قراءة متأخرة للانتخابات
نجحت العملية الانتخابية ، نجح الرهان الحكومي على وعي الشعب، نجح المرشحون ، فهل ينجح الناخبون ؟ الأيام ستجيب على هذا السؤال ، وأفعال ، ومواقف السادة النواب هي التي ستجيب على السؤال ، الناخب الأردني يأمل ، ويتمنى ، كما كان قبل الفرز المرشح نفسه يأمل ويتمنى ، الناخب الأردني لم ييأس بعد ، وما زال مبللاً بالحلم ، الناخب الأردني يحق له أن يقول بملء فمه : أدّيت دوري ، عليكم الآن أن تؤدوا دوركم ، الناخب الأردني ينتظر ويأمل أن لا يصبح نائبه ( جودو ) .
نجحت العملية الانتخابية ولكن ليس بامتياز كما قال السيد الخطيب ، لكنها نجحت والحمد لله ،وهذا النجاح له استحقاقاته بالتأكيد ، فمن يضمنها ؟ ، وحين راهنت الحكومة على وعي الشعب وكسبت كان الناخب يراهن على صدق النائب فهل يكسب؟؟ .
نجحت الانتخابات ، وكما كانت فرحة للفائز ، فقد كانت غصة للخاسر ، وهذه هي نتيجة أي تنافس ، والذي يهمنا هنا بعد هذا النجاح ، وبعد الذي سطرناه سابقاً هو أعمار المرشحين فقد كانت ملفتة جداً لأي دارس ، أو متابع فهي بحسابات تقريبية - وهنا الحسابات فقط حول أعمار الرجال المرشحين – 70 % الأعمار فوق الخمسين منها 30 % دون الستين ، و 30 % دون السبعين و 10 % دون الثمانين ، ولو قارنا هذه النسب التقريبية مع بعض أعضاء وزارات سابقة سنجد أنها متقاربة نوعاً ما ، فأين قادة الأمة من الشباب ؟ وأين من نعوّل عليهم أن يُكملوا المشوار بعدنا ؟
أقولها بصراحة موجعة : إنهم موجودون ، ولكن الذين هرموا ، والذين أدمنوا المناصب ، والجلوس على كرسي القرار يحاولون إخراجهم من اللعبة السياسية ، ومنعهم من ممارسة دورهم القيادي ، ولم نسمع قيادياً تجاوز الستين قال يوماً ولو على سبيل الدعابة : ( هرمنا ) .