مشعل : المحيطون بعرفات انقلبوا عليه وسهى اتصلت بي في عز مرضه
المدينة نيوز - خاص - اكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل السبت ان من انقلب على ياسر عرفات واستغلوا ضعفه هم من كانوا يعيشون في كنفه ، مشيرا الى ان حركة حماس اختلفت مع عرفات وهو في عز قوته ، ولكن عندما حاصرته اسرائيل وقفنا الى جانبه ، فالرجولة والمروءة ان تختلف مع الاخر في قوته وليس الانقلاب عليه عند ضعفه .
جاء ذلك خلال برنامج " حوار كبار " الذي يبثه التلفزيون الاردني ، اكد فيه مشعل ان ياسر عرفات شكّل مظلة اساسية للشعب الفلسطيني وخاصة اثناء انتفاضة الاقصى ، مشيرا الى انه اول من اتهم اسرائيل باغتيال ياسر عرفات ، وان زوجة عرفات اتصلت به من باريس ونصحها بايجاد الترياق الشافي له قبل فوات الاوان ، ولكن كانت الشهادة هي مصيره ، معتبرا ان نهاية عرفات كانت مشرفة .
واشار مشعل الى ان حركته لا تريد دخول السلطة او المنظمة لحلول مكان احد ، وانما لتحقيق الشراكة بين كافة الاطياف الفلسطينية لتحقيق مشروعنا الوطني باستعادة كافة الثوابت الفلسطينية .
واضاف مشعل اثناء ان رئاسته لمنظمة التحرير ليست مطروحة في الوقت الحالي وانما الذي يحدد ذلك هو انتخابات المجلس الوطني والتنفيذي للمنظمة ، مؤكدا ان دخول حركة حماس لمنظمة التحرير ليس هدفها تغييرها حسب برنامجنا وانما لاعادة ترتيبها والتوافق الوطني وعمل برنامج وطني تتقاطع فيه البرامج السياسية للعمل على تحقيق المطالب الفلسطينية ، كما ان دخولنا للمنظمة لن يغير موافقنا وثوابتنا .
واشار مشعل الى ان التأخر في تحقيق المصالحة يعود الى اربعة عوامل وهي : فتح وحماس ، وبعض الدول العربية ، واسرائيل ، والاطراف الدولية ، مؤكدا ان حركة حماس لم تختر الانقسام الذي فرض على الفلسطينيين بعد الانتخابات التشريعية .
واوضح ان عدة اسباب تقف وراء التسريع في عملية المصالحة الحرب الاخير على قطاع غزة والتي حققت المقاومة فيها نصرا كبيرا - بحيث لم تنته تلك الحرب الا بتنفيذ شروط المقاومة - ، والسبب الثاني الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية التي حقق فيها الرئيس محمود عباس نصرا سياسيا مهما ، والسبب الثالث الضغط الشعبي المطالب بتحقيق المصالحة الفلسطينية ، والسبب الرابع الجهود العربية والدولية ، والسبب الاخير الربيع العربي ودور القيادة المصرية لتحقيق المصالحة ، معبرا عن ان الانقسام يشكل عبئا كارثيا على الشعب الفلسطيني .
وفي العلاقة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، اكد مشعل ان العلاقة بينهما طيبة ، وهنالك اتفاق خلال اسابيع على تحويل الاتفاقات النظرية الى وقائع عملية .
واستطرد قائلا ، ان الادعاء بقبول حماس بدولة مؤقتة هو محض افتراء ولا اساس له من الصحة ، مشيرا الى ان الفلسطينيين لن يقبلوا باقامة دولتهم على غير ارضهم ، ولن يقبلوا بالتوطين ولا الوطن البديل ولا غيرها من المشاريع التي تستهدف اضاعة الحق الفلسطيني .
وعبر مشعل عن تقديره للدور الاردني الذي لم يغب عن مساعدة الشعب الفلسطيني في النواحي السياسية والطبية والانسانية سواء في الضفة الغربية او في قطاع غزة ، مؤكدا انه وبالرغم من انشغال الاردن في اوضاعه الداخلية الا انه قام بدور كبير اسوة بالدول العربية بوقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني .
وفي الشأن السوري ، اكد ان الحديث عن مغادرة حركة حماس لمحور المقاومة هو خاطىء ، فحماس هي اساس محور المقاومة ، وخلافها مع النظام السوري جاء انحيازا لمطالب الشعب السوري في مطالبته بحقوقه المشروعة ، مضيفا : " لقد نصحنا النظام بعدم استخدام الحل الامني في مواجهة الاحتجاجات السلمية في بدايتها ، ولكن النظام لم يلق بالا لنصائحنا " .
واضاف مشعل ان حماس لا تنكر دعم النظام والشعب السوري لها في مواجهتها اسرائيل ، ولكن عندما طلب النظام في سوريا من الحركة ان تكون غطاءاً له في استخدام الحل الامني في مواجهة المطالب الشرعية لـ " الربيع السوري " ، رفضت الحركة وغادرت سوريا .