن لمنع الخروقات ) ولا اي انسان موجود بالمركب لان لكل واحد منهم مهمه .. بهذه الحاله كعرف جماعي ومسؤوليه مشتركه ربما سيجبروا ووجوب ان يتقيدوا ويلتزموا بوجودهم داخل المركب كجماعه خوفا على حياتهم وحياة الجماعه التي تحكمهم منظومه وشرائع معينه وباتفاق الجميع لان اي شخص يريد ان (ينط او يقفز ) من المركب سيغرق ويموت وتتشرذم الجماعه وتنطبق عليهم مقولة ( فرق تسد ) فمن الافضل له ان يبقى ضمن المركب اما يحيوا معا او ينجوا معا .
3- هناك مخاطر مثلا .. نحن جميعا بمركب واحد وقام واحد من هالاعداء راقبنا وتربصلنا وقام (شلخنا ) صاروخ ارض بحر جو واصاب مركبنا ماذا سيحدث ... سنغرق ونموت جميعا بدون ان ( ننبس ببنت شفه او ببنت حلال ) .. ويومها راح نحسد اللي نطوا وقفزو من المركب واختاروا طريقهم عبر البحر للوصول الى شط الامان ... لكن المشكله والخطوره ايضا بأنه من تخلى عن الجماعه بالمركب وسار لوحده بالبحر معتمدا على نفسه بالسباحه وخبرته بالبحر ان يستفرد بهم العدو واحد واحد ويقتلهم ... لان بالجماعه قوه .. ويومها راح اللي ظلوا بالمركب يقولوا امنيح اللي ظلينا بالمركب مع بعض كجماعه ولا كان مصيرنا مصير هؤلاء الذي استفرد بهم العدو فراده وقتلهم وربما تأكلهم اسماك القرش .. احنا نصحناهم بس ما ردوا علينا هم احرار يتحملوا مسؤوليه افعالهم وقراراتهم وربما غرورهم.
4- بجميع الاحوال لا يوجد شيء بالدنيا حسب وجهه نظري شيء اسمه ( بر او شط الامان ) .. الحياه مسؤوليات كبيره والانسان دائما بخطر وبأزمات وبمشاكل وتقلبات ويوم لك ويوم عليك .. هذه هي سنة الحياه ... حرب وسلم .. حزن وفرح .. مرض وشفاء .. حياه وموت .. خير وشر .. غني وفقير .. وغيرها من الامور فالانسان يتقلب بين الامر ونقيضه بالحياه .. الحياه او الدنيا لم تعقد مع احد صفقه او كتب فيما بينهما ( صك ) بأنك ستبقى فقير او غني مدى الحياه بلحظه قد تصبح فقيرا وبلحظه قد تصبح غنيا .. بلحظه قد تجد نفسك وسط حرب وبلحظه قد تعيش بسلم .. لا احد يعلم الغيب الا الله سبحانه وتعالى ... ولكن يجب علينا ان نكون مستعدين (كجماعه / الموت مع الجماعه رحمه ) قدر الامكان لمواجه الامواج المتلاطمه / الظروف والازمات والاحداث ) ونخفف من حدتها او السعي للتأقلم معها او مواجهتها او التقليل قدر الامكان من خسائرها ولنعلم بأن ما يقصد به من ( بر او شط الامان ) هي كلمه أنيه وظرف أني مؤقت سرعان ما سيتبدل ويتغير هي عباره عن محطه مؤقته او استراحه محارب ..احدى تشبيهات الحياه هي مثل البحر والانسان مثل المركب والامواج هي الاحداث ( وسنبقى ) داخل البحر والمركب والامواج والرياح العاتيه تأخذنا يمنى ويسرى الى يوم القيامه .. وبر الامان او شط الامان هو باختصار حسب وجهه نظري هو ( الطمأنينه والسكينه التي تشعر بها داخل قلبك وجوارحك والتي اساسها ومنبعها وثبوتها هو ما مدى طاعتك لربك الذي خلقكك فسواك وتكون دائما مستعد للقاء ربك وهذا الشيء الذي سيعزز ويقوي ايمانك بالله والذي سيقودك فعلا وواقعا وحقيقة وابديا الى ( بر الامان ) وستعلم انك وصلت بر الامان فقط يوم القيامه عندما تعرف مصيرك ... وأشير هنا الى الأيه الكريمه كما قال الله تعالى .. ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ & إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ &﴾ صدق الله العظيم.
والسلام عليكم