اكبر مؤامره تعرض لها الوطن العربي
أكبر مؤامره تعرض لها الوطن العربي هي تجديد كلمة(مؤامره) نفسها من معناها حتى غدت لا تستدعي الحذر ولا الشبه لما يحُاك ضدنا بقدر ما تثير الإحساس بالاستخفاف والتهكم ممن يصيح بكل صوته ((يا ناس يا هو إنها مؤامره ))هكذا ترى الكاتبة أحلام مستغانمي لفرض ما استنجد بها حكامنا كلما هُددت كراسيهم واجدين فيها الذريعة المثلى للفتك بكل من يعارضهم ولفرط ما رددناه على مدى نصف قرن حقا وباطلاً ,ولفرط ما علمتنا على مشجعها عجزنا وتخلفنا وتناصرنا ,ولفرط ما تآمرنا على أنفسنا ,بعضا على بعض مع اعدائنا , ذهبنا إلى فخ المؤامرة الكبرى ووقعنا في قعرها بملئ وعينا كقصة ذلِك الرجل الذي كان يتسلى بارعاب الناس مدّعيا نزول الذئب إلى القرية فلما جاء الذئب حقا ورآه بأُم عينه على وشك الانقضاض عليه صاح بالناس أن ينقذوه من الذئب لكن لا احد صدقه ولا جاء لنجدته وقضى الرجل فريسة أكاذيبه هاهو ذا الذئب يطبق فكِيه علينا ولن يوجد من يصدقنا إن صحنا في كل المنابر الدولية, أننا ضحية مؤامرة شاملة كاملة لم يعرف العالم أكبر منها ولا أكثر خبثا في استراتيجيتها المتقنة ذات الذرائع الخيرية فالمؤامرة المباركة حيكت لنا هذه المرة على أيدي حُماة الديمُقراطية ورُعاتها الثوب الكفن المفصل على قياس تهورنا وسذاجتنا وتذاكينا تم تصميمه برؤية إسرائيلية على يد مُصمم التاريخ<<العزيز هنري>>, أثناء سباتنا التاريخي لكن..<<لا يُلام الذئب في عدوانه\إن يكُ الراعي عدوَ الغنم))هل نلومُ أعدائُنا وقد سلمنا راعينا إلى الرعاة, قطعنا بشرية جاهزة للذبح قربانا للديمُقراطية في كل بلاد.
((رعاة الديمُقراطية))الإنسان أهم حتى من الديمُقراطية, لأنها الغاية منها والغاية أهم من كل شيئ, والمواطن أهم من الوطن,حتى إن إختِطاف مواطن واحد أو قتله على يد العدوَ يغدو قضية وطنية يتجند لها الوطن بأكمله , وتتغير بمقتضاها سياسات خارجية.
لكن عندما يتعلق الأمر بنا يجوز لهؤلاء المبشرين بالحرية أنفسهم, نحر مئة الف عراقي لنشر فضائل الديمُقراطية, وتوظيف كل تكنولوجيا التعذيب لإدخالها في عقولنا.
عمر أبو ريشة الذي قال ذلك البيت, الموجع في حقيقته,ادرك قبل نصف قرن أن الذئب لا يأتي إلا بتواطؤ من الراعي,وأن قدر الوطن العربي إيقاظ شهية الذئاب, الذين يتكاثرون عند أبوابه, ويتكالبون عليه كلما إزداد انقساماً اليوم حللنا على الأقل مشكلة الأبواب ما عاد من أبواب لنا غد وأهم بواباتنا وحدودنا أرضنا وجونا وبحرنا ..وطنا وطناً يستفردون بنا ينهبون خيراتنا يسرقون آثارنا ينسفون منشآتنا يغتالون علمائنا ،يشعلون الفتنة بيننا ،يصطادون أرواح صحافيينا ويشترون ذمم أقلامنا وأصواتنا .
نحن في أزهى عصور الديمُقراطية .في إمكاننا مواصلة الشخير حتى المؤامرة المقبلة ..المقبلة حتما .
فالذئب يصول ويجول ويأكل منا من يشاء ما عاد السؤال من جاء بالذئب؟بل كيف مكناه منا إلى هذا الحد؟الجواب عثرت عليه في حكمة قديمة))يأكلك الذئب إن كنت مستيقضا وسلاحك ليس في يدك .ويأكلك الذئب إن كنت نائما ونارك مطفئا )).
رعى الله لنا نـور التلفزيون.فقد أطفأنا ما عاد تصحون على خير أيها العرب!