من يطالب باسقاط الملك انما يعبّر عن افلاس في فكره السياسي
كثر هم من ينعقون القول حتى بت اراهم يهرفون بما لا يعرفون ، فتارة اراهم يهتفون باسقاط النظام وتارة يهتفون باسقاط الملك وتارة اخرى يريدون اسقاط الفساد في الوقت الذي ارى في داخلهم رغبة في اسقاط انفسهم بعد شعورهم بانهم قد دخلوا مرحلة الافلاس السياسي والمعنوي نتيجة عدم وضوح الرؤية وافتقارهم للرسالة التي تحقق لهم تلك الرؤية.
ان من يطالبون باسقاط النظام انما هم اما يهرفون بما لا يعرفون او انهم في سياستهم مفلسون وفيه أجزم بأنهم لا يفقهون ، فاسقاط النظام يعني اسقاط منظومة الوطن ومن يسعى لاسقاط الوطن فعليه ان يغادره لان الوطن ملك لكل من يثبت من خلال انتمائه بانه اردني حتى النخاع بعض النظر عن اصوله ومنابته.
إن وجود الملك على رأس السلطة هو مصلحة وطنية بامتياز سواء اكان الفرد منّا يحب هذا الملك او كان غير ذلك،، فاصحاب الفكر السياسي ممن يعادون الملك وحتى المتربصين به طمعا او لغاية او لأجل اجندة خاصة بهم او باتباعهم – ان وجدت - يدركون بأن وجود الملك فيه مصلحة وطنية عليا وان المطالبة باسقاطه ما هي الا شعارات لغايات في انفسهم وسعيا منهم للحفاظ على مراكزهم امام اتباعهم وهنا تكمن المصيبة حيث انهم في ذلك يقامرون بمستقبل الوطن و يضللون الراي العام و في قرار انفسهم انما يعلمون بأن اسقاط الملك ليس بالامر الممكن وذلك لسبب واحد وهو ان غالبية ابناء الشعب الاردني لا يمكن لهم تقبل مثل هذه الخطوة على الاطلاق وان حماية العرش هي مسئولية الشعب وليس مسئولية اجهزة امنية او مسئولية كتبة تقارير او متسلقين في البطانة او متنفذين في أي من اجهزة الدولة المختلفة!!.
ان ما يجعلنا نتحدث بمثل هذا الوضوح وهذه الجرأة هو ما نراه عند البعض ممن طاب لهم النعيق اسفل الوادي او على قمة جبل وكأنهم في منطقة نائية لا تسمع لهم الا تلك الشوارد في قلب صحراء خالية الا من كائناتها التي لا تعقل منطقا ولا عرف الا ما فطرها الله عليه.
ان من يطالب باسقاط النظام عليه ان يعي بان النظام هو الوطن وأما الملك فهو جزء من هذا النظام كما هو انا وانت وكل ابناء الوطن ، فمن يريد اسقاط النظام انما يريد اسقاط الوطن والمواطن على حد سواء.
ان ما يجب ان يعرفه وان يميزه اولئك الناعقين - مع كل احترامي للوطني منهم - بان عليهم الفصل بين مفهومي اسقاط النظام واسقاط الملك ، فاسقاط النظام كما اسلفنا يعني اسقاط للوطن وامّا اسقاط الملك فهو شيء مختلف تماما ولا يعني بالضرورة اسقاط النظام رغم ان محاولة اسقاط الملك هو امر باطل يراد به باطل.
علينا ان نعترف جميعا بأن الملك هو جزء من هذا النظام وهو صمام امان في هذا الوطن ونحن في الاردن لم نصل الى تلك المرحلة التي يمكن لنا كشعب ان ننادي باسقاط الملك ما دام ان هذا الملك يمثل في وجوده وبقائه مصلحة للوطن وللمواطن وهذا ما يراه الغالبية العظمى من ابناء الاردن وانا كاتب المقال فرد منهم.
ان وجود جلالة الملك على راس الهرم امر غير قابل للقسمة ولا التسويف ،فاذا كنّا نعارض الملك في بعض سياساته المتعلقة بمحاربة الفاسدين وتحقيق العدالة وتسيد بعض المتنفذين الفاسدين على مقدرات الوطن فهذا لا يعني اننا نقبل التطاول عليه او المساس به او حتى بمؤسسة العرش برمتها لما في وجودها مصلحة وطنية عليا.
ان من يتنادون باسقاط النظام عليهم تعديل مفاهيمهم وإعطائها صبغة المصلحة الوطنية على شعاراتهم والا فانهم يدخلون في قفص اعداء الوطن والامة، أما من يتنادون باسقاط الملك فعليهم ان يأتوا بالبديل – إن استطاعوا - مع الاخذ بعين الاعتبار بأن لساني هو لسان غيري وهو لسان كل اردني يقول بانني لن اقبل باخي ابن ابي وامي ان يحكمني في هذا البلد الذي بات فريسة لكل فاسق وفاسد لولا رحمة ربي.
اننا كشعب يدرك ما يدور حوله لن نقبل بغير النظام وبغير الملك لأننا لن نقبل بان نكون مشردين في زعتري جديد ، فنحن نعي ما يجب ان نكون عليه وانني اعتقد بان من ينعقون تناديا باسقاط الملك او النظام انما يعزفون على وتر الافلاس والهزيمة ولن يتأتى لهم هذا الامر ما دامت بطون الاردنيات تلد شرفاء يطالبون بالاصلاح لا بالفوضى واسقاط النظام.
ليس منّا من لا يرغب بالاصلاح وينادي به ولكننا بالقطع مع الاصلاح الذي يضبط الامور ولسنا مع اصلاح يشيع الفوضي تحت عباءة الحرية والديمقراطية ومن يتغنى بالديمقراطية والحرية عليه ان يقبل براي الاغلبية وما راي الاغلبية الا ان يبقى عبدالله ملكا لكنهم ينشدونه ويناشدونه الاصلاح ولا ريب ولا عيب في ذلك ودمتم.